نعم لكل حرب من الحروب هناك عنوان لسلاح مميّز يكون هو البطل الحقيقي للحرب.
وتأكيداً على هذه النظرية لو نظرنا الى حرب 1967 أو كارثة حرب 1967 لرأينا أنّ طائرة الميراج كانت هي بطلة تلك الحرب لأنها دمّرت سلاح الطيران الحربي في مصر وسوريا والأردن واستطاعت اسرائيل، من بعدها، أن تحتل سيناء في مصر في يوم واحد، والجولان السوري في اليوم الثاني، والضفة الغربية في فلسطين ومعها قطاع غزة في اليوم الثالث… هذا ما حصل في حرب 1967 التي اعتبرت نكسة للعالم العربي والجيوش العربية.
لم ينم العرب على ضيم بل بدأت الاستعدادات بعد الخطاب التاريخي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي أعلن فيه عن استقالته وتحمّل هزيمة 1967، طبعاً قامت الدنيا ولم تقعد وطلبت الجماهير الحاشدة في مصر ومعظم عواصم العالم العربي من الزعيم الخالد الإستمرار في الرئاسة ورفضت استقالته.
وهكذا بدأ العرب بالإستعداد للحرب لاستعادة الأراضي المحتلة، فقد قامت الجيوش العربية من تحت وطأة النكسة.
في تشرين الاول من عام ١٩٧٣ عبر الجيش المصري قناة السويس واستطاع أن يسقط «خط بارليڤ» الذي كان اليهود يعتبرون أنه يحميهم ولن يستطيع الجيش المصري اجتيازه.
وفي الوقت ذاته قام الجيش السوري باسترجاع قسم من الجولان المحتل ووصل الى بحيرة طبريا.
وأهمية حرب تشرين 1973 أنّ مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية التي شارك جيشها مع الجيوش العربية والمغرب والكويت والجزائر والأهم الجيش العراقي الذي لولاه لسقطت دمشق… وكان عنوان تلك الحرب بطاريات صواريخ «سام 6» التي منعت الطيران الاسرائيلي من التحليق بعدما تكبّد خسائر في عدد كبير من طائراته المقاتلة.
عدوان 1982
وكان عدوان من إسرائيل على لبنان حيث بدأ في 5 حزيران 1982 ودخل الجيش الاسرائيلي واحتل لبنان ووصل الى بيروت التي حاصرها 100 يوم… وشاركت سوريا بقواتها الموجودة في لبنان ولكن المشكلة أنّ شبكة الصواريخ السورية الموجودة في البقاع والتي اقتضت مجيء فيليب حبيب كمبعوث أميركي لحل قضيتها لأنّ إسرائيل لا تسمح بوجود صواريخ في البقاع ويومها أطلقت الصواريخ السورية من البقاع ولكنها سقطت في الأراضي السورية واحد في الغوطة والثاني في دمّر بسبب أنّ أميركا حصلت بعد حرب 1973 على أسرار صواريخ «سام 6»، وتمكنت من تعطيل مسارها وحرفها عن الاهداف.
الثورة السورية
لم تستطع الثورة السورية البطلة أن تحصل على صواريخ «ستينغر» بالرغم من الوعود وبالرغم من مساعي بعض الدول العربية لأنّ أميركا رفضت خوفاً من أن تؤثر على ميزان القوى مع إسرائيل، وبالرغم من ذلك استطاعت الثورة أن تصل الى أصعب وقت في تاريخ سوريا (وكان لا يزال هناك أقل من أسبوع ليسقط الطاغية بشار الأسد لولا التدخل الروسي وإنقاذه في أيامه الأخيرة) وتغيّرت المعادلات.
اليوم المعركة ضد «داعش» في الرقة بعد سقوط الموصل خصوصاً بعد الاتفاق الأميركي الروسي بوضع قوات من البلدين في الجولان وفي منطقة جديدة في درعا.
البطل الاساسي اليوم وشعار المعركة الجديد في الرقة هو طائرات «الاباتشي» التي ستسرع في سقوطها وهو عنواناً جديد للسلاح.
وهكذا فإنّ لكل معركة عنوانا واحداً وإسماً واحداً.
عوني الكعكي