تفتك الأزمة المعيشية والاقتصادية باللبنانيين بمختلف مناطقهم، وتكشف يومياً مشاهد جديدة، إما صادمة تدل على مدى استفحال البؤس الذي أجبر بعض الفقراء على البحث عن لقمة طعام في حاويات النفايات تسد رمقهم للبقاء على قيد الحياة، او الغلاء وقد دفع بكثيرين الى استبدال الاصيل بالبديل من الف الدواء الى ياء الطعام.
آخر المشاهد اللافتة في صيدا، كتابة لافتة “نعتذر الخبز من دون كيس”، في اشارة الى بدء بعض المحال بيع أرغفة الخبز من دون أكياس نايلون او الطلب من الزبون دفع ثمنها وتتراوح بين الف ليرة او الفين، ارتباطا بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، وذلك استكمالا لخطوة الافران بيع ربطات الخبز بأكياس نايلون شفافة فقط، دون أكياس خارجية سميكة وكبيرة تجمع اكثر من ربطة تسهيلا لحملها الى السيارة او البيت.
ويقول حبيب العقاد لـ”نداء الوطن”: “لقد تفاجأت بعدما اشتريت ربطة خبز من دكان الحي ان صاحبه يطلب مني دفع ثمن كيس النايلون او الحصول على أرغفة الخبز من دونه”، فأخذتني الدهشة للوهلة الاولى ثم استعدت تركيزي، ورددت الى هنا وصلنا؟ اشتريت ربطة الخبر بـ 21 الف ليرة لبنانية بعدما دفعت ثمن الكيس الف ليرة لبنانية”. ولم يخف نبيل معتوق انه منذ فترة ليست وجيزة ومع ارتفاع سعر صرف الدولار، بات يلاحظ ان اكياس النايلون في بعض المحال التجارية وباعة الخضار مختلفة الشكل ومن النوع الرديء بخلاف السابق تماماً، باتت شفافة كثيراً وتتمزق بسهولة واحيانا تفتح بصعوبة وتبدو غير متناسقة، قائلاً:”لقد عشنا أزمات كثيرة سابقاً ولكننا لم نصل الى هذا الحد من التعامل مع بعضنا البعض”.
الصيداويون فقدوا الامل بالتعافي من الازمة سريعاً، فالخلافات السياسية ما زالت تحول دون التوافق على حلول، ولكن انتخاب رئيس جديد للجمهورية ما زال يشكل بصيص نور لوقف الانهيار وبدء ورشة الاصلاح واعادة بناء الدولة، وفق ما يقول رفيق سمهون لـ”نداء الوطن”، قبل ان يضيف: “تابعت جلسة الانتخاب وهي خطوة بالاتجاه الصحيح لتحميل الجميع المسؤولية والتحذير من خطورة الفراغ الرئاسي الذي سيزيد من ويلات الازمة وتداعياتها السلبية على الناس وخاصة الفقراء والمتعففين والعاطلين عن العمل”.
وترجمة لهذه الآمال، شارك نائبا المدينة الدكتور عبد الرحمن البزري والدكتور اسامة سعد في جلسة الانتخاب، وأكد سعد “اننا نحتاج إلى تشاور اضافي من اجل الوصول إلى رئيس يمثل ثورة 17 تشرين، وخيارنا كان الورقة البيضاء”، بينما اعتبر البزري ان الدعوة لعقد الجلسة مهمة لانها ضمن الأطر الدستورية، وعدم انتخاب رئيس للجمهورية سيفتح الابواب امام المزيد من التشاور ولم نحسم بعد خيارنا بالتصويت لاي مرشح”، مضيفاً: “نحن ككتلة في صيدا هناك التقاء بشكل مستمر للتشاور، ونتواصل مع التغييريين والمستقلين، و”عم نجرب نوصل لاسم مشترك مع التغييريين والمستقلين”.