مع كل يوم جديد تتظهر قوة الفجوة والانقسامات السياسية الموجودة في لبنان، بعدما بات من الصعب التوافق على اسم مرشح لرئاسة الجمهورية من دون اي تدخل او تسوية خارجية مؤثرة دوليا او اقليميا. وبات من الواضح أيضا ان اي دولة خارجية ملمة في الوضع الداخلي لم تبد حتى الساعة اية جهود استثنائية لتقارب في وجهات النظر بين الأطراف اللبنانيين او حتى لرسم خريطة طريق لحل الازمة القائمة، على الرغم من ان الاتصالات والمشاورات تتكثف في كل الاتجاهات توصلا لحل ما. ولعل اهم ما يقال بحسب ما نقل عن احد السفراء المعتمدين في لبنان خلال لقاء جمعه مع عدد من الشخصيات السياسية، الاقتصادية والاعلامية، ان الوضع الداخلي تتآكله الخلافات والانقسامات والفساد لدرجة ان لبنان بات اليوم في مثابة الدول الاكثر صعوبة وفقرا في التقدم والعيش فيه. وقال الديبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه ان الدول الخارجية المعنية في الملف اللبناني تواجه صعوبة في تدوير الزوايا او احداث خرق ما في الجدار اللبناني نظرا لتشابك المصالح والارتباطات السياسية لمختلف القيادات والاحزاب في لبنان، لا بل ايضا، ودائما بحسب المرجع اعلاه، فان الجمود القائم اليوم على الساحة الدولية، وغياب اي تفاوض او حوار بين الجهات الخارجيه المؤثرة والفاعلة، اضافة الى انعدام اي مؤشر او أفق او بوادر حل قريبة…كلها تؤثر بطبيعة الحال على الوضع الداخلي في لبنان. وعلى الرغم من الصورة القاتمة الموجودة الان في غياب اي تسوية او حل قريب، يبقى الأمل الوحيد معلق على تفاهم اللبنانيين في ما بينهم، عسى في ان يتمكنوا من الاتفاق على اسم مرشح جديد للجمهورية، فيظهرون للعالم اجمع ان لبنان ما زال دولة ذات سيادة، لا مصالح ولا محسوبيات لاي طائفة على حساب أخرى، وأن ما يجمعهم على الرغم من الاختلافات في الرؤية المستقبلية لوطنهم،هو بقاء لبنان العربي الهوية والانتماء.وشدد المصدر على ان الدول الغربية والعربية ستبقى داعمة وواقفه إلى جانب لبنان، وستكون إلى جانب هذا الشعب الذي يخوض أشرس الازمات والحروب الاقتصادية في هذا القرن، مشيرا في الوقت عينه إلى لقاءات حصلت الاسبوع الماضي بين سفراء عرب ومسؤولين اوروبيين في العاصمة الفرنسية لمتابعة ملف تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي للبنان.