طائرة السوخوي ٢٥ الروسية التي سقطت فوق ادلب شكلت حدثاً غير عادي لاسباب عدة.
هذه الطائرة تعتبر فخر صناعة الطيران الروسية وهي تستطيع ان تطاول الاهداف من علو شاهق.
ان يكون لدى المعارضة سلاح مضاد للطيران بهذه القدرة والدقة فهذا امر غير صحيح انما هي رسالة من واشنطن الى موسكو بأن لصبرها في سوريا حدوداً، كما قال وزير الخارجية تيلرسون من خلال الشروط الخمسة التي وضعها…
بمعنى ان لا حل في سوريا إلاّ بالشروط الاميركية.
وفي المقابل لا يمكن لتركيا ان تسمح بقيام دولة كردية مع سوريا… ولن يقف امام هذا الموقف التركي حتى التهديدات الاميركية.
وهذه الحرب الجارية في عفرين هي مسألة حياة او موت بالنسبة الى تركيا. ولا يظن احد ان تركيا تقبل حتى بالتفاوض على هذا الموقف الصارم والنهائي، خصوصاً انها استقبلت ثلاثة ملايين ونصف مليون مهجر تهيّىء لهم منطقة آمنة ليعودوا اليها.
واسقاط الطائرة الروسية ليست الاولى، فقد سبقتها في الشهر الماضي عملية قصف قاعدة ومطار حميميم من طائرات من دون طيار. وتلك كانت الرسالة الاميركية الاولى الى الرئيس بوتين.
ويبدو ان على روسيا ان تدرك ان مرور الوقت لا يخدم بقاءها في سوريا، ثم ان دماء الشهداء السوريين الذين سقطوا بالطائرات الروسية وبمختلف انواع اسلحة الدمار السورية ايضاً، هذه الدماء تستصرخ عدالة ليس فقط من النظام بل ايضاً من الروس.
وتجدر الإشارة هنا الى ان دور ايران آخذاً في التراجع في سوريا.. وايضاً دور حزب الله يكاد يكون شبه معدوم في سوريا… وهذا يثبت ان اللعب الذي كان مسموحاً به في سوريا والادوار المعطاة الى كلّ من روسيا وايران وميليشياتها لم تعد صالحة لمرحلة ما بعد داعش.
واذا كان دور ايران واعتداءاتها قد انتهى او يكاد، فإن الدور الروسي في طريقة الى الانتهاء او الى ان »يتضبضب« داخل ما يسمح به الاميركي.
عوني الكعكي