Site icon IMLebanon

دبي فخر الصناعة العربية

إنّ مَن يتابع أخبار دبي ووقائعها اليومية، خصوصاً عن قرب، يتأكد أنّ هذه الإمارة العربية تشكل نموذجاً رائعاً يجدر التمثل به.

وكم كان المشهد بالغ الأهمية والدلالة عندما كان أهالي دبي وساكنوها، ومثلهم مئات الملايين عبر أنحاء العالم قاطبة، يعاينون مشهداً إستثنائياً قلّ نظيره في أي بلدٍ آخر من بلدان المعمورة: إذ فيما كانت النيران تشتعل في أحد الفنادق الفخمة متصادفة مع حلول منتصف الليل، كانت الألعاب النارية إحتفاء بهذه المناسبة السنوية تضيء سماء دبي بأجمل وأحدث ما توصل إليه الإبتكار في هذه الألعاب… لدرجة أنّ الحدث كان ينقل مباشرة الى نيويورك وسائر المدن العظيمة، حيث كانت الشاشات العملاقة تقدّمه كمشهد رائع.

ولو أخذنا ما حدث في دبي من كيفية التعامل مع حريق الفندق، وما حدث في نيويورك جراء العملية الارهابية التي استهدفت في «9 أيلول» الشهير البرجين التوأمين (ومع الاختلاف في الظروف بالطبع) لتبيّـن لنا الفرق في مواجهة حدث كبير لم تشأ القيادة في دبي أن تسمح له بأن ينغّص الفرحة والإحتفال بقدوم العام الجديد، ولا أن يترك أي انعكاس على سمعة هذه الإمارة السياحية المتفوّقة.

ومقارنة بين ما حدث في دبي وما حدث في فرنسا قبل أسابيع معدودة من عمل إرهابي داخل أحد المسارح وأمام أحد الملاعب الرياضية في العاصمة باريس، لتبيّـن الفارق الشاسع بين المشهدين: إذ فيما لم تتأثر دبي على الاطلاق بحريق الفندق، وتجاوزته بالإرادة والحكمة والعزم، أقفرت باريس وخلت من روّادها وتعطلت الحركة السياحية فيها، ولا تزال تداعيات العملية الارهابية تفعل فعلها في نفوس الفرنسيين وأهل وسكان باريس بالذات، كذلك بالنسبة الى الزوار والسيّاح… وقد اعترف المسؤولون الفرنسيون بتعرّض السياحة عندهم لنكسة، وهي مورد عظيم الأهمية بالنسبة إليهم منذ أجيال وعقود.

وقبل هذا وبعده ليست مجرّد مصادفة أن تكون دبي تستقطب، عبر مطارها المهم أكثر من 70 مليون سائح متفوّقة على مطارات كبريات عواصم العالم، بما فيها مطار هيثرو في لندن، على سبيل المثال لا الحصر.

نقول إنها ليست مجرّد مصادفة، لأنّ وراء ذلك كله في دبي قيادةً حكيمة رؤيوية، تقول لتفعل، وتخطط لتنفذ، وتقرّر بعد دراسات عقلانية، واعية، مدركة.

وبقدر ما ننظر الى دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نظرة التقدير والإحترام، ننظر الى واقعنا في لبنان بأسف كبير… فنحن أصحاب الكفاءات الكبيرة، أين أصبحنا وقد فرّقتنا الخلافات، وضربتنا الأنانيات والأحقاد، وكأننا عملنا عن عزم وقصد على إسقاط بلدنا الذي كان منارة الشرق.

وتحية الى دبي لؤلؤة الخليج والمنارة على حدود الشرق والغرب.