IMLebanon

لفت نظر!

 

للتوضيح فقط: إيران لا تتدخَّل في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية إلاّ من بعيد! أي أنّها، حسب آخر النشرات التوجيهية، أبلغت الفرنسيين، بأنّ عليهم البحث في الأمر مع اللبنانيين، أي مع «حزب الله» الذي يعرف شؤونه وشؤون غيره، في هذا الموضوع وفي غيره!

وللتوضيح فقط: «حزب الله» لا يعطّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا من قريب ولا من بعيد. إذْ إنّه، وحسب آخر النشرات التوجيهية (ذاتها) أبلغ الفرنسيين، وغيرهم، في الوطن والمهجر، بأنّ الأمر في يد النائب ميشال عون، فهو المُرابِط الوحيد على الطريق إلى بعبدا، ومَن يريد العبور إلى هناك، عليه المرور عنده في الرابية. وما «يقرِّره نمشي فيه»!

وللتوضيح فقط: النائب ميشال عون لا يجد أحداً غيره في الوطن والمهجر، يستحق أن يرأس الجمهورية اللبنانية. بل لا أحد غيره يمكنه أن يفهم على اللبنانيين، وأن يفهِّمهم في المقابل، كيفية معالجة أزماتهم المستعصية والملازمة لوجود دولتهم! ومَن لا يريد أن يصدِّق، ما عليه إلاّ أن يعود إلى الفترة التي جلس فيها في قصر بعبدا ورأس حكومة عسكرية!.. ثمَّ «يدرس» بتمعُّن ودقَّة ما فعله وزراؤه، في الحكومات المتعاقبة التي تلت انتخابات العام 2009. وخصوصاً في مجالَي الكهرباء والاتصالات، وما بينهما من إنجازات مائية.. ولجان نيابية!

في ذلك، يمكن الجميع أن يقرأ (في العتمة!) طبيعة الإصلاح الموعود من دون أن يكون في حاجة إلى دورة تخصُّصية. أو أن يقرأ برنامج التيّار العوني. أو أي نشرة تصدر عنه. أو أي كتاب يؤلّفه ثمَّ ينساه ثمَّ يعود فيتذكَّره. أو أي بيان يصدر عن الاجتماع الأسبوعي في الرابية، أو تنكّب مهمّة ما يُقال بعده!

كتاب مفتوح، واضح ومشعّ، هو الأداء الوطني للنائب ميشال عون.. وبفضله وللمرّة الأولى في تاريخ الجمهورية، يكون «القرار» في شأن الرئاسة لبنانياً مئة في المئة وأكثر! لا إيران تعطِّل وتمسك وتقرِّر! ولا «حزب الله» مهتم بهذا التفصيل! لا أحد غير عون. وفي ذلك إنجاز لا يُعطيه الجاحدون والكيديُّون اللبنانيون حقَّه التام! بل يستمرّون في الندب واللطم والصراخ والتبرُّم من حال الفراغ الرئاسي واتّهام الخارج بالتسبُّب به وإطالة أمده ووضعه في خانة مصالح الجميع إلاّ المعنيين المباشَرين به! وهل هناك ظلم أفدح من ذلك؟ أو قِصَر نظر أقصر من ذلك؟ أو إفتراء أكثر من ذلك؟ أو مراهقة سياسية أصغر من ذلك؟

في الرابية الحل والربط والقرار وطوق النجاة، فلماذا التكبُّر والنكران، ولماذا اللفّ والدوران: لا إيران معنيّة ولا «حزب الله» مُتَّهم ولا عون طامح غير مستحق! فلماذا يستمر اللبنانيون في التيه والشطط؟ وإلى متى سيبقون قاصرين عن تلقّف وفهم معنى الفرصة التاريخية المتمثِّلة بالإصلاح العوني؟

مسكين شعب لبنان العظيم.. عظيم في كل شيء إلاّ في معرفة كيفية إنهاء الفراغ الرئاسي. في حين أنّ عون أمامه، حاضر ناضر لتلبية نداء الواجب والمباشرة فوراً في صناعة التاريخ وبناء مقوِّمات العظمة اللبنانية! وأين الغلط إذا استلهم مساره من مسار «حزب الله» والتجربة التنويرية الثورية الإيرانية؟ أو من التجربة البنائية الأسدية الرائدة والجبَّارة؟! ولو؟!