IMLebanon

الأرض تموت عام 2030؟!

بعد اطلاعي امس على التقرير الذي نشره «الصندوق العالمي للطبيعة» حول كوكب الارض، عرفت اخيراً لماذا هذه الحكومة «الفلتة» تهمل مطالب الناس ولا تلبّي حاجاتهم الى الماء والكهرباء وتصحيح الاجور، وتأمين فرص عمل، وتشجعهم على الهجرة بفتح حدودها أمام ملايين الغرباء، وتفلت وحوش الغلاء يلتهمون القليل الباقي في جيوب اللبنانيين، وتهتم كثيراً بالخمسة في المئة الذين يملكون الثروات الطائلة، ولا تعتبر الفساد معصية، وانتشار الجريمة امر غير طبيعي وترى ان تلوّث الماء والهواء والبحر لا يستحق كل هذه الضجّة، والى الكلام على فضائح في العديد من الوزارات، مبالغ فيه كثيراً، ولا يعدو كونه استثماراً في السياسة لاضعاف الحكومة وارباكها ومنعها من القيام بواجباتها.

اما مجلس النواب، فقد كان سبّاقاً في الانسجام مع ما تضمّنه هذا التقرير، فجدّد لنفسه مرتين، وسارع الى اقفال ابوابه بوجه استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية، وراوغ في عملية وضع قانون جديد للانتخابات لأن القصة لم «تعد تحرز» مثلها مثل قصة محاسبة الحكومة، وترك مئات مشاريع القوانين تنام في الادراج، وبعضها رمي في النفايات، لأن «مدّة صنعه انتهت ولم يعد صالحاً للاستعمال» ولكنه والحق يقال، حرص حرصاً شديداً، في خلال سنتين ونصف السنة، على قبض الرواتب والتعويضات وملحقاتها من منافع، نزولاً عند رغبة رئيس المجلس ووزير المال الحريص على تعب النواب وعملهم في خدمة الشعب، اما موضوع استثمار حقول الغاز والبترول، فقد اصبح من الماضي قياساً على ما اكده هذا التقرير، والدولة اللبنانية الحريصة على علاقاتها بالمؤسسات الدولية، ملزمة بتنفيذ مضمون تقرير الصندوق العالمي للطبيعة والعمل بموجبه، حتى لا تسوء العلاقة مع امين عام الامم المتحدة بان كي مون عنوان «القلق الدائم» على مصالح الشعوب والدول.

****

هذا التقرير يؤكد باختصار كلي على الآتي، ان البشر استنزفوا اعتباراً من بداية هذا العام 100 بالمئة من الموارد المتجددة التي توفرها الارض لمدّة عام، وانه اذا ما سارت الامور على هذه الوتيرة من الاستنزاف ـ وهذا تحصيل حاصل ـ سيحتاج البشر الى كوكبين اثنين بحجم الارض ان لم  يكن اكبر، للتزود بالموارد الطبيعية بحلول العام 2030، خصوصاً مع وجود هذا الحجم الهائل من انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون الذي سببته البشرية.

عام 2030، يعني بعد 13 سنة، يعني على ايام رئيس الجمهورية المقبل، اذا تم انتخاب رئيس جديد قبل حلول موعد الانتخابات النيابية، يعني اذا تكلمنا بلسان الحكومة ومجلس النواب، نقول لماذا «تعب القلب، كلهّن كم سنة» وسوف نهجر هذه الارض الى كواكب اخرى ما زالت «خام» انما السؤال الكبير الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص، هل سوف يسمح لشعوب مثل الشعب اللبناني، ساهم مع حكامه ومسؤوليه في جعل لبنان غير قابل للعيش بعدما سلّمهم اياه الله صورة طبق الاصل عن جنتّه بالسفر الى الكواكب البكر ليكملوا ما بدأوه على الارض؟؟