Site icon IMLebanon

نقابة المحررين؟!

لم احضر ولم اشارك في انتخابات نقابة المحررين، لاختيار مجلس جديد، وذلك لعدد من الاسباب، بعضها شخصي وصحي، وبعضها الآخر له علاقة بمجلس النقابة السابق، وبالزملاء الذين اختارهم النقيب الياس عون ليكونوا مجلس النقابة الجديد.

بداية اهنئ الزميل العزيز الياس، الذي تربطني به ليس علاقة زمالة الصحافة فحسب، بل علاقة صداقة شخصية وعائلية تعود الى عقود، كما اهنّئ عدداً من الزملاء الآخرين الذين لي معرفة بهم وصداقة وزمالة، واتمنى ان يأتي على يدهم ويد النقيب الياس الخير الذي لم يأت على يد المجلس السابق، والمجالس الاخرى التي سبقت والذي كان جميع الزملاء المحررين ينتظرون ان يتحقق، ويا ليت النقيب عون دعا الى جلسة عامة للمحررين وضعهم باحوال النقابة وبالاسباب التي حالت دون تحقيق المطالب المحقّة التي ينادي بها الصحافيون منذ عقود، والنقيب والنقابة على معرفة بها، وما من داع لتكرارها، وابداء النيّة والعزم على تحـقيقها قبل تحديد موعد الانتخابات، ولكن لم يحصل شيء من هذا، بل انصرف الجميع الى نسج التحالفات، التي اخذ بعضها الطابع السياسي، والبعض الآخر الطابع الطائفي والمذهبي، ولم يغب طابع المصلحة الشخـصية في الحـالتين الاولى والثانية، واعترف ان هذا امر طبــيعي في بلد مثل لبنان، اخذ مفهوم الانتخــاب فيه يتحوّل شيئاً فشيئاً الى مفهوم آخر، هو التمديد الكامل او المجتزأ، واعتقد ان النقيب الياس ادار معركته بكثير من الذكاء والدهاء وتوفّق بذلك، واكبر برهان على ذلك، فشل خصومه، حتى في تأليف لائحة مختصرة، وهزالة الاصوات التي نالها بعض الزملاء المستقلين، تشير الى ان معظم الاحزاب والقيادات، باستثــناء ربما حزب القوات اللبنانية، كانت راضية عن تشكيلة النقابة الجديدة.

* * *

اما وان الانتخابات اصبحت الآن وراءنا، فمن المفيد والضروري يا صديقي وزميلي ونقيبي الياس، ان نبدأ سريعاً بتنقية النقابة على قاعدة تحريرها من العبء الموروث والاهتمام بالمحرر الحقيقي، وفتح الابواب امامه، واحتضان المحرر الذي افنى عمره في مهنة البحث عن المتاعب، وتكريمه بتحقيق المطالب المشروعة، حتى ولو اقتضى الامر المقاطعة الاعلامية لجميع من يقف بوجه هذه المطالب ويعرقلها، والعمل الجاد على وضع اللبنة الاولى في بناء خاص بالمحررين يجمعهم في المناسبات المهنية والوطنية، ويشهد انتخاب نقيبهم واعضاء مجلس نقابته دون جميل من احد.

لا نريد يا نقيبنا العزيز، ان نتمثل بهذه الطبقة السياسية الحاكمة التي توشك ان تدمّر البلد، بل نريد ان نتمثل بالرجال الرجال الذين يضعون مصلحة وطنهم ومهنتهم فوق كل اعتبار، عندها تستحقون التهنئة الكاملة.