Site icon IMLebanon

مصر العروبة، المستهدف الجديد لتآمر أوباما – بوتين يونايتد

كثّف الإرهاب ضرباته الإجرامية في نهاية الأسبوع المنصرم متراوحاً في تنفيذها بين القاهرة واسطنبول وموزّعاً ضحاياه بين المسلمين والمسيحيين، وإن كان استهداف المصلّين في بيت من بيوت الله في القاهرة، يبقى الحدث الأدهى والأشد وحشية واستهدافاً.

وما حصل في كنيسة المرقصيين في القاهرة، ليس عملاً إرهابياً عادياً يستهدف إحداث الإهتزاز في ثوابت النظام القائم بقواعده السياسية والعسكرية، بل يدخل تصنيفه في إطاراتٍ أدهى وأكثر توغلاً في عمق المؤامرة الشاملة التي يتعرض لها العالم العربي بالتخصيص، حيث بات مستهدفاً في صلب وجوده وتوجهاته ووحدة شعبه وأراضيه.

يضاف إليه استهداف آخر يتناول القسم الناهض والمتمرد على كثير من اطارات ممارساته السياسية السابقة والمتمثل بتركيا واهتزاز علاقاتها بالعالم الغربي في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، بحيث تطاولها منذ مدة عمليات التفجير والنسف والقتل والتدمير، تماماً كما هي اليوم جملة من البلاد العربية التي أصابها التدمير والتهجير والعمل المباشر في مناصرة أنظمة دكتاتورية مهترئة، اتخذت من شعوبها ومدنها وقراها أهدافاً مباشرة كما الحال اليوم في سوريا التي كانت لها خارطة إقليمية ذات وجود وأبعاد وحضارة فاصبحت أرضاً تكاد أن تكون مجردة من معظم شعبها ومن كل حضاراتها وعمرانها، وساحة مستباحة لمطامع كثير من الدول وفي طليعتها روسيا وايران وما تيسّر من جهود ومخططات وخبثنات الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها الراحل أوباما.

في هذا الإطار، هناك ملاحظات لا بد من إثباتها:

الإجرام الإرهابي ضرب هذه المرة «دونما تمييز» في ضحاياه بين ضحية مسلمة وضحية مسيحية، فمجموعة الضحايا في القاهرة طاولت عدداً كبيراً من المصلين المسيحيين وهم يؤدون فرائضهم الدينية، ومجموعة الضحايا في اسطنبول طاولت عدداً كبيراً من رجال الشرطة المسلمين، ولعل جريمة القاهرة هي الأقسى والأشرس والأكثر إجراماً كونها ارتكبت في بيت من بيوت الله، فكان التفجير الإجرامي هناك يطاول المواطنين في حياتهم كما يطاول بلادهم في صلب أمنها واستقرارها فكانت محاولة لضم مصر الشقيقة إلى قائمة بلدان المنطقة التي تلقى كل هذه الاهتزازات الاجرامية الحادة، وبذلك يكون الفعل الإجرامي الذي طاول الكنيسة القاهرية محاولة دنيئة الإستهداف والمقاصد، تضيف إلى الأحداث الإرهابية التي تحاول الإيقاع بمصر، طليعة العالم العربي ورائدته على مدى الأزمان القريبة والبعيدة، إلى مسلسل الإهتزاز والقتل والتدمير الذي طاول قبلها عدداً من البلدان العربية، (سوريا، العراق، اليمن) وسط مسلسل من التحفز للإطباق على أمن لبنان واستقراره وحرمانه من عملية الانقاذ والخلاص التي أدت إليها مبادرة الرئيس الحريري من خلال إطلاق عملية انتخاب الجنرال عون لرئاسة الجمهورية بعد سنوات من التعقيد والإشكاليات المرعبة التي جعلت بلادنا على شفير السقوط في جحيم الأوضاع الجهنمية التي تطاول المنطقة العربية والمؤثرة في أوضاعه واستقراره وحمايته من أخطار التفجير الإجرامي الشامل الذي يسود من حولنا، الأمر الذي تحقق عملياً بجهد إيجابي وطائل وقادر من قبل الجيش اللبناني والجهات الأمنية المختلفة التي تواكبه، دون أن ننسى الجهود الأمنية الكبيرة التي قامت في الوقت المناسب وأدت إلى جملة من الاكتشافات والمداهمات والإعتقالات حمت البلاد من شتى صنوف التخريب والتدمير.

ولن نقتنع على الإطلاق «ببراءة» جملة من الأحداث الخطيرة التي تتوالى على مدى الساحات العربية كلها، فاذا بحلب تلقى صنوفاً هائلة من المظالم التي أودت بها مدينة وشعباً وعمراناً وحضارة على يد جملة من السفاحين الأغراب وفي طليعتهم روسيا ومشاركوها في الوقت نفسه الذي تعود فيه قوات داعش بسحر ساحر وسرعة خيالية إلى التمركز والإحتشاد في تدمر التي سبق أن سلمتها داعش نفسها للنظام السوري بعد أن استولت على تراثها التاريخي، وتاجرت به وقاتلت بمالِه، وقيل لنا آنذاك أن النظام استعاد تدمر، وبعد أن تمت صفقة حلب الإجرامية الشاملة، إذا بتدمر تعود وكَراً بديلاً لداعش، وإذا بأركان المؤامرة اليوم يلعبون بالمناطق والمدن والقرى لعبة شطرنج إجرامية، وهم يتلاعبون في الواقع بأرواح الناس ودمائهم وتدفع بهم في الوقت نفسه إلى الجلاء القسري عن مساقط رؤوسهم في لعبة تغيير آثمة في سحنة البلاد السكانية عابثين بها وبتاريخ أبنائها المتجذر في أماكن وجودهم. ولم تمضِ سوى أيام قليلة على إطلالة الوزير الإسرائيلي ليبرمان الإعلامية، التي «بشّر» من خلالها بأن حلّ تقسيم المنطقة إلى جملة من المناطق والتجمعات السكانية والدول المستحدثة، هو الحل الذي يريحها ويريح اسرائيل، وهنا لبّ القصيد الذي تتشارك جملة من القوى الدولية في تنفيذه، دولاً وقادة لعل أبرزهم، أوباما وبوتين وعدد من الدول والجهات والعصابات العميلة التي أطلقت إلى العنان جملة الأحداث التآمرية الحاصلة، وهي تستعد إلى مزيد من الإجهاز والانهاء والقضاء على أنفاس هذه المنطقة وإطفاء أية جذوة لا تزال مشتعلة في أماكن وجودها المختلفة، أما داعش، ففتشوا عنها أيها المتآمرون في أوكار مخابراتكم، فهي قد ولدت فيها،ومنها انطلقت وعلى هديها سُيرت، وستموت داعش في أوكار نشأتها بعد أن تؤدي دورها التي خلقت من أجله على أكمل وجه من العمالة والإجرام.