Site icon IMLebanon

آفة المخدرات في لبنان

 

 

أواخر العام 2020، بلغت نسبة تعاطي المخدرات في لبنان حوالي 35 بالمائة، وهذا ما أكدته إحصائيات جمعيّة جاد الخاصة بعلاج المدمنين على تلك الآفة. وتعود أسباب زيادة النسبة في التعاطي، الى ازدياد نسبة الفقر والبطالة بشكل كبير في لبنان، الأمر الذي يجعل ذلك يؤثر سلباً على الحالة النفسيّة لعنصر الشباب خصوصاً، فينصرف هؤلاء الى تعاطي المخدرات، هرباً من هموم ومشاكل واقع مذرٍ ومؤلم.

 

من هنا يقول مدير جمعية جاد المولجة علاج المدمنين جوزف حوّاط، انّ مادة الكبتاغون التي كانت تُباع سابقاً الى خارج حدود الوطن، وجرّاء تفشّي جائحة كورونا واستمرار العقوبات الخارجيّة على لبنان، بات تصديرها من بلاد الأرز الى الخارج صعباً، ما أدّى الى الترويج لها في الداخل اللبناني، ويضيف حواط قائلاً بأنّ هذه المادة تباع بسعر زهيد خصوصاً في المناطق التي تجتاحها كل أشكال الجهل والبطالة والغبن من قبل مؤسسات الدولة. وفي آخر تقدير في العام 2021 أشارت الدولية للمعلومات الى أنّ نسبة 48 بالمائة من طلبة سبع جامعات خاصة في لبنان يحصلون على حاجتهم من المخدرات بسهولة، وقد بلغت نسبة من اعترفوا من تلقاء أنفسهم بأنهم تعاطوا المخدرات لمرة واحدة الأربعين بالمائة، إضافة الى جزم نسبة 64 بالمائة من الطلاب انّ نصف زملائهم يتعاطون المخدرات، وشدّدت الدولية للمعلومات على الحاجة الماسّة لوضع قانون صارم للحدّ من هذه الأزمة الرهيبة المدمرة.

 

وفي أيار 2021، أعلنت قوى الأمن الداخلي عن ضبط ما يفوق 3500 ظرف وعلب بلاستيكية، داخلها مخدرات موضّبة بطريقة احترافية ومعدّة للترويج المحلي. ويدمن الشباب اللبناني على تعاطي الماريجوانا والأفيون والهيرويين والكيتامين والكوكايين. وفي دراسة إحصائية أجرتها جمعية ستون أوائل شهر تشرين الأول 2021، بمشاركة 327 شاباً وشابة، تراوحت أعمارهم بين 18 و35 سنة من مختلف المناطق اللبنانية بهدف معرفة تعاطي أصناف المخدرات، أظهرت هذه الدراسة أنّ المتعلّمين هم الأكثر استخداماً للمواد المخدرة، إذ بلغت نسبة المتعاطين منهم حوالي 49 بالمائة. أما الفئة العمريّة الأكثر إقبالاً وتهافتاً على تعاطي المخدرات فهي فئة الشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، أما المفاجآت فكمنت بتصدّر النساء لنسبة التعاطي، إذ بلغت نسبة تعاطيهن حوالي 53 بالمائة مقابل نسبة الرجال 47 بالمائة. والجدير ذكره أنّ مدمن الكبتاغون، يمكن التعرّف إليه من خلال ظهور تغيير في لون الوجه والمصحوب بإرهاق شديد وضعف الشهية وفقدان الوزن وللتعرّق الشديد إضافة الى الشعور ببرودة في أطراف الجسم واتساع حدقة العين.

 

وفي مطلق الأحوال، فإنّ الإدمان على المخدرات يؤدي الى الإصابة بالاكتئاب، والعزلة، وبحالة من التبلد واللامبالاة، وبصعوبة كبرى في التركيز والانتباه، فضلاً عن أنّ الأصدقاء، أي أصدقاء المدمن، يلاحظونه بأنه طوى كشحه عنهم وهجرهم مختاراً الوحدة ملاذاً له، وفي حالات أخرى فإنّ الشخص المدمن يميل الى السهر لساعات طويلة ويتأخّر في العودة الى منزله.