IMLebanon

مافيا المخدرات

 

ننحني بإجلال واحترام أمام الشهداء العسكريين الثلاثة الذين سقطوا أول من أمس بسلاح إحدى عصابات المخدرات لينضموا الى قافلة الشهداء الأبرار الذين قضوا على أيدي الخارجين على القانون الذين يعيثون في البلاد فساداً وإجراماً وقتلاً، ويروّعون الأهالي، ويحولون بعض البلدات والقرى والسهول والسهوب الى مناطق خارجة على القانون لا يعلو فيها صوت على صوت الجريمة بأبشع وجوهها القبيحة أصلاً. إنهم فعلاً بضع مافيات تتصارع في ما بينها وتعتدي على الآمنين وتلحق الضرر بالأهالي الطيبين الأوادم الذين يعانون الأمرين تحت مشيئة الزعران والمجرمين والمتنمرين عليهم وعلى الدولة والذين يتبادلون معاركَ تنشب بين بعضهم والبعض الآخر في أقبح صورة عن الوحش الكامن فيهم.

 

إن أمثال شذّاذ الآفاق هؤلاء لا دين لهم ولا شرف ولا كرامة. وهم جبناء يدّعون البسالة، وأردياء يزعمون الشرف.

 

كيف تمادت الدولة اللبنانية في غيّها على امتداد عقود طويلة وسمحت لهم بأن يتعاظم أمرهم وأن يحولوا بقاع الخير والسهل الخصيب، وخصوصاً بقاع الناس الأوادم الشرفاء، الى بؤرة للجريمة والارتكابات على أنواعها كصناعة الممنوعات والإتجار بها وتصديرها الى الدول الشقيقة والصديقة، وسرقة السيارات، و«بزنس» خطف الأبرياء، وقطع الطرقات، وافتعال الاشتباكات بالبنادق والصواريخ، وترويع الناس؟! الخ…

 

أجل! كيف سمحت الدولة بهذا الإنفلات الغريب المريب منذ امد بعيد؟

 

وكيف يسمح حزب الله وحركة أمل بهذه الظاهرة الشنيعة؟

 

واليوم، إذ يواصل الجيش، بقيادة العماد جوزاف عون، التصدي لهذه المافيا وعصاباتها المجرمة، تعرف قيادته، سلفاً، أن الثمن سيكون غالياً وأن دماء الشهداء الأبرياء من مختلف أطياف النسيج اللبناني ستُراق على مذبح الوطن شرفاً وتضحية ووفاءً، ولكنها تمضي في مهمتها الجليلة، وإن محفوفةً بالمخاطر… يحوطها حب الناس، وخصوصاً ابناءَ البقاع الطيبين، مع الحب الكبير لهذا الجيش البطل بأن يقضي على هذه المافيات وعصاباتها المجرمة.