حمى الله مصر… اغتيالاتٌ قاسية وسيارات مفخّخة «إخوانيّة» اجتاحت يوميات المصريين، يُصيبني ألمٌ شديد كلّما أصيبت مصر، منذ تصدّر جماعة الإخوان السلطة كنّا أول من كتب في هذا الهامش مقالتنا الشهيرة «الإخوان المجرمين»، وها هم «الإخوان المجرمون» مرّة جديدة يُعيدون «سيرتهم الأولى» مع الإرهاب، وهذا الإرهاب يحظى هذه المرّة برعاية الرئيس باراك أوباما وأميركا القَلِقَة من حكم القضاء المصري بالإعدام على محمد مرسي الرئيس المخلوع، وعلى حاكم الإخوان الفعلي وكبير إرهابييها خيرت الشاطر، ومعهم الاتحاد الأوروبي!!
وفي السياق؛ نلفت أصحاب الشأن في لبنان ونُحذّر من خطورة وجود خطباء منابر في بعض مساجد لبنان يهاجمون مصر حكومة ودولة وجيشاً، ويُشتم من على منابرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطبة الجمعة ويُسمّى بـ»فرعون مصر»، ونقول: في لبنان «بؤرة إخوانيّة» خطيرة ليست بخافية على أحد وهي معروفة الإرتباط بالتنظيم العالمي للإخوان وعلينا التعامل معها كالخلايا الإرهابيّة النائمة كأيّ تنظيم إرهابيّ متطرّف، لأنّها يوماً ما ستسفر عن وجه التطرّف والإرهاب فيها، وعندها سنكون في مواجهة مأزق حقيقيّ، فالإخوان مهما تغيّر وتبدّل اسمهم من دولة إلى أخرى، وسواء كانوا جماعة أو جمعيّة أو سوى هذه التسميات، كلّهم في الإرهاب والتطرّف والإجرام على نفس الشاكلة!!
منذ ما يقارب الثمانين عاماً، بل منذ القرن التاسع عشر سعت الكثير من الحركات الإسلامية إلى «السلطة»، وتحت عنوان «ديني» لمّاع خدّاع، وللتوضيح؛ وبات معلناً وبشكل فاضح أنّ التعامل مع الإخوان المسلمين هو تعامل مع «تنظيم دولي»، له مكتب الإرشاد العام العالمي وهو القيادة التنفيذية العليا للإخوان المسلمين، وله أيضاً مجلس الشورى العام العالمي (أو كما كان يسمي الهيئة التأسيسية) وهو السلطة التشريعية لجماعة الإخوان المسلمين، وقراراته ملزمة، ونحن هنا نتعامل مع «دويلة عالمية» إذ يتواجد جماعة الإخوان في 72 دولة حول العالم بحسب إحصاءاتهم (والإحصاءات الأميركية تقول في 70 دولة أيضاً)، والقبض على مصر وهزّ أمنها واستقرارها، هو قبض على العالم العربي كلّه، ونحن خائفون على مصر لأنها أمّ العرب وحضنهم ودرعهم، وهي كنانة الله في أرضه!!
في العام 2013 كتبنا في هذا الهامش مقالة «الإخوان المجرمين» وفتحنا حديثاً طويلاً عن حسن البنا مؤسس «الجماعة» وتوقفنا مطوّلاً عند مقالة الكاتب الكبير عباس محمود العقاد التي حملت عنوان «الصهيونية ومشاكل فلسطين» وتحدّث فيها العقّاد بالأسئلة المباشرة عن هويّة «البنّا» الذي قام بإنشاء «الجماعة» متسائلاً: «من هو «جدّه»؟ فلا أحد في مصر يعرف إجابة على هذا السؤال على وجه التحقيق، وكلّ ما يقال عنه أنه رجل كان يعمل «ساعاتي» مغربي يهودي»، ولكن يبدو أن هناك الكثير من السذّج المُضلّلين والمضَللين، هؤلاء الذين لا يقرأون تاريخ الجماعة ولا «إرهابها» بعيد نشأتها بقليل، وأخطر ما وقع فيه هؤلاء السُذّج أنّهم جعلوا «الإسلام»= الإخوان، وهذه طقوس كلّ فكر إرهابي عبر التاريخ!!
مرّة جديدة، تاريخ الإخوان الإرهابي لا يحتاج إلى كثير براهين، هم في أساس نشأتهم تنظيم إرهابيّ، ولعلّ البداية الأفضل لتأكيد تاريخ «جماعة الإخوان» الإرهاب والقتل والتفجير والاغتيال، هي بالعودة إلى مساء يوم 20 شباط (فبراير) 1948 بالمنزل رقم 76 شارع محمد علي بانفجار بمبنى «شركة المعاملات الإسلامية»، والذي كشف عن كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة المخزّنة بشكل خاطئ الأمر الذي أدّى إلى انفجار هائل في الساعة العاشرة، وأصيب في الحادث تسعة أشخاص وتم التحقيق مع حسن البنا فأنكر [بل كذب] علمه بوجود ذخيرة ومفرقعات بمخزن شركته وأرجعها لسوء تصرف العاملين بها!!
أما تاريخ الإخوان في محاكماتهم القديمة والحديثة، فأفضل ما يشير إليه ويختصره هذه الرواية التي تحكي أنّه وأثناء محاكمة منفّذي ومخططي محاولة اغتيال جمال عبدالناصر خلال إلقائه خطابه الشهير في الاسكندرية: «في المحاكمة تمت مواجهة المرشد العام للإخوان حسن الهضيبي ومحمود عبداللطيف المتهم الأول في تنفيذ العملية فأنكر معرفته بنا، وكان الهضيبي قد «أقسم ثلاث مرات» ممسكاً بالمصحف الشريف بعدم معرفته بنا ولا يعرفنا ولا يعرف عبداللطيف فاكتشفنا أننا ضحية «خدعة إخوانية» كبيرة، فبصق عبداللطيف في وجه الهضيبي في المحكمة لحلفه اليمين والقسم على المصحف كذباً وصرخ بشكل هستيري موجها كلامه للهضيبي: «يا كافر يا ابن الكافرة»!!
حمى الله مصر.. حمى الله شعبها وجنودها وقضاتها.. حمى الله الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولتنفّذ المحاكم المصريّة أحكام الإعدام بمجرمي الإخوان الذين تصدروا السلطة وهم يقبعون اليوم في السجون، إنّ الردّ الأفضل على العلميات الإرهابيّة التي هزّت مصر أول من أمس هو تنفيذ حكم الإعدام بمرشد الإخوان محمد بديع والمخلوع محمّد مرسي والتاجر خيرت الشاطر، فثمانون عاماً من الإرهاب في الأربعينات وأواخر السبعينات، والتسعينات وفي العامين الماضيين لم تهزّ شعرة في مفرق مصر، لطالما حاولوا إرهابها وإرهاب شعبها، ولطالما سحقت مصر تطرّفهم وقضت عليه، لذلك كلّه علينا أن نقول: تحيا مصر…