الاختلاف في المواقف الداخلية إزاء الاستحقاق الرئاسي ما زال على حاله، قبل وبعد الحراك الذي أطلقه سفراء “اللجنة الخماسية”، كما الزيارة التي يقوم بها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، وذلك على الأقل في الوقت الراهن، حيث تنشغل الساحة المحلية بأكثر من ملف واستحقاق، وبشكلٍ خاص ملف النزوح السوري غير الشرعي إلى لبنان.
وفي هذا السياق، يكشف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور فادي علامة لـ “الديار” عن “تحول لافت برز في المقاربة الأوروبية لملف النزوح في لبنان، على مستوى مواقف بعض الدول الاوروبية، وهو ما لم نكن قد شهدناه في السابق، وخصوصاً بالنسبة للبلدان التي تواجه تداعيات الهجرة غير الشرعية للسوريين، والتي تتفهم وضع لبنان ومعارضته”، موضحاً أنه “وبنتيجة المتابعة من 19 الجاري الى المؤتمر في بروكسل، فإن هناك المزيد من التفهم لما يعلنه لبنان حول أنه لم يعد مقبولاً ما يحصل بالنسبة للوجود السوري غير الشرعي ولا تجوز استدامة هذا الوضع، حيث انه قد يدفع الأوروبيون ثمن ذلك لاحقاً”.
ويتحدث عن “تطور ثانٍ في ملف النزوح السوري، وهو الموقف اللبناني الموحد والإجماع الذي تحقق وتكرّس من خلال التوصية النيابية والخطة الحكومية، والذي ساهم في تعزيز الموقف اللبناني أخيراً في مؤتمر بروكسل، وهذا ما توقف عنده الاتحاد الاوروبي، الذي لاحظ أن الانقسامات بين اللبنانيين حاصلة حول كل الملفات ولكنها لم تنسحب على ملف النزوح”.
وعن قراءته لمؤتمر بروكسل، يشير إلى أنه “عالج وحاكى مشكلة اللجوء السوري في المنطقة ولكن ليس فقط في لبنان”.
وحول ما ينتظر الساحة المحلية من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، يشير إلى أن الموفد الفرنسي “يركز على الملف الرئاسي، وهو سيعرض المستجدات على هذا الصعيد مع الرئيس نبيه بري، ولكن لم يتحدد الموعد بعد بين لودريان وكتلة التحرير والتنمية”.
وعن معلوماته بالنسبة للأفكار التي يحملها لودريان في زيارته السادسة إلى بيروت، يوضح أنه “طلب موعداً لزيارة لبنان وياتي لمتابعة الملف الرئاسي الذي كان بدأه في زياراته السابقة، ولكن إذا كان لودريان يحمل معه جديداً من هذا الملف أو مبادرة أو أفكاراً جديدة، فإن الأمر سيظهر بعد جولاته وخلال الاجتماع معه”.
وكذلك يلفت إلى”التنسيق بين لودريان وسفراء”اللجنة الخماسية”، الذين يضعونه في أجواء لقاءاتهم وما يحصل على الساحة المحلية من حراك من خلال التقارير المرفوعة إليه، وبالتالي، وفي حال كانت لديه أي مستجدات، فهي غير واضحة حتى اللحظة، إلاّ إذا كانت لديه معطيات وأفكار ينسقها مع أطراف خارجية”.
وعن توقعاته من حركة لودريان، يرى علامة أن “المشهد الرئاسي على حاله بالنسبة للانقسامات بين القوى المحلية، فالمواقف لم تتغير، كما أن بيان سفراء “الخماسية” تحدث عن التشاور أوالحوار، وهو الطرح الأقرب إلى المنطق المعتمد في تاريخ لبنان في كل استحقاق رئاسي، يؤكد أن الحوار أو التشاور ثم الذهاب إلى جلسات انتخابية مفتوحة يؤمن الحل، وبالتالي، من غير المفهوم سبب الرفض لطرح الحوار أوالتشاورأو للفكرة عموماً وهي ليست ملزمة. مع العلم أن كل الأطراف تزور العواصم الخارجية ولكنها غير مقتنعة بالجلوس معاً قبل الذهاب إلى جلسات الانتخاب، ولذلك من الضروري أن نتشاور ثم نذهب إلى جلسات مفتوحة وهو ما طرحه أكثر من مرة الرئيس نبيه بري، وإنما حتى الآن ما من تغيير”.