IMLebanon

رئيس “هيئة التفاوض السورية” لـ”نداء الوطن”: إيران و”حزب الله” يحتلّان سوريا وهما عدوّان

أكد العمل على توحيد المعارضة وعلى دور عربي في سوريا

 

في خضم الأزمات الدولية المتفجّرة، برز إنتخاب الدكتور بدر جاموس رئيساً لهيئة التفاوض السورية وهذه الهيئة هي كناية عن تجمّع لقوى معارضة، ما يطرح اكثر من سؤال عن تراجع دور المعارضة السورية وغيابها عن المشهد، وكيفية تعاملها مع المرحلة المقبلة في ظلّ التفاوض على الدستور السوري الجديد، إضافةً إلى طريقة تعاملها مع الملفات المطروحة وعلى رأسها قضية النزوح السوري.

وفي هذا الإطار، أجرت «نداء الوطن» مقابلة مع الدكتور بدر جاموس الموجود في اسطنبول حيث أكّد العمل على توحيد المعارضة وإعادة الدور العربي إلى سوريا واصفاً النظام بأنه كاذب لا يريد الحلول السياسية، ودعا الدول الفاعلة لإجبار النظام على المضي في صياغة الدستور، واعتبر ان إيران و»حزب الله» يحتلان سوريا وهما عدوان، وأيّد العودة الآمنة للنازحين من لبنان ودول الجوار.

وهنا نصّ المقابلة:

– أثار انتخابكم رئيسا لهيئة التفاوض اعتراضات لدى فصائل المعارضة، فهل تم تجاوز هذه الاعتراضات؟

في الواقع لم يكن هناك أي اعتراضات من الفصائل المسلحة في الداخل السوري على انتخابي رئيساً لهيئة التفاوض في 12 يونيو (حزيران) الماضي، بل على العكس هناك علاقة جيدة وتنسيق دائم مع الفصائل في الداخل، أما إذا كان المقصود المكونات السياسية الأخرى داخل هيئة التفاوض، فالعملية الانتخابية جرت حسب قوانين النظام الداخلي للهيئة وباجتماع رسمي.

– هناك اتهامات بانك تساير النظام وكذلك بأنك قريب من الروس فكيف ترد على هذه الاتهامات؟

على الإطلاق، في كل مرة نؤكد أن هذا النظام مجرم وقاتل وشرّد شعبه ولا يمكن أن يتغير ولا يمكن إصلاحه إلا بفرض الحلول عليه وفق قرار مجلس الأمن 2254، وموقفنا من نظام بشار الأسد واضح وتحدده قرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2254 ولا يمكن أن يكون هناك بعد شخصي في هيئة التفاوض سواء مني أو من أي رئيس آخر، فهيئة التفاوض تتكون من مكونات متنوعة من كافة قوى المعارضة، وتتخذ قراراتها بناء على نظامها الداخلي، ولا يتخذها رئيس هيئة التفاوض بمفرده وبالتالي ليس هناك أي مساومة مع النظام، وأي تفاوض هو في إطار قرارات مجلس الأمن.

أما في ما يتعلق بالقرب من روسيا، فهي دولة مؤثرة في الملف السوري وراعية لمسار أستانا واللجنة الدستورية ونحن نحدد علاقتنا معها من هذه الزاوية فقط، وقد أصدرنا بياناً شديد اللهجة تجاه القصف الروسي على جسر الشغور وحمّلنا روسيا مسؤولية الإجرام والقتل والتشريد بحق الشعب السوري.

– هل ستنجح بمهمة توحيد المعارضة وما هي خطة عملك؟

 

 

بالطبع هي ليست مهمة سهلة، خصوصا في الوضع الذي تعيشه المعارضة السورية وبالتحديد هيئة التفاوض، ولكن سأعمل بشكل كبير لتوحيد جهود هيئة التفاوض. الأولوية بالنسبة لي إعادة ترتيب البيت الداخلي، وقد وضعت خطة عمل وبدأنا العمل عليها وهي تتألف من ثلاثة محاور:

الأول: ترتيب البيت الداخلي في هيئة التفاوض، وهو أيضا ينقسم إلى قسمين، الاول ترتيب هيئة المفاوضات من الداخل مع بقية المكونات الأخرى. والثاني، هو العمل على جمع الشخصيات السورية الاعتبارية والوطنية، وخصوصا من الذين اعتكفوا عن العمل السياسي.

