Site icon IMLebanon

المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة لتلافي التعطيل وتسريع خطى الإنقاذ

 

شكوك تراود اللبنانيين من الالتفاف على نتائج الانتخابات النيابية قسراً

 

 

الأهمية التي يعلقها بعض الاطراف السياسيين، على التغيير المنشود بالانتخابات النيابية المقبلة، قد يكون متاحا في محله وممكنا،لو كانت الاوضاع التي يمر بها لبنان عادية وطبيعية. ولكن يبدو أن تحقيق هذا الامر بات صعبا ومتعذرا, في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد حاليا، من وجهة نظر اطراف اخرين، لسببين رئيسيين،الاول، استمرار وجود سلاح حزب الله قابضا على رقاب اللبنانيين, بذريعة مقاومة إسرائيل ظاهريا،ولكن واقعيا،هو للهيمنة على مفاصل الدولة ومقدرات البلد وقراره السياسي،لصالح مشروع سيطرة إيران على لبنان والعديد من الدول العربية، كما هي الحال منذ انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام الفين، استنادا إلى لائحة طويلة من ممارسات الاستقواء والترهيب والاغتيالات السياسية، وتعطيل الاستحقاقات الدستورية وعرقلة واسقاط الحكومات وغيرها من الارتكابات غير الدستورية واللاشرعية.

 

التغيير المنشود بالانتخابات النيابية بات صعباً ومتعذراً مع وجود سلاح حزب الله وبقاء عون

 

اما السبب الثاني والمهم أيضا فهو استمرار وجود الرئيس ميشال عون بسدة الرئاسة، لما تبقى من أشهر معدودة من ولايته المشؤومة.فمن يضمن, ان لا يكمل عون نهج تعطيل الحكومة الجديدة، حتى ولو انبثقت عن الاكثرية النيابية المنتخبة, أو اذا كانت حكومة ائتلافية، وهو الذي امضى سنوات عهده العجاف، بتعطيل تشكيل الحكومات مرارا،بايعاز من وريثه السياسي النائب جبران باسيل، تحقيقا لمكاسب سياسية خاصة تارة،او بالتماهي مع حليفه حزب الله، لاسباب لها علاقة بمصلحة ايران بالمنطقة؟

 

هذا الواقع القائم حاليا، لا يمكن لاحد انكاره، وقد يكون من الصعب تغييره كليا، او حتى جزئيا، بنتائج الانتخابات النيابية المقبلة،كما يروج بعض السياسيين لذلك، في مراهنتهم على التغيير المنشود بهذه الانتخابات،برغم اهمية هذا الاستحقاق بالحياة السياسية وتداول السلطة بالظروف العادية، إذا استمر التماهي بتعطيل الحياة السياسية، على هذا المنوال، بالتناوب وتوزيع الادوار بين حزب الله ورئيس الجمهورية وفريقه السياسي،كلٌّ لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العليا،كما حصل مرارا، وادى الى الحاق الاذى باللبنانيين.

 

ولذلك، يعتبر بعض السياسين, انه لا بد لكسر هذا الجمود القاتل والخروج من الحلقة المفرغة هذه، المبادرة للقيام بحملة سياسية واعلامية مركزة، للمطالبة بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية، قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة،اذا امكن،تمهد الطريق لوصول رئيس جديد للجمهورية، يحظى بالثقة المطلوبة،ويستهل ولايته الرئاسية بتسريع الخطى لتشكيل حكومة جديدة، ويتعاطى بانفتاح وايجابية مع مختلف الاطراف السياسيين، لانقاذ لبنان من ازمتة الحالية.

 

ويشير هؤلاء السياسيين، أن اعتماد خيار انتخابات رئاسية مبكرة حاليا، برغم صعوبة تحقيقه، لاعتبارات سياسية،داخلية وخارجية،يبقى الخيار الانسب الوقت الحاضر، لكسب مزيدا من الوقت،لتلافي مزيدا من الخسائر واضاعة اشهرا اضافية مرتقبة من التعطيل المتعمد من قبل رئيس الجمهورية، بعد إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، لانه لم يعد مأمولا منه،في أيامه الاخيرة بالرئاسة، استبدال نهج التعطيل المدمر, بنهج ايجابي منفتح، او بتقديم مصلحة البلد على مصلحة تحالفه المؤذي للبنان مع حزب الله،كما اظهرت ممارساته وسياساته، طوال مدة تسلمه المسؤولية قبل خمس سنوات وحتى اليوم.