بعد غياب او استراحة فرضتها الاعياد ، عادت “الخماسية” لتتحرك امس الاربعاء بتوقيت مفاجئ، بعدما سُرّب خبر ان اجتماعا ستعقده اللجنة في مقر السفارة الاميركية في عوكر، من دون معرفة اذا كانت هناك من مستجدات حصلت واستدعت تحرك “الخماسية” من جديد بملف الاستحقاق الرئاسي ، لا سيما ان الجميع يعلم والخارج قبل الداخل، بان انتخاب الرئيس في لبنان لن يحصل قريبا ، وان الامر مرتبط بما يحصل في غزة، حتى ولو ان المعنيين يصرون على ان لا ربط بين الملفين.
وبالفعل استضافت السفيرة الأميركية ليزا جونسون في عوكر اعضاء “اللجنة الخماسية” بلقاء هو الاول، وتكون فيه الولايات المتحدة هي المضيف. وفيما بقي مضمون الاجتماع غير معلن، برزت في اليوم التالي اخبار تتحدث عن انزعاج سعودي من السفير المصري، الذي غاب عن تلاوة اي بيان كعادته بعيد الاجتماع ، وترافق هذا الامر مع تسريبات بان البخاري منزعج من “العراضات الاعلامية “التي يقوم بها سفير مصر. لكن اللافت اكثر كان تسريب خبر عن زيارة قام بها السفير المصري امس للسفير السعودي، مع تعمّد نشر صورة مصحوبة بخبر قال ان سفير السعودية استقبل سفير مصر.
فما الذي يحصل داخل “الخماسية”؟ وهل من تباينات فعلية وانزعاج من تحرك السفير المصري، الذي يسجل له نشاطه الديبلوماسي ولغته الاعلامية، التي يعجز اي طرف عن تسجيل موقف يدين الرجل او يوقعه؟
تعليقا على ما سرّب بالساعات الاخيرة من اخبار تتحدث عن شرخ بين اعضاء “الخماسية”، وانزعاج سعودي من السفير المصري ، رد السفير علاء موسى في اتصال مع “الديار” بالقول: ” كلمتان تختصران الموقف، وكل ما قيل كلام فارغ”، واضاف موسى مؤكدا على متانة العلاقة التي تجمعه بالبخاري، مشددا على “ان التنسيق قائم بين الطرفين، لا سيما حول عمل “الخماسية”، والبخاري صديق عزيز”.
ونفى موسى وجود اي خلاف داخل “الخماسية”، كاشفا ان الاجتماع بضيافة السفيرة الاميركية كان “ايجابيا”، اذ “شكل محطة تقييم للمرحلة السابقة، وبحث بما يمكن القيام به لتحريك الملف الرائسي اللبناني”.
وحول التاريخ الذي يحكى عنه، وهو نهاية ايار لانتخاب الرئيس، واذا كانت “الخماسية” هي التي اقترحت هذا التاريخ، شدد سفير مصر على ان “الخماسية” لم تقترح اي موعد، انما “عدد من القوى ومنهم قوى رئيسية تحدثت عن رغبة بانهاء الملف سريعا، والبعض تحدث عن اطار زمني هو نهاية ايار” ، وتابع قائلا : “ما دامت القوى تتحدث عن هذا التاريخ، والجميع مع انتخاب الرئيس اليوم قبل غد، فلتتم ترجمة هذا الامر على ارض الواقع”، معتبرا “ان هذا الاطار الزمني قد يساعد بالضغط باتجاه الاسراع لانجاز هذا الاستحقاق. ”
وعن طبيعة الحراك الجديد لـ “الخماسية”، واذا كانت تتجه لعقد اجتماعات جديدة مع الكتل ، اشار سفير مصر الى “ان التوجهات المقبلة لم تحددها الخماسية بعد”، وقال : “مع بداية الاسبوع المقبل سنرى كخماسية كيف سنتحرك، اما بلقاءات منفردة او بشكل جماعي”.
وكشفت المعلومات من مصادر موثوق بها ان زيارة السفير المصري للبخاري، التي تم تسريب خبرها امس مع صورة ، حصلت بالواقع قبل يومين اي قبل يوم من اجتماع “الخماسية” في ضيافة السفيرة الاميركية ، بحيث كان الطرفان اي السعودي والمصري ينسقان معا حول اجتماع “الخماسية” في اليوم التالي . وتؤكد المعلومات ان اعادة نشر الصورة امس، مع خبر استقبال سفير السعودية للسفير المصري، هدفها تعمّد دحض كل ما نشر عن خلاف مصري- سعودي، وعن انزعاج سعودي من السفير المصري علاء موسى.
على اي حال ، فالواضح حتى الساعة ان حراك “الخماسية” غير مبني على معطيات تفيد بان انتحاب الرئيس بات قريبا ، اذ تؤكد اوساط بارزة ان اعضاء “الخماسية” يدركون تماما ان هذا الاستحقاق مرتبط حكما بوقف العدوان على غزة ، وبـ “الديل” الذي سينتج من التسوية الكبرى المنتظرة في المنطقة، والتي سيكون لبنان جزءا منها، ما دامت جبهة الجنوب ستبقى مساندة لغزة حتى لحظة وقف العدوان الاسرائيلي ، تماما كما اعلنها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وكررها اكثر من مرة.
وعليه ، فكل الحراك الجديد القديم لن ينتج بركة رئاسية قريبة، وهدفه الاساس كما تقول الاوساط، هو اعادة بث الروح بالملف الرئاسي اللبناني وابقاؤه ضمن الاولويات ولو الكلامية لحين بلوغ ساعة الصفر، تختم الاوساط.