كانوا خمسة الى طاولة الحوار.
أربعة منهم عائدون من الخارج.
والخامس، مقيم في لبنان.
والقضية فيما بينهم واحدة.
هل يعقل أن يمضي عامان واربعة اشهر، ولبنان من دون رئيس للجمهورية.
ثمة إجماع على لبننة الاختيار.
… وعجز شامل عن اللبننة.
ورأي العائدين الى لبنان، وبعضهم آتٍ من الفاتيكان، المعني قبل سواه بالاستحقاق الرئاسي اللبناني، يدعو الى الانتظار!!
وانه، عندما تنضج ظروف الاختيار، سيعلن الاسم، ويتهافت الجميع على اعلان الخطوة المنتظرة.
لماذا هذا التأجيل؟
والجواب ان العالم، منشغل الآن، في قضايا اقليمية حيناً، وفي شؤون دولية، ولا أحد عنده وقت لمعالجة الموضوع الانتخابي اللبناني.
في لبنان مرشحان، ولكل منهما ظروفه وحسناته.
وان كان المرشحان الاثنان من ٨ آذار، فان التوافق على واحد منهما أصعب من التفاهم.
وما حصل أخيراً، لا يبشّر، لا بالوفاق… ولا بالتوافق.
انها قصة لا نهاية لها.
وهي مرشحة للانتظار لا للإختصار.
هذا، لا يعني ان اللبنانيين باعوا ارادتهم للخارج.
لكن، على مدى قرابة نصف قرن، هكذا كانت تجري الأمور.
من أيام روبرت مورفي الى عصر ريتشارد مورفي.
وهكذا وصل فؤاد شهاب الى الرئاسة الأولى، بعد تفاهم الجنرال دوايت ايزنهاور والرئيس جمال عبدالناصر.
وعقب وصول الرؤساء الياس الهراوي والجنرال اميل لحود الى انتخاب العماد ميشال سليمان.
والمشكلة، انهم يختارون للبنان رئيساً عسكرياً، ليحكم بذهنية سياسية وعقلية مدنية.
ولاية معطوفة على نصف ولاية تعطّلت، عندما أراد أحدهم اعادة انتخابه لولاية كاملة رافضاً التمديد لنصف ولاية اضافة الى الولاية الكاملة السابقة.
وهكذا، خسر ما نعم به السابقون، واكتفى بأن يرئس كتلة نيابية، لا ولاية رئاسية ثانية.
يقول عائد من الفاتيكان حديثاً، ان الحبر الأعظم يهمّه لبنان، فيما الشرق كله غارق في الحروب الإتنية، ومجبول بالصراعات الطائفية، وكل واحد يغنّي على ليلاه، وليلى وحدها مريضة بمعاناة صعبة.
ويردّد الرجل بما يملك من دهاء ومعلومات، انه فور نضوج الظروف، سيصدر فرمان بالاسم، وسيتوّج صاحبه بالرئاسة الأولى، ويحمل صولجان القيادة في يد، وارادة التوافق في اليد الأخرى.
هل ما زال هبوط الأسماء بعيداً بعض الشيء.
ربما، لكن لبنان يكاد يخلو من مواقع قيادية بارزة وأساسية، والأفق ما زال بعيداً عن التسوية!!