تلتصق طائفة المسلمين الموحدين الدروز بالهوية القومية وبالانتماء العربي، والالتزام بالقضايا العربية المحقة واساسها فلسطين، التي تبقى المركزية في الصراع مع العدو الصهيوني.
ولا يمكن لتاريخ المعروفيين ان تشوهه وتزوره شلة من الذين باعوا انفسهم للمشروع الصهيوني، تحت عنوان “حماية الاقليات”، والذي بدأ قادة الخطة الصهيونية العمل له منذ عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، مع افراد من ابناء الطائفة في فلسطين، وتحديداً في الجليل الاعلى، حيث تسكن الغالبية الدرزية في نحو 20 بلدة وقرية، فتمكن اصحاب المشروع الصهيوني الاتصال بضعفاء النفوس ممن باعوا انفسهم له بثلاثين من فضة اليهود، كما باع “يهوذا الاسخريوطي” السيد المسيح وسلمه الى اليهود ليصلبوه ويقتلوه.
اهتدى مسؤولون صهاينة الى لبيب ابو ركن ويوسف العيسمي، وتم توظيفهما في خدمة المشروع الصهيوني تحت عنوان حماية “الاقلية الدرزية”، كما اقليات اخرى كالبدو والشركس. وتكشف تقارير “اسرائيلية” نقلها مؤرخون وموثّقون، بان ابو ركن والعيسمي انخرطا في المشروع الذي كان يعمل على التفرقة بين الموحدين الدروز والطائفة الاسلامية، واسقاط صفة الاسلام عن مذهبهم، وتخويفهم من ان المسلمين سيهاجمون بلداتهم وقراهم وقتلهم وتهجيرهم، ولا بدّ لهم من ان تكون لهم حماية يوفرها “تحالف الاقليات” بين اليهود والدروز بالتحديد والآخرين. وبدأ الترويج في الاوساط الدرزية سواء في فلسطين او لبنان وسوريا، بان اليهود هم الذين امنوا الحماية لابناء طائفتهم، حيث نجح الكيان الصهيوني بعد اغتصاب فلسطين وقيامه، ان يجند الدروز في جيشه بالخدمة الالزامية او الطوعية، وهذا ما ظهر في الحرب “الاسرائيلية” على غزة وابادة اهلها، ان ضباطاً وجنوداً من الدروز يشاركون في هذه الحرب وسقط منهم قتلى وجرحى.
هذه المشاركة دفعت بقادة الطائفة الدرزية في لبنان، وتحديداً رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، الى ان يأخذ موقفاً الى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته منذ اليوم الاول لعملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها “كتائب القسّام” في حركة حماس، وهو السبّاق الى دعوة دروز فلسطين الى عدم الانخراط في الجيش، ولا القتال ضد الفلسطينيين، وهذا الموقف يعود الى العام 2001 ، حيث التقى مرجعيات وفعاليات درزية فلسطينية في الاردن مطلع القرن الواحد والعشرين، وحثهم التمرد على الخدمة في الجيش “الاسرائيلي”، وبقي على تواصل معهم والتقاهم في منتصف 2023 في لارنكا بقبرص للهدف نفسه.
وجاء تعبير شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابو المنى في موقف له للتأكيد على هوية وموقع الموحدين، فاوضح بان الفكر الصهيوني هو الذي يغذي “تحالف الاقليات” وحمايتهم، فنحن الموحدين لسنا مرتزقة لنحرس اطماعهم، ولا اقلية بحاجة لحماية احد، ومهمتنا الاولى هي الدفاع عن الهوية العربية وتأكيد انتمائنا لهذه الاكثرية القومية.
فما يمارسه جنبلاط الاب واورثه الى نجله تيمور كهوية وانتماء وتسليمه الوراثة السياسية والحزبية، جاء بيان المجلس المذهبي الدرزي برئاسة الشيخ ابو المنى ليعلن عن رفضه لممارسات شرذمة ومجموعة قليلة من الدروز في فلسطين المحتلة، ويحيي الاخوة المعروفيين الموحدين من ابناء فلسطين المحتلة المدافعين عن هويتهم العربية، والممسكين بقرار رفضهم التجنيد الاجباري في صفوف الاحتلال، الذي يرتكب جرائم الابادة الوحشية الموصوفة بحق الاخوة الفلسطينيين. وثمّن المجلس تلك المواقف النابعة من تاريخ طائفتنا الحافل بالامجاد وتراثنا العربي المسطر بالبطولات ،ونهج قادتنا ورجالنا المكلل بالتضحيات الكبيرة والدماء الذكية، في سبيل القضية الفلسطينية، والتأكيد مجددا ان المسلمين الموحدين الدروز لم يحتاجوا يوما لحماية من احد ولم يكونوا مرتهنين لاية جهة، وسيبقون خط الدفاع الاول عن انتمائهم القومي العربي الذي يتمسكون به منذ فجر الاسلام حتى اليوم.
وكشفت مصادر في مشيخة العقل بان يوم الجمعة المقبل ستلتقي طائفة الموحدين على موقف قومي موحد في بيصور، وستكون كلمات لقادة الطائفة تؤكد على ان الانتماء الى العروبة هو التزام بفلسطين.