هل وقع لبنان على خط الزلزال الأميركي – الإيراني؟
هل أصبح لبنان ورقة في يد إيران في مواجهة العقوبات الأميركية؟
إندلعت المواجهة المنتظرة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وإيران، وانتقلت من تبادل الرسائل والتهديدات، الى اتخاذ الاجراءات وبدء العمليات.
إستنفر كل من الفريقين، وراح يجمع ما أمكنه من أوراق القوة لاستخدامها سلاحاً من أسلحة المواجهة بلا هوادة.
لن يَدّخر أيّ من الفريقين جهداً في توجيه الضربات الى الآخر، ابتداء من الحرب الالكترونية، مروراً بالعمليات الأمنية الخفية، الى الحصار المالي والاقتصادي.
أمّا ساحة المواجهة، فلن تقتصر على الميدان الايراني، وإنما ستمتد الى كل ساحة وميدان يستطيع أيّ من الطرفين توجيه صفعة أو لكمة للفريق الثاني فيها، مخابراتياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً.
تريد واشنطن أن تُنهك السلطة الايرانية من خلال العقوبات والضغوط الاقتصادية والعسكرية، وتُجبرها على الرضوخ الى المطالب الاميركية، وهي:
-1 تغيير سلوك طهران في الشرق الأوسط، بعد إلغاء التفويض المطلق لها للسيطرة على المنطقة.
-2 ضمان حريّة الملاحة في الخليج، ومنع أي نشاط إلكتروني إيراني «خبيث» (وفق الوصف الأميركي).
-3 الانسحاب من سوريا وسحب كل القوات التي تُشرف عليها هناك، و«وَضع حد لدعمها لمجموعات إرهابية في الشرق الأوسط كـ«حزب الله» وحركة حماس والجهاد الإسلامي»، (وفق تعبير وزير الخارجية الأميركي).
-4 وضع حد لانتشار الصواريخ البالستية الإيرانية.
هذه الشروط – التحذيرات تعتبر الأقوى من الادارة الاميركية، وتؤشّر الى مرحلة قاسية مقبلة من المواجهة لن يكون «حزب الله» بعيداً منها.
وفي المقابل، تسعى طهران الى الالتفاف على العقوبات الاميركية الأقسى، من خلال:
-1 تحالفها مع روسيا والصين، ووجودها في العراق وسوريا، وعلاقتها التجارية مع تركيا.
-2 توجيه ضربات موجعة للمصالح الاميركية من خلال وكلائها في المنطقة، كأحد الخيارات لإجبار واشنطن على إعادة حساباتها والتخلي عن شروطها.
لذلك، من المتوقع أن تنشغل المنطقة وتشتعِل بهذه المواجهة الشرسة، التي لن يكون لبنان في منأى عنها.
وبالفعل، يخشى أن يكون تطيير تأليف الحكومة أحد نتائج هذه المواجهة، وإن أُلبِس ثوب سنّة 8 آذار، على خلفية أنّ الخناق الاميركي المتجدد على «حزب الله» وبيئته وحلفائه لن يسقط الحزب وحده وإنما سيسقط كل البلد معه، إضافة الى أنّ إيران تُمسك بالورقة اللبنانية كأداة من أدوات الضغط والمواجهة.
وهكذا يقع لبنان بين المطرقة الاميركية والسندان الإيراني، ويعود رهينة مواجهات خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، ولا حول له ولا قوة. والمصيبة انّ البلد يمر في ظروف اقتصادية ومالية لم يشهدها في تاريخه.
فعلاً ليس أمامنا إلّا الدُعاء.