IMLebanon

قتال “حزب الله” على الحدود الشرقية ليس رسمياً…

 

الاشتباكات بين مصالح إسرائيل وضرورة التنسيق السياسي

 

 

شهدت الحدود اللبنانية – السورية اشتباكات متكرّرة بين الجانبين. وفي تحليل للأحداث، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني في حوار مع “نداء الوطن”: المنطقة متداخلة؛ هناك لبنانيون وسوريون يعيشون في الأراضي الحدودية السورية، وهناك حالات تهريب متبادلة، إضافة إلى أن الكثير من اللبنانيين في تلك المناطق مطلوبون للعدالة.هناك خط تماس نفسي بين السكان اللبنانيين والسوريين استناداً إلى ما كان يحدث سابقاً، خصوصاً بعد تدخل اللبنانيين، ومعظمهم من بيئة “حزب اللّه”، في الحرب إلى جانب النظام السوري بقيادة بشار الأسد. وهذا بالطبع شكل حاجزاً نفسياً بين اللبنانيين والسوريين.

 

 

 

ويتابع جوني: “ولكن إذا أردنا التعمّق أكثر، لا يمكننا إلّا ربط التوتر المتكرّر على الحدود بالأحداث الإقليمية، أو بُعدها الإقليمي. اليوم، المنطقة بأسرها تتحرك سواء في سوريا أو لبنان أو إسرائيل. لذلك، إذا ربطنا هذا التوتر المستمر على الحدود بأهداف أبعد من مجرّد الاشتباك العفوي،  نتساءل عن مدى قدرة كل من الدولة اللبنانية والسورية على ضبط هذا الموضوع ومعالجته، خصوصاً إذا كانت هناك نوايا حسنة. وإذا فشلوا في ضبط الوضع وتكررت هذه الأحداث، فقد يكون هناك مشروع ما قيد التنفيذ. هذا المشروع ليس بالضرورة أن تكون السلطة السورية نفسها وأحمد الشرع وراءه، لكن من الممكن أن تكون هناك بعض الفصائل أو المجموعات المسلحة التي يتم استغلالها من جهات أخرى، ربما إسرائيلية، بهدف إثارة مشاكل مسلّحة مع البيئة الشيعية في المنطقة، وبالتالي مع حزب اللّه”.

 

 

 

ويردف العميد حسن جوني: “هناك نقطتان أولاً، هل تعتبر هيئة تحرير الشام جيشاً؟ بالتأكيد لا. هي عبارة عن مجموعات وفصائل مسلّحة، وقد اتّحدت وبدّلت النظام في سوريا، ولكنها ليست جيشاً حقيقياً بكل ما تعنيه الكلمة من حيث التنظيم والتراتبية. وبالتالي، إمكانية العبث بهذه المجموعات واردة في أي لحظة، كذلك تدخل جهات خارجية فيها. أكبر دليل على ذلك هو ما حدث في الساحل السوري من مجازر، حيث يتبرّأ النظام السوري منها ويعتبرها تفلّتاً من عناصر غير منضبطة، رغم أن هذه المجازر حدثت في النهاية. هذا الوضع غير مطمئن ومخيف، ويمكن أن يتكرر في المناطق اللبنانية في أي وقت، لأن الوضع الأمني في تلك المناطق مشابه.

 

 

 

النقطة الثانية، هي الإصرار على توريط حزب اللّه من بعض الفصائل في سوريا وحتى من الإعلام السوري الرسمي، متهمين إياه بتقديم الدعم العسكري للقتال، وهو ما لا مصلحة لحزب اللّه فيه. إن الحزب في وضع ضعيف جداً وجريح كما صرَّح أمينه العام، نعيم قاسم، وبالتالي، لا مصلحة له في فتح جبهة جديدة وهو يعاني من خسائر في مناطق أخرى. ولكن، نعم هناك بعض العناصر التي قد تقاتل بناءً على بيئتها الحاضنة من حزب اللّه.

 

ويختتم العميد جوني: “هناك أيضاً محاولات من بعض الجهات لتوريط حزب اللّه إعلامياً في الكثير من الأحداث، بما في ذلك المجازر في الساحل السوري. وبالتالي، قد تكون هناك أهداف أكبر وراء هذه التصرّفات. مبدئياً يُعوّل على الجيش اللبناني بالتدخل كما حدث وتسلّم المنطقة والفصل والتصدّي لأي محاولة اختراق للحدود أو الاعتداء عليها وهذا ما حدث بالفعل. إذا كانت النية لدى الفريق الآخر تجنب المشاكل، فيجب أن يكون هناك تنسيق أرفع مع الجيش كما يجب أن يُعزز التنسيق السياسي بين البلدين. ومن الواضح أن التنسيق السياسي ضعيف لأن الوضع قد ينفجر ويتحوّل مجدداً إلى قصف على الحدود مستقبلاً في حال تكررت هذه الاشتباكات، ما يعني أن هناك مشروعاً يراد تنفيذه والبناء عليه، سواء من  إسرائيل أو غيرها من الأطراف التي تسعى لتحقيق مصالحها في المنطقة والعبث بأمن الحدود وتوسعة خط التماس بين النظام السوري الجديد والبيئة التي تنتمي إلى حزب اللّه”.