IMLebanon

القاهرة متخوّفة من اهتزاز الوضع الأمني اللبناني

 

يبقى تأليف الحكومة مسألة معقدة ودونها صعوبات لا سيما أن المعلومات تشير إلى أن العراقيل لا زالت هي هي، وبات واضحاً كما ينقل عن جهات سياسية متابعة أن هناك صعوبة كبيرة بأن يشكل الرئيس المكلف سعد الحريري في عهد الرئيس ميشال عون، وبالتالي أن المعلومات تشير إلى أن المسألة اليوم تتمحور حول كيفية إيجاد المخرج للاعتذار وقد يقوم بهذه المسألة المعنيون بالملف اللبناني أكان باريس أو من خلال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي هي تعتبر مدعومة من باريس ومعظم الأطراف الداخلية. ولهذه الغاية قد يكون هناك دور لرئيس مجلس النواب في كيفية إيجاد سيناريو الاعتذار على أن تليه خطوات ليست بعيدة عن الرئيس المكلف سعد الحريري وبمعنى أوضح أن يكون للحريري دور أساسي في هذه المسألة.

ad

 

وفي غضون ذلك، فإن الأمور تتمحور أيضاً حول كيفية إيجاد البديل للحريري بالتوافق والتناغم معه وربما تأتي شخصية مستقلة وغير معروفة تكون مهمتها الأولى والأخيرة الإشراف على الانتخابات النيابية كما كانت الحال عندما تم تكليف الرئيس نجيب ميقاتي في تلك الحقبة.

 

لذلك ما يحصل اليوم إنما هو أمر في غاية الصعوبات لأن المسألة تخطت البعد الداخلي خلافاً لما يشير إليه البعض دوماً بأن التأليف مسألة داخلية بل الوقائع تعاكس هذه المقولة بمعنى أن هناك عراقيل خارجية أو ثمة إنتظارات لما ستؤول إليه بعض المحطات الخارجية وتحديداً بعد انتخاب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي إلى ترقب ما ستؤول إليه المعطيات بشأن مفاوضات فيينا، لذا فإن الأيام القليلة المقبلة ستبلور الوضع على مسار تأليف الحكومة، ولكن يستدل وفق المعنيين والمعلومات من أكثر من جهة سياسية وحزبية بأن كل الاحتمالات باتت واردة على صعيد التأليف. والمؤكد في هذا الإطار أن الرئيس سعد الحريري لن يؤلف حكومة في هذا العهد وثمة من عاد ليشير إلى بعض الطروحات التي تتمثل بتفعيل حكومة تصريف الأعمال على المستويات الاقتصادية والاجتماعية لتبقى إلى نهاية العهد وتشرف على الانتخابات النيابية ولكن أيضاً ثمة من يرفض استمرار هذه الحكومة وخصوصاً بعد المساجلات الأخيرة بين رئيسها ومكتبه الإعلامي وعدد من القيادات السياسية والحزبية.

 

ويبقى أخيراً أن هناك اتصالات تجري من قبل باريس والقاهرة من أجل إمكانية التوافق على مخرج ينقذ لبنان، لأن المصريين متخوفون من أي اهتزازات أمنية وزيادة منسوب الخلاف السياسي وصولاً إلى انهيار لبنان مالياً واجتماعيا ومعيشياً، وأن هذا التواصل قائم بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولكن يبقى أخيراً أن الاتصالات تجري على غير محور سياسي وعربي، ولكن حتى الآن ليس هناك من أي خرق أكان عربياً أو دولياً لإيجاد مخرج للمعضلة اللبنانية.