أما المحور الثاني فهو العمل على إعادة الدور العربي، ولا يخفى على أحد عزوف الدور العربي عن الأزمة السورية لأسباب كثيرة ونحن كمعارضة نتحمل جزءاً منها بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالظرف الدولي والإقليمي، والحروب الناشبة في المنطقة، لكننا نرى اليوم أن الظروف الإقليمية والدولية مواتية لهذا الدور العربي الحيوي الذي تحتاجه سوريا، وأنا مؤمن بانه لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي من دون الدور العربي، وخصوصا المملكة العربية السعودية.

اما المحور الثالث فهو القيام بمبادرات سورية بشكل جماعي فالقضية قضيتنا ولا بد من تحرك في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحافل الدولية الأخرى، وهذا التحرك من شأنه أن يعيد الملف السوري بقوة إلى الطاولة الدولية.

 

– لماذا هناك غياب للمعارضة السورية عن الساحة وكأن لا تأثير لها؟

لا أحد يمكن أن ينوب عن الشعب السوري مهما كانت التفاهمات الإقليمية، المعارضة طرف في أي عملية سياسية وفق قرارات مجلس الأمن وأهمها القرار 2254 الذي يدعو إلى هيئة حكم انتقالي، كما ان هيئة التفاوض جاءت بقرار مجلس الأمن على أن تكون العملية السياسية بين طرفين الطرف الأول النظام السوري والطرف الثاني هيئة التفاوض وهذا يؤكد على أن المعارضة لا يمكن أن تكون خارج أي اتفاق سياسي.

ونحن نقول لكل من يعول على تعويم النظام، إن هذا النظام لن يتغير ولن يستطيع التملص من النفوذ الإيراني، وأي عملية تطبيع مع النظام لن تحل المسألة السورية، هذا النظام كاذب لا يريد الحلول السياسية ويضطهد الشعب السوري ويتاجر بهذا الشعب المشرد.

– لماذا لم تساندكم واشنطن والغرب والدول العربية مثلما تساند طهران وموسكو الاسد؟

 

هذا سؤال يمكن أن يوجه إلى الدول، والعالم يتحمل مسؤولية ما يجري في سوريا من أزمة غذاء ولجوء وقتل وتشرد، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، ونحن نشعر بالخذلان الحقيقي.

 

– اين اصبح التفاوض حول الدستور السوري الجديد وهل من أمل في الاتفاق؟

 

المبعوث الدولي للأزمة السورية غير بيدرسون أعلن في وقت سابق تأجيل انعقاد الجولة العاشرة، وكان موقفنا التوجه إلى مجلس الأمن للمطالبة بتطبيق البند السابع لإجبار النظام على الحل السياسي وفق القرار 2254، والواقع أن النظام يتهرب في كل مرة من الاستحقاق السياسي وهو يعمل على تضييع الوقت، وللأسف النظام غير ملتزم باللجنة الدستورية والحل السياسي وهنا تقع مسؤولية الدول لإجبار النظام على المضي في صياغة الدستور وفي مقدمة هذه الدول روسيا التي لديها نفوذ قوي لدى النظام.

– ماذا عن الاجتماعات واللقاءات الدولية التي تحصل في عواصم القرار واين تأثير المعارضة في مثل هكذا لقاءات؟

لا يخفى على أحد أن الأزمة السورية أصبحت مسألة دولية تتشارك فيها كل الدول، وصحيح أن هناك اجتماعات تجرى من دون دعوة المعارضة، ونحن نعمل أن نكون حاضرين في كل هذه الاجتماعات، وكانت مشاركتنا في اجتماع المجموعة المصغرة في باريس في هذا الإطار، حيث لم تتم دعوتنا لكن كان لدينا إصرار على حضور هذه النقاشات وبالفعل كنا حاضرين في باريس وأبلغنا الدول بضرورة إشراكنا في أي اجتماع لأن هذه قضيتنا نحن ولا بد أن نكون حاضرين في كل اجتماع حول سوريا.

