IMLebanon

تظهير عسكريين دروز في جيش العدو الإسرائيلي لا يمثلون تاريخ طائفتهم

جنبلاط دعاهم قبل عشرين عاماً لرفض الخدمة وقمع المقاومين

 

قبل اشهر اجتمع الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، بوفد من دروز فلسطين في قبرص، ليحثهم على رفض التجنيد الالزامي في جيش العدو الاسرائيلي، المفروض عليهم بالقانون، وكأقلية وحدهم دون سائر الطوائف والمذاهب والاعراف. فجاء الاجتماع الذي عُقد في لارنكا، استكمالاً لاجتماعات واتصالات دائمة بينهم وبين جنبلاط ومسؤولين في الحزب “الاشتراكي”، وابرزهم النائب وائل ابو فاعور الذي عهد اليه جنبلاط بالملف منذ نحو اكثر من عقدين.

 

والاجتماعات الاولى التي عقدها جنبلاط مع ممثلين لطائفة الموحدين، كانت في الاردن، وتسنى لي ان ارافقه في احدى الزيارات الى عمان للقاء الوفد الدرزي، الذي كان يمثل غالبية الشرائح، وكان حاضراً الشاعر الراحل سميح القاسم. وكان حديث جنبلاط يركز على انتماء “بني معروف” الى العروبة، وعلى أنهم فلسطينيون ابا عن جد ومنذ مئات السنين، فتجمعهم وحدة الجغرافيا مع سوريا ولبنان والاردن، اي بلاد الشام، واذا كان الاحتلال فرض على بعضهم الانحراف عن واقعهم، انما اصولهم فلسطينية مشرقية عربية.

 

وتوجه جنبلاط يومها الى المجتمعين، وكانت الانتفاضة الفلسطينية في اول صعودها، بان يرفضوا الاوامر العسكرية بقمع المنتفضين، وان لا يلتحقوا بأي كتيبة أو فصيلة او مجموعة عسكرية للتصدي للمقاومة المدنية، التي كانت تسمى بانتفاضة الحجارة، والتي سقط فيها الطفل محمد درة في حضن والده برصاص جنود الاحتلال الاسرئيلي، حيث هز هذا المشهد الرأي العام العالمي الذي دان الجريمة الصهيونية، والتي لم تتوقف وهي مستمرة.

 

وقصد جنبلاط ومنذ العام 2002، ان لا يكون الضباط والجنود الدروز الذين يخدمون في جيش الاحتلال الاسرائيلي، ادوات قتل لاخوتهم الفلسطينيين لان التاريخ لن يرحمهم، والاشرف لهم السجن ورفض الخدمة العسكرية، على ممارسة القتل.

 

وما اعلنه جنبلاط قبل عشرين عاماً يكرره اليوم في مواقفه، بان فلسطين تبقى هي القضية، حيث وقف الى جانب عملية “طوفان الاقصى” التي نفذتها “كتائب القسّام” الذراع العسكرية لحركة “حماس”، واعتبرها نصراً نوعياً تحققه المقاومة في فلسطين، وقد اغضبه نشر صور و”فيديوهات” لدبابات وآليات عسكرية “اسرائيلية” ترفع الى جانب العلم “الاسرائيلي” علم “الموحدين الدروز” بهدف زرع الفتنة، وتحميل جنود وضباط دروزالدم الفلسطيني، فظهر فيلم مصور، لتشييع ضابط درزي، هو المقدم علي سعد في احدى بلدات الجليل الاعلى في فلسطين المحتلة، قتل في العمليات العسكرية.

 

لذلك، صعّد جنبلاط من مواقفه المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، وانخرط الحزب “التقدمي الاشتراكي” في نشاطات داعمة للشعب الفلسطيني، فاقام عدة وقفات تضامنية في الجبل وبيروت وحاصبيا وراشيا باوامر مباشرة من جنبلاط ونجله النائب تيمور، الذي يرأس الحزب “التقدمي الاشتراكي”. وعندما ورث تيمور الزعامة السياسية الجنبلاطية، البسه والده “الكوفية الفلسطينية”، في تأكيد على ان فلسطين تبقى هي عنوان النضال القومي والقضية المركزية.

 

فتاريخ الطائفة الدرزية، يتحدث عن وقفات بطولية وطنية لجهة التصدي لحملة “الفرنج”، ثم في مقاومة للاستعمار الفرنسي بقيادة سلطان باشا الاطرش، والعمل للاستقلال اللبناني، ومشاركة اهل الجولان المحتل في رفض ضمه الى “اسرائيل”، والامتناع عن حمل “الهوية الاسرائيلية”، وكان مقاومون من ابناء الجولان المحتل، وابرزهم صدقي المقت، الذي تحرر من السجون “الاسرائيلية” قبل سنوات، واوقف بعد عملية “طوفان الاقصى” من قبل العدو الاسرائيلي، الذي تخوف من وجود خلايا نائمة للمقاومة، التي برز منها سمير القنطار ونضال الحسنية ووجدي الصايغ وابتسام حرب وغيرهم من المقاومين.

 

ومَن يظهر في افلام يجري توزيعها، لضباط وجنود او افراد يوزعون المياه لجنود “اسرائيليين” هم قلة، يقول مصدر قيادي في الحزب “التقدمي الاشتراكي”، ولا يمثلون الا انفسهم، وقد سعى جنبلاط الى ثنيهم عن ذلك، فنجح في مكان، لا سيما مع شرفاء منهم حيث واجه من امتنعوا عن الخدمة العسكرية عقوبات بالسجن.

 

فالموقف الدرزي السياسي والديني الرسمي في لبنان هو مع المقاومة الفلسطينية، وهذا ما عبّر عنه شيخي العقل سامي ابو المنى ونصر الدين الغريب، كما في موقف الاحزاب والتيارات داخل الطائفة الدرزية، التي تعبّر عن الغالبية التي هي الى جانب المقاومة في فلسطين، واذا انتقلت الحرب من غزة الى لبنان، فهي الى جانب المقاومة ايضاً، وان كانت تدعو الى تجنبها.

 

ومنذ ثلاثة اشهر حضر الى لبنان الشيخ علي المعدي رئيس “التواصل المعروفي” الذي منعته “اسرائيل” من مغادرتها، فاتى ليعبّر عن الموقف الحقيقي والفعلي لدروز فلسطين، وهو مع المقاومة واستعادة الارض كل الارض.