لجان تنسيق تستعدّ لمواكبة أيّ طارىء بعد التهديدات الإسرائيليّة”
مع حبس الأنفاس الذي سُجّل في الأيام الماضية، وتنامي الحديث عن ضربة “إسرائيلية” مضبوطة من حيث الجغرافيا، كما من حيث عدم الإطاحة بقواعد الإشتباك التي تحافظ عليها الجبهة الجنوبية، فإن المشهد الداخلي قد بات معلّقاً وبالكامل على “ساعة” هذه الضربة التي زادت بشكلٍ جدي وواسع، من حجم المخاوف على امتداد الأراضي والمناطق اللبنانية من أي عدوان إسرائيلي، على الرغم من أن “إسرائيل” تهوّل بمثل هذا العدوان منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
وفي مقاربة للتطورات المتسارعة على خطّ التهديدات “الإسرائيلية” للبنان في الأيام القليلة الماضية، قال عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور ميشال موسى لـ “الديار”، أنه “من الصعب توقع طبيعة الرد الإسرائيلي”، مشدداً على أن “الجبهة الجنوبية ما زالت مرتبطة بجبهة غزة، وعند وقف النار في غزة سينسحب هذا الواقع على جبهة لبنان،على أن تبدأ بعدها مرحلة المفاوضات من أجل تثبيت ترسيم الحدود البرية، وتطبيق القرار 1701 ولكن طبعاً مع وقف العمليات العسكرية والخروقات”الإسرائيلية” للسيادة والأجواء اللبنانية”.
ويشير إلى أن “الأيام الماضية قد شهدت جولة من الإتصالات الواسعة والشاملة الكبيرة والفاعلة على مستوى عواصم القرار الغربية، من أجل احتواء الوضع الأمني على الحدود الجنوبية والسعي إلى ضبط ردة الفعل “الإسرائيلية”، بحيث لا تقوم “إسرائيل” بتوسيع نطاق الرد، ولكن من الضروري التأكيد على أنه من الصعب ترقب الموقف “الإسرائيلي”، في ضوء مبادرة حكومة بنيامين نتنياهو إلى استغلال حادثة مجدل شمس، والتي تتحمل مسؤوليتها “إسرائيل” من أجل شنّ المزيد من الإعتداءات على لبنان”.
وبالتالي، فإنه من “الصعب التكهن بأي سيناريو ميداني على الساحة الجنوبية بشكل خاص”، برأي موسى الذي يؤكد بأن “غالبية الإتصالات التي حصلت، قد أجمعت على تطويق أي تداعيات أو ارتدادات أو حتى توسيع نطاق الردّ الإسرائيلي”، إلاّ أنه يستدرك بأن “كل شيء متوقف على النوايا الإسرائيلية التي تبقى معروفة وهي عدوانية باتجاه لبنان”.
وعن التهديدات “الإسرائيلية” للمطار والدعوات من قبل سفارات دول عدة لرعاياها بالمغادرة الفورية طالما أن المطار يعمل بشكلٍ اعتيادي، يوضح أن المطار “خارج الإستهداف “الإسرائيلي”، ولكن لطالما خالفت “إسرائيل” كل التعهدات التي كانت تعطيها للدول التي تتدخل معها لضبط اعتداءاتها”.
وعن الإستعدادات التي تحصل في الجنوب وتحديداً في صيدا، التي نزح إليها العديد من أهالي القرى الجنوبية الحدودية، من أجل مواكبة أي طارىء أمني، يقول إن “التنسيق يتناول خطط طوارىء وضعتها لجان متخصصة تضم ممثلين عن البلديات والمؤسسات الحكومية”.
وحول جهوزية القطاع الصحي والمستشفيات في صيدا وكل مناطق الجنوب، يشير موسى إلى أنه “ومن حيث المبدأ، فإن كل المستشفيات وفي كل المناطق الجنوب وعلى مساحة لبنان، باتت تمتلك الخبرة اللازمة من أجل متابعة الوضع الأمني الطارىء عند حصوله، وتتم عمليات التواصل معها على المستوى الرسمي بالنسبة لتقديم الدعم، ولكن الأمل يبقى في أن لا تكون هناك أية حال طوارىء أو حروب”.