IMLebanon

الإنعاش الإقتصادي في مواجهة التوتر السياسي… فهل ينجح؟

الإنعاش الإقتصادي في مواجهة التوتر السياسي… فهل ينجح؟

كتبت الهام سعيد فريحه:

الوضع في لبنان يسير في خطين متوازيين:

الخط الأول تصعيدٌ سياسي لا هوادة فيه، والخط الثاني محاولة ابتكار كل ما من شأنه إعادة الأمل للاستقرار وإعادة الحياة الاقتصادية الى البلد.

في سياق محاولة إعادة الأمل، خطوة ثانية سيشهدها وسط بيروت غداً الأحد، من خلال توزيع 1000 دراجة هوائية على المارة في الوسط التجاري وافتتاح سوق الأكل، وذلك بمشاركة عدد كبير من الفنانين والفنانات. تأتي هذه الخطوة بعد الخطوة الناجحة التي شهدها وسط بيروت ليلة رأس السنة. وكل هذه النشاطات تهدف الى إعادة الحياة الى وسط العاصمة من خلال مخطط يستهدف المالكين والمستثمرين عبر تفعيل الحوافز.

في هذا السياق، لا بدّ من التذكير أنَّ وسط بيروت كان يضمُّ ما يقارب ال 550 مؤسسة مرتبط بها ما بين 15 و20 ألف شخص.

هذه الوقائع هي التي تحفِّز المعنيين على السباق مع الوقت لإحياء وإنعاش الأمل، لأنه حين يكون الوسط بخير يكون البلد بخير.

* * *

ولكن هل كلُّ هذه الآمال في محلِّها؟

ليس جديداً القول إنَّ الاقتصاد هو الجبان الأكبر بين كل المعطيات، وهو ليس في الطليعة بل إنَّ السياسة هي التي تكون عادة في الطليعة. ففي حال الإضطرابات والتجاذبات تتصدَّع السياسة، وعندها فإنَّ أول ما ينسحب هو الاقتصاد.

نقول هذا الكلام لأن المشهد في لبنان مضحك مبكٍ في آن:

في بحر الأسبوع يوزِّع السياسيون أعلى درجات التوتّر في تصريحاتهم، وعندها ماذا ينفع أن يتم توزيع ألف دراجة هوائية في وسط بيروت لتحفيز الاقتصاد وإنعاش الوسط؟

المطلوب قبل كل شيء إنعاش السياسة وبعد ذلك ينتعش الاقتصاد من تلقاء ذاته.

 

* * *

لكن كيف يكون ذلك وفي كل جلسة لمجلس الوزراء يضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم خشية توتّر أو تصدّع؟

وهذا ما حصل في جلسة أول من أمس الخميس حين سحب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فتيل الاشتباك، قبل أن يقع بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، فجنّب لبنان مزيداً من التوتر، بتحويل طلب تمديد التسجيل للمغتربين الى اللجنة الوزارية.

هذا الاشتباك لم يكن ليبلغ مداه لولا الخلفية المتوتّرة في البلد بسبب مرسوم الأقدمية، الذي يبدو أنَّ معالجته لم تعد قريبة.

* * *

هذا الواقع السياسي جعل الرئيس سعد الحريري يخاطب الوزراء في جلسة المجلس أول من أمس، ولكن ليسمع الشعب اللبناني، إذ قال:

لسنا فريقاً سياسياً واحداً هناك وجهات نظر مختلفة، وهناك أمور تتطلّب حلولاً قبل الأخرى، وعلى الجميع التروّي وتهدئة المواقف السياسية، ليختم قائلاً:

كل الأمور المطروحة يمكن إيجاد الحلول لها من خلال التحاور والنقاش الهادىء، وليس بانتهاج المواقف الحادة.

* * *

هل بالإمكان التعويل على السياسيين بالطلب إليهم التخفيف من حدّة المواقف؟

المشكلة أنَّ الحدّة السياسية هي من عدَّة الشغل للإنتخابات النيابية، لذا يصعب المراهنة على سحبها من التداول، أقلَّه حتى أيار المقبل.