Site icon IMLebanon

الحكيم للجنرال: مش ماشي الحال…

أرخى أسبوع انطلاق عاصفة السباق الانتخابي البلدي والاختياري بظلاله على ما عداه من احداث، فغابت عن الواجهة المحلية أي لقاءات سياسية ذات دلالات وحلّت محلها مواقف تدور في الفلك الانتخابي، بعد تأجيل بت دراسة قانون الانتخابات النيابية، والضبابية حول ملف امن الدولة العالق عند المخصصات والداتا، وسط لقاء «الحكيم» و«الشيخ» الذي اعاد خلط الاوراق، التي قد تكون احدى تداعياته انسحاب عوني من لائحة «البيارتة».

في غضون ذلك، بقيت ارتدادات عشاء بيت الوسط الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ، حاضرة بقوة، ان تشير أوساط سياسية بارزة الى أن اللقاء اتسم بأهمية لجهة أن الرجلين وإن لم يتراجعا عن مرشحيْهما العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، فإنهما تداولا آفاق المرحلة الرئاسية في حال بقيت الأمور على جمودها وما يمكن القيام به لتحريك الأزمة انطلاقاً من اتفاقهما على تحميل «حزب الله» مسؤولية عرقلة انتخاب اياً من مرشحي الثامن من آذار، كاشفة عن اتصال بين معراب والرابية وضع خلاله الحكيم الجنرال « في اجواء عشاء بيت الوسط، مؤكدا له «ان الامور مش ماشية» وان الاجواء لا تزال سلبية للغاية، ومسألة الفترة الانتقالية لا حظوظ لها بالنجاح، خلافا للمعلومات البرتقالية التي تحدثت عن ان طرح سنتين الفرنسي جاء بموافقة سعودية ومباركة بطريركية وتأييد من الحارة.

واذا كان اجتماع اللجان النيابية المشتركة مثمر لجهة مسارعة النواب الى اختزال القوانين الانتخابية المؤهلة للبحث الى أربعة من دون اسقاط الارثوذوكسي، فان الانتخابات البلدية تقسم المقسم كاشفة هشاشة السياسية امام متانة المفاهيم العائلية والطائفية والمذهبية، فالاحزاب التي سارعت الى الادعاء بانها ستسير امام العائلات انكفأت لتسير وراءها في معظم المناطق وتقاتلها في بعضها الاخر.

مصادر بيروتية تخوفت من ان تكون بعض الاطراف السياسية المتضررة في طور الاعداد لانتفاضة ما في وجه «لائحة البيارتة»، تحت حجة الصراع على الحصة الاختيارية، كاشفة ان العونيين قد يعمدون الى الانسحاب من اللائحة عشية الانتخابات ما سيسمح بامكان احداث خرق، مستفيدين من الوقت المستقطع في المشاورات الجارية، لصالح «بيروت مدينتي»، رغم ادراكهم ان اي دعم مباشر لتلك اللائحة من قبل التيار وحزب الله، سيعتبر خرقا للتوازنات التي ارساها الرئيس سعد الحريري من أجل تثبيت المناصفة، ما سيشد العصب السني ويؤدي الى الاطاحة بالمناصفة، رغم أن الإستنفار السنّي ليس واضحاً بعد على الرغم من الجولات التي يقوم بها «الشيخ سعد»، مستغربة اعلان تكتل التغيير والاصلاح ان المناصفة ليست الهم الآن بل الشراكة، أن الإتفاق بين الأحزاب كان على أساس أن تكون حصّة التيار «الوطني» مساوية لحصّة «القوات» في تقسيم المقاعد الإختيارية في بيروت، لكن يبدو أن «التيار» يعمل على قاعدة «خذ وطالب»، معتبرة انه حصل على حصّة وازنة في اللائحة التوافقية إذ نال المقعدين الكاثوليكي والبروتستانتي.

وسط كل ذلك تكثر التساؤلات عن مدى تأثير احتمالات إقدام «الوطني الحر» الانسحاب من «لائحة البيارتة» على إعلان معراب، الذي يجهد طرفاه في اخراجه من البعد الرئاسي الذي حصر به منذ ولادته، فقد شددت مصادر «البرتقالي» على أن المشكلة في بيروت ليست حول توزيع المقاعد الاختيارية مع القوات، كما يروج البعض ، بل هي مع مكونات اللائحة ككل، والتي تحاول التملص من الالتزمات التي قطعتها ، فاما يكون التحالف بلدياً اختيارياً واما لا يكون ، مشيرة الى ان قواعد التيار البيروتية غير راضية عن التحالف مع المستقبل ، خصوصا أن «التركيبة « الحالية تأتي في سياق استكمال توزيع القوى الذي كان عليه المجلس البلدي الحالي، في وقت تتوالى الفضائح، وأهمها أن البلدية لم تقدم موازنات، معيدة مشاركة التيار

إلى الرغبة في تخفيف الاحتقان وتقليص الشعور الطائفي والمذهبي المخيف في العاصمة مع خروج حزب الله من البلدية.

غير ان الموقف العوني على ما يبدو قد لقي ردود فعل سلبية في اوساط الثامن من آذار التي انتقدت تلويح الرابية بالانسحاب من اللائحة الحريرية بسبب الخلافات على المقاعد الاختيارية، لافتة الى انّ مشاركتها في لائحة يرأسها مدير عام «سوليدير» جمال عيتاني، ومن بعدها التلويح بالانسحاب لعدم رضاه على سياسة المحاصصة المتبعة تعتبر«سقطة كبيرة وغير مسبوقة للتيار».

الكل مشغول بالاستحقاق البلدي الذي يزداد حماوة. حتى اللوائح التي اعلنت، يبقى مصيرها معلقا، كمصير انتخابات بيروت الذي يتريث التيار الوطني الحر في حسم موقفه النهائي منها. فهل تتم المخاطرة بما تم التوصل اليه حتى الآن؟ فماذا يعني ان ينهار التوافق في بيروت؟ وماذا يعني ان يخرج التيار من « لائحة البيارتة»؟ وهل من انعكاس على سائر المناطق ؟ والاهم هل هي رسالة عونية سلبية الى سعد الحريري بعد عشاء بيت الوسط؟

اسئلة تبحث اجوبتها عن توافق لا يزال بعيدا لتمسك كل فريق برؤيته شكلا ومصلحته ضمنا.