IMLebanon

«الدوّيخة»

 

مشكور ميخائيل بوغدانوف (نائب وزير الخارجية الروسي) على مبادرته التي أبلغها الى النائب تيمور جنبلاط عن استعداد موسكو، للحراك على خط تأليف الحكومة في لبنان.

 

بين بيروت وموسكو (الإتحاد السوفياتي سابقاً وروسيا الإتحادية حالياً) عمر مديد من العلاقات بعضها سلبي وبعضها الآخر إيجابي… منذ محاولة المخابرات السوفياتية (K.G.B) «سرقة» إحدى طائرات سلاح الجو اللبناني في حينه (مقاتلة «الميراج» الفرنسية التي كان لها الدور الأكبر في «حرب الأيام الستة» العام  1967)، الى «مشاركتها» الفعلية- كإتحاد سوفياتي – في حرب الجبل خصوصاً وفي أماكن أخرى أيضاً… باعتراف النائب السابق وليد جنبلاط الذي قدم جزيل الشكر في عشرات المرات عبر أحاديث ومقابلات وتصريحات… علماً أنّ العلاقة تعود الى أيام الزعيم الراحل المرحوم كمال جنبلاط الذي كان قائد «الحركة الوطنية» وكانت تحت رعاية موسكو الدولية.

 

طبعاً من الظلم حصر العلاقة اللبنانية – الروسية بنماذج محدودة، وأيضاً بالأسرة الجنبلاطية الكريمة، إنما هي أوسع بكثير وليس المجال، الآن، ملائماً للدخول فيها، علماً أنها من حيث طول أمدها ومضامينها وأنواعها تحتاج الى مجلدات… وربما التسلح اللبناني من روسيا (أو عدم تسليح الجيش اللبناني بما تنتجه المصانع الروسية) هو في حد ذاته قصة طويلة مثل «خبرية» إبريق الزيت… وربما هي تشكّل مأخذاً (وعتباً كبيراً) من روسيا على لبنان، وبالذات بعدما التزم مسؤولون لبنانيون بوعود قطعوها في الكرملين لنظرائهم الروس… وبقيت حبراً على الورق! لأنّ على الكتف حمّالاً أميركياً يرفض أن ينفتح لبنان على سوق السلاح الروسي حتى ولو كان هذا السلاح ذا جودة، وحتى لو كان بأسعار أدنى، وحتى لو كان بعضه هبة من دون أي مقابل!

 

 

وفي عود على بدء حول الإستعداد الروسي الى المبادرة للتوسط على أمل حلّ آخر العقد المستجدة التي تعرقل تشكيل الحكومة… يهمنا أن نعرف أن متراكمات الساعات الثماني والأربعين الأخيرة تركت إنطباعاً بأنّ الأزمة الحكومية باتت عصية على الحلّ، وأنّه لم يبق إلا الصوم والصلاة كما قال مرجع روحي مسيحي… ليلتقي مع ما قاله الرئيس نبيه بري: «لم يبق غير الدعاء».

 

باختصار إنّ الحلّ لم يعد وارداً إلاً بحلول الروح القدس ليلهم المعنيين بهذا الفصل الجديد السعي الى حلّ أزمة التأليف، علّ وعسى يمكن أن تظهر بارقة أمل في النفق المظلم الطويل…

 

قبل يومين قال ديبلوماسي غربي (ونقلناه هنا) إن الأمر بات يحتاج الى أعجوبة… مستبقاً صلاة المرجع الروحي المسيحي ودعاء الرئيس نبيه بري. ولكن يبدو أن الأزمة من الصعوبات الى درجة تدوِّخ الروحانيات والغيبيات!