Site icon IMLebanon

«مفاعيل» إيجابية لـ«النووي».. إذا تزامن مع «سلّة» حلول

هناك تفاؤل روسي بإمكان توقيع الاتفاق النهائي بين الغرب وإيران حول البرنامج النووي الإيراني في 30 حزيران المقبل.

الموضوع وفقاً لمصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، يحتاج الى مزيد من التفاوض لأن الاتفاق الاطار الذي تم التفاهم حوله بداية نيسان الجاري يبقى غير نهائي والتوقيع على النهائي أمر غير محسوم لأنه يحتاج الى مزيد من العمل على نقاط عدة، منها العقوبات على إيران، حيث إن طهران تريد رفعها مباشرة. والأمر يلزمه تفاوض، لا سيما وأن الأوروبيين جدّدوا عقوباتهم على بعض المؤسسات الإيرانية بعد التفاهم على الاتفاق الإطار مباشرة. وفي انتظار التوصل الى التوقيع النهائي، هناك تقويمان للاتفاق مع إيران، الاول، يقول إنه سيكون ذا انعكاس إيجابي على المنطقة بصورة كاملة. والثاني، يلفت إلى أنه يريح المنطقة، لكن لن يكون له المفعول السحري على أزماتها، لا سيما على لبنان، حيث لن يحصل انتخاب رئيس للجمهورية بشكل فوري بعد حزيران.

والتقويم الثاني سببه بروز التوتر في العلاقات الخليجية الإيرانية، على خلفية موضوع اليمن. ولملمة تلك العلاقات تحتاج الى وقت، والى حل استيعابي ثم العمل حوله في مجلس الأمن، من خلال صدور القرار 2216 والذي يمهّد لتسوية تمنع مزيداً من التدهور في وضع اليمن، ومزيداً من التدهور في تلك العلاقات.

ويعطي القرار الجديد دوراً للسعودية كما كانت هناك ضغوط على إيران التي تتمتع بنفوذ، بعد أن كان هدف الضربة على الحوثيين إرسال رسالة هي أن المملكة لن تقف مكتوفة اليدين إزاء تهديد أمنها القومي. واستبعدت المصادر، تطور الوضع اليمني في اتجاه حرب برية وتدخّل بري. مشيرة الى ان الحرب الجوية ستنتهي في وقت قريب، حيث إن هناك جهداً ثلاثياً تركياً باكستانياً عُمانياً لإيجاد مخرج لأزمة اليمن، ويتوقع لهذه الأزمة أن تشهد ابتكاراً للحل بعد كل هذه الحرب، لاسترجاع شرعية اليمن. اذ ليس هناك من جهة دولية كبيرة، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا تريدان انفجاراً كبيراً في اي منطقة من العالم. وتصر الدولتان على أن لا مصلحة لديهما بالانفجار الكبير في اليمن، وبأن تبقى الانفجارات او الأزمات في العالم محصورة ومحدودة.

التأثير المنتظر للاتفاق مع إيران يمكن أن يكون ايجابياً، إذا تزامن مع «باكيج» حلول في المنطقة: لبنان، سوريا، العراق، اليمن. انتخاب الرئيس في لبنان لن يتبع الاتفاق بأسابيع بل بأشهر. قبل نهاية حزيران وبداية تموز لن تظهر الا بوادر محددة من جراء توقع بدء الحوار بين الغرب وايران حول المنطقة. بعد ذلك ستظهر الانعكاسات تباعاً. من الآن وحتى بداية الصيف تتوقع المصادر، ان يكون قد تم ايجاد حل ديبلوماسي لقضية اليمن، ما يعني عندها، ان اليمن قد وضع على سكة الحل. وفي العراق تكون معركة الانبار قد اتضحت صورتها، والوقائع ستظهر تباعاً الصفقات في المنطقة. ولن يكون هناك اختراق معين لا سيما في لبنان الا بعد تموز. ولن يبحث فقط موضوع لبنان، انما مجموعة الازمات في المنطقة. ويبدو الآن ان التوافق الدولي حول ابقاء الاوضاع مستقرة في لبنان مستمرة اذ على الرغم من ازمة اليمن والمواقف الداخلية منها، فان هناك إصراراً على الحوار وعلى التهدئة، من خلال حرص كل فريق على مصلحة لبنان.

من الآن وحتى نهاية حزيران سيصار إلى مراقبة أداء إيران في المنطقة من جانب الدول الكبرى، مع أن قضايا المنطقة لم تبحث، لكن مسار إيران في المنطقة خلال هذه المرحلة سيؤشر إلى ما سيكون عليه أداؤها بعد توقيع الاتفاق المرتقب.

الرئيس الأميركي باراك أوباما قال ما مفاده إنه من الأفضل التوصل إلى الاتفاق مع إيران لتأجيل حصولها على القنبلة الذرية ومنع حصول حرب. في المقابل تطالب إيران برفع العقوبات عنها دفعة واحدة، لكن السؤال الكبير الذي يطرح، أنه إذا كانت إيران تحت ضغوط العقوبات لديها دورها الحالي المعروف في المنطقة، فما الذي سيكون عليه دورها إذا وقّعت الاتفاق؟

المصادر، تقول، إن هناك احتمالين. الأول، أنها ستركز على تقوية اقتصادها وتمتينه والذهاب في اتجاه التنمية. والثاني، يلمّح الى أنها ستعمد الى تقوية ما يعرف بتصدير الثورة. حتى الآن الغرب يطالبها بوقف النووي، لكنه يتوقع أن يطالبها لاحقاً بتغيير سلوكها في المنطقة. وقد بدأت هذه المطالبة مع الطلب الأميركي الى إيران الالتزام بالقرار الدولي حول اليمن لجهة حظر السلاح عن الحوثيين في اليمن.

وسيلتقي الغرب وإيران قريباً في اجتماع على مستوى الخبراء لاستكمال التفاوض.