IMLebanon

«الفالق» الرئاسي و»الهزّة» المطلوبة

تبادل اللبنانيون، طوال يوم أمس، التهاني بالسلامة من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا والمناطق السورية المجاورة والذي طاول لبنان بقوة وأثار موجة من الذعر عبّرت عنها وسائط التواصل الاجتماعي.

الزلزال الذي بث الرعب الحقيقي في قلوب الناس أيقظ من لديهم الإيمان فلاذوا بالله من الشرور والأخطار والكوارث على أنواعها، فأُقيمت الصلوات وانتشر الدعاء.

وأمام الأبواب الموصَدة في وجه الحلول لأزمة الاستحقاق الرئاسي وما ترتّب ويترتب عليها من المخاطر لا بد من هزة من نوع آخر تحدث على «فالق» انتخابات الرئاسة فتأتي «ارتداداتها» إيجاببة هذه المرة. كيف يكون ذلك؟!. ربما بخطوات متتالية:

– أن يعلن الأفرقاء في «الجماعة السياسية» استعدادهم الجدي الى أنهم سيسهّلون مسار الانتخاب.

– أن يبادر المرشحون البارزون الثلاثة الى إعلان انسحاب كل منهم من «المواجهة الرئاسية» لأن الظروف ليست مؤاتية لأي منهم، وحتى لو وصل أحدهم، من دون التوافق عليه، سيبدأ عهده مأزوماً، وربما لن تبصر حكومة العهد الأولى النور إلا بشق النفس، هذا إذا أُلِّفت خلال أشهر من بدء الولاية الرئاسية.

– هزة أخرى يمكن أن توصل رئيس تيار المردة الى قصر بعبدا، تتمثل بعودة التوافق بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وحزب الله وهذه قد تختصر الوقت ولكن تردّداتها ستكون بالغة السلبية بسبب المعارضة الشرسة  التي سيقودها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل، وآخرون، إضافة الى مواقف عربية (خليجية تحديداً).

– هزّة ثالثة أن يتوافق باسيل وجعجع على مرشح رئاسي يحظى ببركة بكركي، ويكون مقبولاً من سائر الأطياف اللبنانية، أو أقله لا يشعر أي طيف بأنه مغبون بجلوس هذا المرشح على سدة الرئاسة.

– هزة رابعة أن يتوافق الجانبان العربي والإقليمي، المملكة العربية السعودية وإيران، على سلة من المسائل الشائكة العالقة بينهما، كأن تبدأ في المسألة اليمنية وتطاول الرئاسة اللبنانية، وهذه «الهزة» لن تترك تداعيات سلبية تذكر.

نعرف أن تسجيل أيٍّ من هذه الهزات لن يحدث في سهولة، لذلك فإن تداعيات زلزال الشغور الرئاسي مرشّحة لأن تتمادى الى أمد غير معروف، مع استمرار قتل عافية اللبنانيين مالياً واقتصادياً واجتماعياً وتربوياً (…) ومع تعميق جراح الفقر والعوَز والجوع والإذلال والقهر.