Site icon IMLebanon

مصر والدور العربي

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، اختار الذهاب الى نيويورك، ليطل على العالم رغم المحاذير العديدة ورغم نصيحة محمد حسنين هيكل العلنية له بعدم الذهاب، وهو الذي أنهى المئة يوم الأولى في الرئاسة، يُضاف الى ذلك تعقيدات المشهدين الإقليمي والدولي. «الريس« ومعه شرائح واسعة من المصريين الموزعين على مختلف الطبقات والاتجاهات، يريدون أن يفتح مصر على العالم وخصوصاً العربي منه، لأن مصر بلا دور، ليست أكثر من جغرافيا واسعة وعدد هائل من السكان الذين يتضاعفون بسرعة تفوق طاقاتها ومصادر إنتاجها. ولا شك أيضاً أن الكثيرين يريدون له أن يفشل، خصوصاً الإرهابيين الذين اختاروا صباح يوم مغادرته لتفجير قنبلة مزروعة على تخوم وزارة الخارجية، اصطادوا بها أسماع الخارج أن مصر غير مستقرة، والثانية قتل رجال أمن بينهم المقدم محمد أبو سريع، وهو مقدم غير عادي ويبدو أنه كان مقصوداً لأنه الشاهد الرئيسي في قضية «اقتحام السجون» المتهم بها الرئيس المعزول محمد مرسي، وكان قد وثق عملية الهروب بمئات الصور. 

بداية، مصر في مطلع عهد السيسي تريد استعادة دورها العربي. لكن بين الرغبة والقدرة مسافة طويلة يحددها مصدر مصري مطلع بـ»عامين» على الأقل. لكن المصدر المتحمس للسيسي والعودة بسرعة يرى أن «السيسي يريد العمل لملء الفراغ وتحسين الشروط الضرورية حتى إذا تكاملت الظروف الإيجابية تكون الأرضية معدة ومؤهلة لتحقيق النجاحات». 

يسود مصر، وعلى الأخص الرئيس السيسي، قلق حقيقي من «مقص التقسيم» للعالم العربي. لذلك بدا الحماس المصري لرفض الاسكوتلانديين الانفصال عن بريطانيا مبالغاً به. في الوحدة القوة. هذه هي كلمة السر لهذا الموقف الذي له تردداته وتجده في الكلام عن العراق وسوريا ولبنان واليمن. الترجمة المباشرة لهذا الموقف ما نقله مسؤول عربي التقى مؤخراً «الريس»: سوريا هي مكمن الخطر. العراق وضعه أيضاً خطير وهو عرضة للتقسيم الفعلي لكن الاهتمام به كبير جداً، أما سوريا فالاهتمام محدود جداً لأن الموقفين العربي والدولي منقسمان ومتصادمان. وأكثر ما يثير المخاوف أن الجيش السوري الذي يجب أن يبقى موحداً بأي ثمن، قد تعب وعلائم الوهن والانقسام أخذت تظهر عليه، وإذا انقسم الجيش السوري تقسمت سوريا وفتحت الأبواب على باقي المنطقة أمام هذا الخطر الوجودي». 

ما العمل أمام هذا الخطر؟ 

يقول مصدر مصري مطلع: «إن الرئيس السيسي يستعد لإعلان مبادرة، تتضمن خريطة عمل بالتضامن والتكافل مع روسيا، تتضمن، تشكيل حكومة وفاقية بين الأسد والمعارضة من الائتلاف السوري تملك صلاحيات واسعة لمدة عامين وبعد ذلك يتم تطوير الموقف». ولا ينكر المصدر أن هذه الخطة مع بعض التفاصيل الأخرى تكاد تكون خطة «جنيف -« التي ولدت ميتة، لأن الأسد والمعارضة رفضاها سراً وعلانية. اذاً، لماذا يقبلانها الآن، وما العمل بوجود «داعش« و«النصرة«؟ 

يعترف المصدر أن إمكانات النجاح قليلة جداً، ولكن من المهم أن يُقال يوجد من يعمل خارج التحالفات القائمة، ومن المهم أن يجرب الرئيس، لأن الخبرة تُكتسب أيضاً من التجارب إضافة الى أن الوقت القادم هو وقت ميت في زمن هذا العنف الأسود.