الحلم الأوّل هو حلم النفط… حقيقة أصبح لبنان اليوم دولة نفطية يعني أننا دخلنا نادي الدول النفطية.
أقول حلم لأنني خائف حقيقة من كثرة الكلام حول هذا الموضوع، إذ لا يمر يوم واحد إلاّ وهناك انتقاد… لا أقول إنّ كل الانتقادات خاطئة، كلا، فهناك بعض الإنتقادات الجيدة ولكن كمية الانتقادات والآراء حول هذا الموضوع لها بداية وليس لها نهاية.
أقول هذا الكلام وأنا أعترف بأنني لست خبيراً في موضوع النفط والغاز ولكن ما يدفعني لأن أخاف على هذا الموضوع كثرة التعاطي به.
وبمناسبة الحديث عن النفط والغاز استمعت وشاهدت ندوة على تلفزيون L.B.C وما لفت اهتمامي فعلاً تلك السيدة من وزارة الطاقة كم بدت واسعة العلم في الموضوع ما يدعو، فعلاً، الى الإعجاب والإحترام.
وبالرغم من الاستعانة بأحد الخبراء المقيم في فرنسا، فقد بدت معلوماتها أكثر دقة، وأكثر حداثة، وأكثر اطلاعاً على الملف النفطي اللبناني من جميع الذين تناولوا الموضوع في تلك الندوة، من دون التقليل من أهمية طروحاتهم وتحليلاتهم.
ومن أسف إننا في لبنان كثيراً ما لا نقيم حدوداً بين الرأي والواقع، وبين ما نرغب فيه وما يجب أن يكون، خصوصاً بين مَن يعرف ومَن لا يعرف، لدرجة أنّ الجميع بات خبيراً عليماً، عارفاً فاهماً، ويسمح كل لنفسه أن يدلي بدلوه في موضوعات قد تحتاج، فعلاً، الى الخبرات الحقيقية، والإطلاع الصحيح، والمعرفة العلمية.
والحلم الثاني قد لا يبدو على أهمية تساوي أهمية الحلم الأوّل من حيث الأرقام الجامدة، ولكن من حيث مصلحة الناس فإنّه قد يفوقه أهمية، ألا وهو حلم التوصّل الى حلّ للأزمة الخانقة التي تتمثّل في استحالة الطريق الشمالي من ضبيّه الى ما بعد المعاملتين ومن هذه الى نهر الموت… أي ذهاباً وإياباً بحيث يتكبّد سالكو هذا المسمّى «الاوتوستراد الساحلي» معاناة حقيقية موجعة جداً، ناهيك بما يترتب على الوقت الذي يستغرقه اجتيازه من خسائر مادية تقدّر بمئات ملايين الدولارات سنوياً كما يقول الخبراء والاختصاصيون.
وللتذكير فقط بأنّ مئات الآلاف يسلكون هذا الطريق يومياً ذهاباً وإياباً، وبالتحديد فإنّ أكثر مَن يتعرّضون للأذى الكبير الناجم عن اختناق السير فيه هم أهالي وقاطنو الأقضية الآتية: كسروان – الفتوح، وجبيل، والبترون، والكورة، وزغرتا، وبشرّي، والضنّية والمنية ومدن وبلدات عكار… ويكفي طرابلس وحدها… أي أنّ سكان ثلاث محافظات (الجبل الشمالي والشمال وعكار) بأقضيتهم العشرة تقريباً، يتكبّدون هذه المعاناة القاسية يومياً…
وفي مجلس الوزراء ما قبل الأخير تقرّر المباشرة بتنفيذ الاوتوستراد الجديد الذي يمتد بين ضبيّه ونهر ابراهيم ويتكوّن من سلسلة أنفاق وجسور…
صحيح أنّ التنفيذ سيستغرق سنوات إلاّ أنّه لا بد من البدء في مكان ما… وعسى هذا الحلم يتحقق هو أيضاً فينعم اللبنانيون بحقهم في ثرواتهم الطبيعية وبالتنقل بحد من الراحة في وطنهم…
وكلمة أخيرة: إنّ هذا «العهد العوني» وحكومة الرئيس سعد الحريري قد حققا في سنة واحدة من الإنجازات ما يدعو الى التقدير.
عوني الكعكي