IMLebanon

الحجار لـ “الديار”: الكيديّة والتآمر وراء قرار تعليق العمل السياسي عندما يجد الحريري شركاء له في الإصلاح فعلاً سيعود الى السياسة 

 

 

 

كشف النائب السابق في كتلة تيار “المستقبل” الدكتور محمد الحجار لـ “الديار”، أن الرئيس سعد الحريري لن يعود عن قراره بتعليق العمل السياسي، إلا بعد انتفاء الظروف التي أملت عليه اتخاذه، وعندما يجد شركاء له على الساحة السياسية يعملون فعلاً وليس قولاً لإجراء إصلاحات وإنقاذ البلد، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهورية وبدء مرحلة جديدة.

 

وأشار إلى أربعة معطيات تظهّرت في 14 شباط الحالي: أولها أنه “من الطبيعي أن يشارك الحريري الناس في إحياء ذكرى استشهاد والده، وثانيها أن لظروف مختلفة هذا العام، إذ انها السنة الثانية التي تمر على قراره بتعليق العمل السياسي، وهذا التعليق أوجد فراغاً كبيراً في المشهد الداخلي لم يستطع أحد أن يملؤه، وهذا الفراغ تسبّب بخشية وقلق عند الكثير من اللبنانيين سواء في “تيار المستقبل” أو خارجه، وحتى لدى الخصوم الذين يتحدثون بشكل علني عن وجود اختلال أصاب المعادلة الوطنية بفعل غياب الحريري، أما ثالثها فهو قلق الناس وتحديداً داخل جمهور “المستقبل”، الذي يدين بالولاء لسعد الحريري فقط من الحديث عن مرحلة ما بعد غزة ورسم خرائط في المنطقة، وبالتالي هذا الجمهور يسأل عن الجهة التي ستمثله خلال المفاوضات المرتقبة، ورابعها أن “تيار المستقبل” يمثل الإعتدال ومنطق الحوار ولبنان أولاً، والسلم الأهلي والدولة القوية والمؤسسات الدستورية، ولذلك فإن كل الأطراف قد استشعرت وجود خطر محدق بالبلد جراء غياب هذه القيم، ما خلق خشية من أن يتحوّل هذا الاعتدال إلى تطرّف في مرحلة ما، ويتحوّل التمسك بالدولة إلى ثورة عليها”.

 

واشار الى “إن الخارج أيضاً وبشكل خاص البيان الصادر عن الخارجية الروسية، قد تحدّث عن ضرورة عودة الحريري، وأيضاً السفيرة الأميركية، ودار الفتوى بدورها طالبت ببقائه في لبنان، وكذلك بالنسبة إلينا كجمهور “تيار المستقبل”من خلال الحشد الذي لاحظناه عند ضريح الرئيس الشهيد، طالبناه بالبقاء في لبنان”.

 

ويقول “إن الحريري قال في مقابلته التلفزيونية ، أنه لم يتّخذ قراراً بالعودة عن تعليق العمل السياسي، علماً أنه كان قد أشار في البيان الذي تحدث فيه عن تعليق العمل السياسي، أنه لم يجد شريكاً له في الداخل ليمشي معه للوصول إلى تحقيق الإصلاحات المطلوبة، وتنفيذ المشاريع الإصلاحية المطلوبة لوقف الانهيار في البلد، ولا بد من الإشارة إلى أنه وبعد 18 يوماً من “ثورة 17 تشرين” قدّم استقالة حكومته، وتحدث في بيان عن كل الإصلاحات التي كان يزمع إجراءها، ولكن للأسف فإن الكيدية والتآمر على البلد هو الذي منع إجراء أي إصلاح، ولذلك قال الحريري أنه لن يكون شاهد زور، ويبقى في العمل السياسي من دون أن يجد شريكاً في الإصلاح، كما أنه في تلك الفترة طالب المجتمع الدولي بالإصلاح وتغيير الطبقة السياسية، فكان قرار تعليق العمل السياسي. فالحريري ليس باحثاً عن موقع أو منصب، وهو لن يكذب على الناس ويعود إلى السياسة من دون أن يكون قادراً على تنفيذ أي إنجاز، ولكن عندما تتغير الظروف التي أملت عليه اتخاذ قرار التعليق، عندئذ من المؤكد أنه سيعود إلى ممارسة العمل السياسي”.

 

ولفت الحجار إلى ما قاله الحريري في إطلالته التلفزيونية “عن أن عودة جمهور المستقبل إلى الساحة، تؤشِّر إلى أنه لا يمكن أن يستمر البلد من دون “تيار المستقبل” ومن دون تيار رفيق الحريري ومشروعه”.

 

هل من أسباب خارجية أيضاً دفعت إلى تعليق العمل السياسي من قبل الحريري، أكد أن “ما يحكى عن أن هذا القرار أتى بإيعاز من المملكة العربية السعودية، من المهم التأكيد على أن الحريري لم يصدر عنه أي شيء يسيء إلى المملكة العربية السعودية لا قولاً ولا فعلاً، وموقف السعودية من لبنان أو من أي طرف أو زعيم لبناني، هو ملك لها ومرتبط بمصالحها، وقد يكون البعض فسّر مقابلته مع محطة سعودية إشارة إيجابية، أتت على خلفية مشهد الحشد في 14 شباط أمام الضريح، ومن الواضح أن قرار الحريري بالعودة عن تعليق العمل السياسي غير موجود، وبالتالي فهو مستمر في تعليق العمل السياسي”.

 

وهل من الممكن أن يصبح لديه شركاء مع بدء العهد الجديد؟ أشار الحجار إلى أنه “عندما يجد الحريري شركاء له في الداخل بشكل فعلي، وليس فقط عبر الأقوال، فهو لا بد سيعود لممارسة عمله السياسي، وعلى أفرقاء الداخل انتخاب رئيس جمهورية وإجراء الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي والعربي”.