– ما رأيكم بقمة طهران الاخيرة التي تناولت بشكل اساسي الملف السوري؟

 

لم نطلع على ما جرى في هذه القمة، خصوصا أنها لم تخرج بقرارات واضحة حول الشأن السوري بل تفاهمات.

 

– هناك انطباع عن رفضكم عودة النازحين السوريين فما تبريركم؟ ولماذا لا تطالبون بعودتهم وتقديم المساعدات الدولية في سوريا وسط ارتفاع الإحتقان في لبنان؟

 

 

 

لنسأل أنفسنا لماذا يتحمل الشعب السوري في لبنان وفي كثير من الدول كل هذا الضغط ولا يعود إلى بلده!؟ الجواب أنه لا يريد أن يعود إلى بلد يحكمه نظام ظالم وقاتل هو يعيش في أسوأ الحالات في بلاد اللجوء ومع ذلك لا يفضل العودة إلى نظام بشار الأسد القاتل.

كيف يعود اللاجئون إلى سوريا وفي اليوم التالي يجدون انفسهم في المعتقلات، وهذا حدث مع العديد من العائدين إلى مناطق سيطرة النظام على الرغم من وجود ما يسمى بعفو رئاسي. كما أن الدول الأوروبية ذاتها تؤكد أن سوريا ليست بلداً آمنا لعودة اللاجئين وتربط إعادة الإعمار وعودة اللاجئين بعملية الانتقال السياسي وما لم تتم هذه العملية لن يكون هناك عودة آمنة للاجئين.

ونحن نتمنى على الشعب اللبناني أن يتحلى بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية تجاه اللاجئين السوريين، فالشعبان اللبناني والسوري تربطهما علاقات عميقة وعائلية ويجمعنا الدم والتاريخ، وحقيقة يوجعنا كثيراً ما يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان، فالسوريين لم يلجأوا حباً باللجوء، فهم مشردون من آلة القتل والتشريد على يد النظام و»حزب الله» والميليشيات الإيرانية.

– ماذا سيكون موقفكم اذا تفلّت الوضع الامني في لبنان؟

لبنان بلد جار لسوريا وتربطه علاقات تاريخية واقتصادية واجتماعية، وهناك قوى سياسية في لبنان تدعم موقف المعارضة السورية، وهي شخصيات لبنانية وطنية وتاريخية، لذلك لا نتمنى للدولة اللبنانية إلا الأمن والاستقرار وأن تكون هناك علاقات جيدة مع الدولة اللبنانية ونحن مستعدون لعلاقات جيدة، لكن المشكلة في «حزب الله» الذي بات يرتهن ويسيطر على الدولة اللبنانية وهو بات يشكل خطراً على لبنان كما يشكل خطراً على الشعب السوري، وهنا يمكن القول إن «حزب الله» المرتهن لإيران هو عدو السوريين واللبنانيين معا.

– كيف تتعاملون مع «حزب الله» وسط الحديث عن وجود دائم للحزب هناك وكيف تقيمون الدور الايراني وسط الحديث عن حركة تشيع كبيرة وتغيير ديموغرافي؟

 

إيران و»حزب الله» قوتا احتلال بل «ميليشيات» ارتكبت مجازر بحق الشعب السوري وشردت ملايين السوريين ولا بد من ملاحقة هذه الميليشيات في المحاكم الدولية، ليس هذا فحسب فهي تحاول اللعب في التركيبة السكانية والتغيير المذهبي، وميليشيات إيران و»حزب الله» شكلت خطراً على المجتمع السوري، والحقيقة هناك مخاوف على الأجيال القادمة بسبب محاولات التشييع الإيرانية في سورية لكننا نعول على وعي الشعب السوري الذي يرفض الطائفية والعرقية.

والمشكلة أن النظام السوري بات تحت هيمنة النفوذ الإيراني، سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، فإذا كانت إيران تخترق بنية الدولة السورية بنسبة 50 في المئة فيمكن القول إنها تخترق النظام اليوم بنسبة 90 في المئة وهذا يهدد مستقبل سوريا.