Site icon IMLebanon

“زحلة تنتفض” تفتتح الترشيحات المعلنة مع عيد عازار

 

 

تمسّك قواتي بعقيص وانقسام في بيت فتوش ومستقبل سليم عون على المحك

في أول موقف معلن من الإنتخابات النيابية المقبلة بمدينة زحلة، سمت مجموعة «زحلة تنتفض» الدكتور عيد عازار، كمرشح لها عن المقعد الارثوذكسي، ما يعني انها حسمت القرار بمنحه أصواتها التفضيلية، أيا كانت طبيعة التحالفات التي يمكن أن تعقدها في سعيها لتأمين الحاصل الإنتخابي.

 

إعلان تبني هذا الترشيح جاء عبر صفحة المجموعة على فايسبوك، واصفة الدكتور عازار بأنه «مناضل ثائر منذ سنة 2011، ومؤسس للعديد من المجموعات الثورية» بعد اللغط الذي ساد حول ميوله، إثر الحديث عن رسائل متداولة مع رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، كاد يضع ترشيح عازار في فلك الكتلة، مع سعي لإستمالة الصوت المعارض في المدينة لمصلحتها.

 

وبذلك يكون الدكتور عازار الثابت الأول، وربما الوحيد، في أي نقاش يمكن أن تخوضه مجموعة «زحلة تنتفض» حول تحالفاتها المستقبلية.

 

وفي هذا الإطار، تشير مصادر في مجموعة «زحلة تنتفض» الى أن الطرح المتداول عبر وسائل الإعلام حول إمكانية التحالف مع «الكتلة الشعبية» لا يزال قائماً، إنما في إطار تحالف إنتخابي لا يقود لذوبان أي طرف في الثاني. والمعيار الاساسي وفقها أن يكون التحالف من ضمن المعايير التي تحددها ثورة 17 تشرين، بحيث تعتبر أي لائحة تشكل من مجموعات الثورة لائحة الثورة، وليست لائحة أي من الأطراف السياسية التي قد تتحالف معها.

 

وتشرح المصادر بأن الحاجة الى التحالفات تفرضها الحسابات الإنتخابية الموضوعية، في سعي لتأمين الحواصل الإنتخابية، مؤكدة أن مجموعة «زحلة تنتفض» تسمي مرشحاً حتى توصله الى الندوة البرلمانية، وليس فقط سعياً لإثبات الوجود، وبالتالي من الطبيعي أن تدرس كل الخيارات الممكنة، ومن بينها التحالف مع «الكتلة الشعبية»، أو غيرها من الأفكار المطروحة أيضاً، كالتحالف مثلاً مع النائب ميشال ضاهر في سعيه لخوض الإنتخابات مع مجموعة من خارج المنظومة السياسية القائمة.

 

غير أن هذه التوجهات لدى «زحلة تنتفض» لا تزال موضع نقاش لم يفض الى أي نتائج عملية بالنسبة لإرساء التحالفات، خصوصاً أن أي تحالف مع أي من الأطراف السياسية التقليدية يمكن أن يشكل سيفاً ذا حدين، وهو وإن كان يكسب معركة «زحلة تنتفض» الحواصل، فإنه قد يخسرها أيضاً الاصوات التغييرية «الفعلية». ليبقى السؤال ما إذا كانت «زحلة تنتفض» قادرة على خوض الإنتخابات بخيارات مستقلة عن باقي المجموعات الثورية في منطقة البقاع، والتي قد تسجل تحفظات كبيرة على تحالفاتها الممكنة. علماً أن هذه المجموعات عجزت حتى الآن عن تقديم نفسها في جسم موحد، تحقيقاً للمساعي الحثيثة التي تجري لجمعها في إتحاد واحد.

 

إذاً، محركات العجلة الإنتخابية في زحلة ودائرتها الى مزيد من التحمية في الأسابيع المقبلة، وخصوصاً بعدما بدأت تتبلور ثوابت الأطراف السياسية المختلفة بالنسبة لترشيحاتها.

 

وفي هذا الإطار بات شبه محسوم تمسك «القوات اللبنانية» بالنائب جورج عقيص مرشحاً تفضيلياً في لائحتها مع إستعداد لخوض المعركة بشكل مستقل عن كل الاطراف السياسية، وسعي لكسب صوت المحيط السنّي خصوصاً الى جانب الصوت المسيحي لمدينة زحلة. فيما اعلن النائب ميشال ضاهر في حديث صحافي أنه يسعى لتشكيل لائحة حملها بلاءين اساسيتين وهي: «لا للتحالف مع «حزب الله» ولا للتحالف مع «التيار الوطني الحر» بعدما كان الصوت السني رافعته الإنتخابية في دورة سنة 2018. هذا إضافة الى سكاف كمرشحة حتمية لـ»الكتلة الشعبية» عن المقعد الكاثوليكي، فيما لم تشغل عائلة فتوش ماكينتها الإنتخابية حتى الآن، بعدما فقدت هذه الماكينة محركها الأساسي بيار فتوش بـ»كورونا». في وقت ساد الإنقسام في هذا البيت بعد ترشح ابن شقيقه الدكتور ميشال فتوش متحالفاً مع «القوات» خلال الإنتخابات النيابية الماضية، لتعينه «القوات» منسقاً لها في زحلة بعد هذه الإنتخابات.

 

بالمقابل إذا كان البعض يتوقع أن تكون المعركة الاساسية في زحلة على المقعد الماروني، فإن البعض لا يستبعد أيضاً ان يتحقق الفوز عن هذا المقعد في الدائرة بـ»فلتة شوط»، وخصوصاً في ظل التراجع الشعبي في حيثية «التيار الوطني الحر» والذي يضع مستقبل النائب سليم عون، في حال قرر الترشح مرة أخرى، على المحك. في وقت يسجل مزيد من التراجع الشعبي أيضاً لحيثية حزب «الكتائب اللبنانية»، مع تسجيل تغريد من خارج السرب لرئيس إقليمها السابق إيلي الماروني، الذي يحاول أن يحجز له مكاناً في أي من اللوائح الإنتخابية التي يمكن أن تتشكل في المدينة.

 

تراهن الأطراف السياسية على اكثر من «فلتة شوط» واحدة قد يتسبب بها القانون الإنتخابي الحالي، قياساً الى لعبة الحواصل التي قد توصل المرشح الاضعف الى البرلمان، تماماً مثلما حصل في سنة 2018، عندما وصل المرشح الارثوذكسي الاضعف، أي سيزار المعلوف الى الندوة البرلمانية، بمقابل خسارة أسعد نكد الذي نال عدداً أكبر من الاصوات التفضيلية. وتبقى السابقة في تاريخ البرلمان اللبناني فوز مرشح بـ 77 صوتاً فقط، أي النائب الأرمني عن دائرة زحلة إدي دمرجيان، الذي لم يسمع له صوت طيلة ولايته النيابية.