Site icon IMLebanon

آكل «الصبّير» ملوثاً بالدم!

«لا تبك يا سورية… لا تعلني الحداد فوق جسد الضحية لا تلثمي الجرح ولا تنتزعي الشظية فالقطرة الأولى من الدم الذي نزفته …. سيحسم القضية» (أحمد مطر) 

عالم النفس الأميركي المعروف هرفي كليكلي، وضع تصنيفاً للتعرف على شخصية «البسيكوبات» أو ما يُعرف بشخصية «عدو المجتمع«، وهي متلازمة مرضية نفسية وصف بها الكثيرون من القتلة المتسلسلين. هذه المتلازمة المرضية تتضمن ما يلي:

– جاذبية ظاهرية ومستوى واضح من الذكاء.

– شخصية متحررة من الأوهام والأساطير تتعامل بشكل عقلاني بارد وحيادي مع أكثر الأحداث دراماتيكية.

– غياب حالة التوتر مع قدرات واضحة على الكذب المقنع وغياب علامات الخجل أو الندم.

– سلوك معادٍ للمجتمع وتجاوز واضح لتجارب الآخرين.

– تمركز مرضي حول الذات وعجز عن القدرة على التعاطف مع الآخر وقصور في المراجعة الوجدانية.

– وصول بعضهم إلى مناصب ومواقع قيادية اعتماداً على قدرتهم على التلاعب والدوس على الآخرين.

أما تعريف المرجع العلمي النفسي «دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات العقلية»، فهو يعرف أحد أشكال الشخصية «السادية» بكونها تلجأ إلى العنف بشكل متفجر عند شعورها بالإحباط لعدم وصولها إلى أهدافها. في هذه الحال تفقد السيطرة على النفس وتتحول إلى الانتقام بشكل عشوائي.

هل يمكن تصنيف سماحة؟

في الشريط المخزي الذي ظهر فيه ميشال سماحة متلمظاً ثمر «الصبّير«، متحدثاً باستخفاف ولا مبالاة مقززة للنفس عن المجزرة التي خطط لها، حسب قوله، بالتكافل والتضامن مع علي مملوك وبشار الأسد، لتحدث القدر الأكبر من الأذى والقتل والتدمير والبلبلة.

بعد مراجعة هذا الشريط المرعب لم أتمكن من تحديد التصنيف النفسي لذاك المجرم إن كان بسيكوبات أم مجرد سادي يعبر عن نفسه بفورة غضب يسلي نفسه بها بعذابات وآلام مئات الأبرياء وعابري السبيل الذين كانت ستختلط دماؤهم بالأشلاء والركام المتناثر، لو لم تحصل معجزة صحوة ضمير المخبر الذي أوصل الخبر إلى الشهيد وسام الحسن.

لا يهم بصراحة الآن تصنيف نفسي لشخصية تافهة مثل ميشال سماحة، ذاك الطاووس المتعالي الذي كان يحاضر بالعفة كلما ظهر على وسيلة إعلامية، فالتصنيف يخص الكائنات البشرية، وهو كان أشبه بالحيوانات القمامة وهو يلوك «الصبّير« مع طعم الموت والدماء تتسرب من بين أنيابه ومن زوايا شدقيه الغائصين في جوف الجيفة.

ولكن إن كان من غير المهم تصنيف سماحة لسقوطه من التصنيف البشري، فإن الوضع ذاته ينسحب على شريكيه بشار الأسد وعلي المملوك وكل من تعاون أو سهّل أو حضّر للجريمة. أما تصنيف «البسيكوبات«، أو فقدان الشعور الإنساني فهو سمة واضحة اليوم لفريق سياسي وأمني وإعلامي وحتى قضائي حاول التقليل من حجم الجريمة أو التغطية عليها أو تخفيض حكمها. بالمحصلة فإن سمة السقوط الأخلاقي والإنساني هي الملازمة للفريق الممتهن للإرهاب والتهديد والتخريب ومن يسوغ الجريمة تحت شعار الحاجة الوطنية أو القزمية أو العقائدية أو الدينية، متهماً الضحايا بالخيانة أو العمالة أو الكفر أو الإلحاد.

إنه فريق الممانعة الإرهابي والإجرامي بكل مكوناته الفاعلة والمشاركة والمتعاطفة والمتجاهلة وهي تشبه إلى حد التطابق مع الداعشية وحساب العدالة والحضارة والبشر سيأتي عليهم قريباً.