IMLebanon

السيسي: مصر.. هِبَة النيل  

 

 

موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جاء حازماً، وهو يتحدّث عن أهمية الماء في حياة مصر. فإذا كانت مصر هبة النيل، فإنّ تأكيد الرئيس المصري على أنّ كل قطرة ماء في مصر، خط أحمر، ينسجم مع تطلعات مصر للمحافظة على حقوقها. فمنذ 4900 عام قبل الميلاد، قام الجيش المصري بالحرب من أجل السيادة والأرض والثروة الطبيعية. ومن هذه النقطة بالذات جاءت حروب مصر مع الهكسوس والتتار والرومان والأتراك والفرنسيين والإنكليز والإسرائيليين.

 

إنّ الرئيس عبدالفتاح السيسي، يدرك تماماً، أنّ الحرب بمعنى القتال، هو آخر قرار يمكن أن يتخذه ولكن بعد استنفاد الحلول الديبلوماسية.

 

إنّ اثيوبيا لم تفهم حتى الآن، موقف مصر القائم على إيجاد حلّ يحفظ حقوق الجميع، بناء على اتفاقية 2015. فالموقف المصري واضح وصريح: «لن يستطيع أحد أن يأخذ منا قطرة ماء من حقنا.. فنحن لا نهدّد ولكن إذا حدث ذلك، فإنّ المنطقة كلها، سوف تواجه حالة شديدة من عدم الاستقرار.

 

لقد اختار الرئيس السيسي هذا التوقيت بذكاء نادر، فهو أمام جولة محادثات جديدة بعد اسبوعين.. وهو يعني ما يقول، لأنّ اثيوبيا تحاول المراوغة… لذا فقد أكد الرئيس المصري بقوة وصلابة أنّ على اثيوبيا أن تلتزم بالاتفاقات الدولية… وإلاّ فإنّ هناك إحتمالاً آخر.

 

وأثيوبيا اليوم هي في موقف ضعيف… فقطر وتركيا كانتا مع تشديد الأزمة على مصر… لكن الدولتين لا تستطيعان فعل شيء اليوم. فقطر وتركيا يصعب عليهما اليوم دفع وتمويل أثيوبيا بعد سعيهما لفتح صفحة جديدة مع مصر.

 

إنّ كلام الرئيس السيسي يشير الى أنّ هناك خطاً أحمر. زمنياً أمام اديس أبابا قبل الملء الجديد للسد بالمياه.. فالرئيس المصري واثق من قدراته العسكرية فطائراته «الميغ» يمكن أن تقصف أهدافاً على بعد 2900 كلم، وصواريخه الباليستية يصل مداها الى ما بين 1500 و3000 كلم، أما الصواريخ فوق المتوسطة، فيصل مداها الى حوالى 3000 كلم. هذا يعني أنّ السيسي، هذا الرئيس الهادئ… هو ذكي جداً… لقد أبلغ الاثيوبيين رسالة واضحة، ان اللعب بالنار لا يجدي.. لأنّ المنطقة كلها ستكون مشتعلة، وفي حال من عدم الإستقرار.

 

والمنطقة التي يعنيها السيسي واسعة، نذكر منها: منطقة الشرق الأوسط، ومسارات البحر الأحمر لنقل البترول. روسيا والصين كما يعني دولاً عدة في افريقيا… كما أشار الى أنّ الأوضاع في سوريا والعراق واليمن لم تهدأ بعد.

 

إنّ مصر على استعداد تام لإشعال «حرب» قد تكون وبالاً على الكثيرين، للدفاع عن مياهها… فمسألة المياه بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت.

 

إنّ ما قامت به أثيوبيا وما تقوم به، هو مخالفة لاتفاقية العام 2015. لذا فإنّ تعنّتها لن يبقي لها صديقاً.. فأمام أثيوبيا مائة يوم… فإمّا اتفاق قانوني… أو الحرب التي هي آخر الدواء.

 

نشير أيضاً، الى أنّ كلام الرئيس المصري جاء بتنسيق كامل مع السودان، فالتعاون العسكري بين البلدين، الذي بدأ مع زيارة رئيس المخابرات العامة المصرية، كما زيارة رئيس الأركان، لا يزال قائماً وبقوة.

 

إنّ الإنسان ليفخر بالفعل، بما جاء على لسان الرئيس المصري… فالسيسي لا يساوم على السيادة… ولا يفرّط بحقوق مصر، وهو لن يتنازل كما ذكر عن أي نقطة ماء، فالمياه بالنسبة لمصر خط أحمر، لا يسمح لأحد باختراقه.