نام اللبنانيون على بلد لم يتمكن علماؤه من تطوير بارودة دك واستيقظوا على بلد متفوّق في صناعته العسكرية على بلاد كيم جونغ أون. ونام السيد الرئيس وكابوس رياض سلامة يلاحقه واستيقظ وهو يهجس بـ”سميي” اللواء عماد عثمان.
إنشغال رئيس الجمهورية في الساعات الـ 48 الماضية بمتابعة تداعيات “ماتش” غادة ـ رياض ونهائي بطولة المنتخبات العربية في كرة السلة، وانهماك معاونيه بعيد مولده السابع والثمانين وفرز برقيات التهنئة الواردة إلى بعبدا من القارات الست، تبرر عدم إعطاء الحدث الاستراتيجي ما يستحقّه من اهتمام.
لم يخبر أي من أعضاء الفيلق الإستشاري في القصر، سيّد القصر، أن لبنان دخل لتوّه في مجال التصنيع العسكري: من إنتاج مسيّرات إلى تحويل الصواريخ الكلاسيكية إلى صواريخ دقيقة. لو أخبروه لكان أطلّ شخصياً على اللبنانيين ليزف بنفسه الخبر كما فعل قبل عامين في افتتاح أعمال التنقيب في البلوك الرقم 4، بإعلانه 27 شباط يوماً تاريخياً وسعيداً للبنان، و”انه بداية تحقيق الحلم الذي عملنا من اجل تحويله الى واقع”.
يعطيك ألف ألف عافية.
علم رئيس الجمهورية بأمر الصواريخ المعدّلة بأيدي خبراء لبنانيين متأخراً. من يستورد تلك الصواريخ؟ من يخزّنها؟ من يلغمها؟ من يطلقها؟ من يبيعها؟ مسائل لا تعنيه البتة. الأمر الذي يعنيه، كمؤتمن على الدستور، هو صورته كمحارب ضد المنظومة وكراعٍ رسمي للـ “ميغاسنتر” والتحوّل الرقمي وكأب شرعي للزراعة والثقافة والرياضة والتكنولوجيا الرقمية وكواضع اللبنة الأساسية لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار في الدامور، ولا بأس أن يتبنى لاحقاً الصناعات العسكرية الحديثة التي ستعوّم لبنان بالعملة الصعبة، كواحدة من منجزات العهد المقاوم والقوي. بعد القبض على رياض سينعم اللبنانيون بفيض من الأموال الصعبة والهينة.
ابتهج اللبنانيون لحظة إعلان المرشد الأعلى للجمهورية بدء إنتاج المسيّرات، في المقابل إستشعرت شركات لوكهيد مارتن، جنرال ديناميكس، وسفران، وما يوازيها في مجال تصنيع الطائرات العسكرية أن عزّها إلى انحسار. كيف لو جاء الإعلان بلسان الرئيس الأعلى للقوات المسلّحة؟ لانهارت منظومة حلف الناتو في ساعات معدودة.
هذا التطور اللبناني المفاجئ في الصناعات العسكرية معطوفاً على جهوزية المقاومة الإسلامية لمساندة روسيا ـ الأسد ميدانياً في أي حرب ضد أوكرانيا المتصهينة، في أي وقت وعلى أي بقعة جليدية، وهذا التفوّق الجوي الطالع من مغاور لبنان ومخازنه ودساكره، ستجعل العالم الحر يحبس أنفاسه إن لم يبلع لسانه.
نام لبنانيو الأحياء الفقيرة على عتمة وبرد وجوع وقلق، واستيقظوا على أصوات الباعة المتجولين: معانا مسيّرات، معانا مخيّرات، معانا كبايات، معانا صواريخ، معانا فناجين قهوة.