يستدل بوضوح تام وبما لا يقبل الجدل، انه لا حلحلة على الخط الحكومي ولا من يحزنون فالامور محصورة الان «بدق النفير» واطلاق المواقف النارية والتشبث بالمطالب. في المقابل تؤكد اوساط وزارية عليمة ان الوضع الحكومي على كف عفريت وليس في الافق ما يؤشر الى اي بارقة امل وبالتالي المساعي التي تبذل جارية على قدم وساق ولكن لا اذن صاغية، ولا مكان للسمع و«القشع»، وخصوصا تلك الاتصالات والمشاورات التي يقوم بها مثلث الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط، حيث بعد لقائه الحريري فان جنبلاط «يتمرّن» للقيام بدور حواري من اجل دفع العجلة الحكومية الى الامام لتسيير امور وقضايا الناس، وعليه باتت «للياقة البدنية» لسيد المختارة مكتملة، انما ووفق المطلعين لا يحمل في جعبته اي مبادرة للحل ولكن السعي للتهدئة وهذا الدور يتمحور حول شقين اساسيين الحكومة وتشريع الضرورة وفتح دورة استثنائية لمجلس النواب.
وفي موازاة ذلك ترى مصادر سياسية عليمة، ان الاجواء والمناخات والظروف الاقليمية الراهنة، غير مؤاتية لانضاج وبلورة اي حلول متوقعة على الساحة الداخلية، ان على الصعيد الحكومي او الاستحقاق الرئاسي «المكربج» لجملة اعتبارات كما يبقى انتخاب الرئيس العتيد امرا مستحيلا وقد يحتاج الى معجزة الهية امام هذا الكم من التعقيدات المحيطة به من كل حدب وصوب، اضافة ان المعطى الدولي ومن خلال ما يتطرق اليه بعض السفراء الغربيين في مناسبات اجتماعية، اذ يستشف بان الاولوية في هذه المرحلة بالذات هي للملف السوري وكل اللقاءات التي تعقد في موسكو وغيرها من العواصم الغربية انما تتركز على امجاد السبل الايلة لانهاء الحرب وتحديد مستقبل سوريا، ما يعني ان لبنان ليس على الاجندة الاقليمية او الدولية، او ان اوباما لا ينام وغارق في القلق كي يُنتخب رئيس للجمهورية في لبنان وذلك ما ينسحب على معظم زعماء وقادة العالم.
ومن نافل القول يمكن الجزم وبحسب المصادر بان كافة الملفات السياسية والامنية والاقتصادية والدستورية في البلد، نائمة على وسادة الانتظار ربما بما قد يحصل في سوريا والعراق واليمن ولكن الاهم بالنسبة للبنان الملف السوري كونه مرتبطاً به بشكل او بآخر من خلال الدور الايراني في سوريا وايضاً مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام. في المقابل ثمة فريق في لبنان مناهض للنظام وللدورين الايراني وحزب الله في سوريا، وهذا ما يؤدي الى تلقف تداعيات تلك الحرب على الداخل اللبناني وعلى المستويات كافة.
وتوقعت المصادر وفق المعلومات والتقارير السياسية والديبلوماسية، تنامي وارتفاع منسوب التصعيد الامني، اي اشتداد المعارك العسكرية وهذا ما تترقبه بعض الدول الكبرى لتبني على الشيء مقتضاه بالنسبة للوضع السوري من الجانبين السياسي والعسكري، ولهذه الغاية فان لبنان يترقب وينتظر تلك التطورات على اعتبار ان ملفاته راقدة بسلام الى ان يحين الفرج الاقليمي وهذا ما يلزمه وقت طويل والا هناك «ركلات ترجيحية» لحسم «الماتش» اللبناني وان حول ملفات محددة.