في وقت تتزاحم فيه كلّ الملمّات والمهمّات على لبنان من إرتفاع سعر الدولار إلى ارتفاع سعر البصل يظلّ اللبناني من شدّة يأسه من دولته على حافّة الضحك المميت، بالأمس وفي الوقت الذي كان اللبنانيّون فيه يتداولون على هواتفهم أحدث طرفة بأنّ “اللبناني انتقل من مرحلة الطاقة الشمسيّة إلى مرحلة تركيب رصّورات المباني وبأسعار مدروسة مع خبرة 20 سنة باليابان”، كان رئيس لجنة الأشغال العامّة والنّقل والطّاقة والمياه النائب سجيع عطية يخبرنا أنّ اللجنة وبعد نقاش مستفيض مع الخبراء واللّجان وأصحاب الاختصاص ـ في موضوع الزلازل ـ تبيّن ان الله لطف، ولو حصلت ـ الهزّة القويّة ـ في لبنان لكان لبنان انتهى لأنه ليس لدينا مقومات لا الاستجابة ولا اللوجستية ولا الماديات، إضافة الى ان تمويل هيئة الإغاثة ضعيف، والإدارات الموجودة لديها إمكانات متواضعة وليست على مستوى الوطن والدولة”!
هل هذا الكلام المسؤول الذي يفترض أن يخرج عن المسؤولين المعنيّين أن يخبروا المواطن أنّ الموت تحت الأنقاض هو المصير المحتوم متى جاء الزلزال، ألا يوجد في لجنة الأشغال من يحمل الملف خصوصاً في موضوع آثار طرابلس وبيوتها المتصدّعة ويتوجّه إلى اليونسكو والمعنيّين في الأمم المتّحدة ونقابات المهندسين للنزّول على الأرض ومعاينة آلاف المباني المتصدّعة لتدعيمها أو إيجاد بديل عنها لسكانها الفقراء المعدمين! هل يكفي الأسف ويرفع التساؤل كلام رئيس لجنة الأشغال وأسفه” لعدم حضور وزير الداخلية والدفاع المدني والتنظيم المدني والنقابات إلى الجلسة كأننا في بلد مقطوع، ليس له أهل”، “ولك أيه..نحن في بلد مقطوع وليس له أهل”، ونعم “الله لطف” لبنان وشعبه منذ عقود يعيش تحت خفيّ وظاهر الألطاف الربّانيّة الرحمانيّة الرحيّميّة.
المضحك ـ المبكي في كلام رئيس لجنة الأشغال النّائب سجيع عطيّة هو الحديث عن “الموازنة السنوية لمراكز الرّصد الـ 12 لهذه الحوادث هي 3 آلاف دولار على مدى 12 موسماً في لبنان، فكيف سترصد الهزات والزلازل وإمكاناتها متواضعة” بصراحة “معهن حقّ” أن يخوّفوا الشّعب بإطلالاتهم التلفزيونيّة، وليزيد الطّين بلّة وبالتّأكيد من حيث لا يقصد حدّثنا عطيّة عن أنّه “لا نريد أن نخيف الناس بقدر ما نريد تحريك الشعور الوطني والإنساني والأخلاقي عند المسؤولين ليجهزوا انفسهم إذا حصلت نكبة كبيرة”، هذه الرّغبة في تحريك الشّعور عند المسؤولين يضفي حالة من الكوميديا السوداء على كلام النائب عطيّة، أيّ مسؤولين؟ أيّ شعور وطني؟ أي مشاعر إنسانيّة؟ وأي مشاعر أخلاقيّة، هذه كلّها تفتقدها هذه الدّولة وهؤلاء المسؤولون، هؤلاء “بكتيرهن” أن يفعلوا مثلما قالت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس “يحضرّوا الشنطة والباسبور وأشياءهم الثمينة والكاش” ويتوجّهوا إلى دولة لا تقع على فوالق أو صدوع زلزاليّة، عسى أن يدركهم الموت الذين يخوّفون النّاس بأنّه واقع بهم “لأنه ليس لدينا مقومات لا الاستجابة ولا اللوجستية ولا الماديات، إضافة الى ان تمويل هيئة الإغاثة ضعيف، والإدارات الموجودة لديها إمكانيات متواضعة وليست على مستوى الوطن والدولة”، دولة؟ أيّ دولة؟!