IMLebanon

اشتباك عين الحلوة: الاختبار الأول لـ«التيار الاصلاحي»

قتيلان وعشرة جرحى وبيوت وسيارات محترقة وشظايا زجاج في الشوارع ونزوح عائلات وصراخ أطفال، نتيجة خلاف «فردي» في حي طيطبا في عين الحلوة، بدأ ليل الأربعاء ثم تجدد ظهر أمس!

منذ أشهر طويلة، ارتاح المخيم من سيل الدماء وأصوات الرصاص والقذائف ونداءات التهويل والتحريض والنفير من المآذن. لكن النار تحت رماد الصراع بين «الشباب المسلم» (بقايا «فتح الإسلام» و«جند الشام») من جهة، ومجموعات من حركة «فتح» من جهة أخرى، اندلعت مجدداً حتى كادت تشعل المخيم.

أصل الاشتباك خلاف فردي بين عنصر «فتحاوي» في قوات الأمن الوطني الفلسطيني هو عبد سلطان، وعناصر من «كشافة المقدسي» التابعة لفادي الصالح، القريب من «الشباب المسلم». وأصيب خلال الاشتباك يحيى أبو السعيد مساعد محمد الشعبي المسؤول في «الشباب المسلم» إصابات متوسطة، ونقل إلى مستشفى الأقصى. وتجدد إطلاق النار في الحي ظهر أمس بعد وصول تعزيزات من «الشباب المسلم» من حي الطوارئ لمؤازرة «الكشافة». وامتد الاشتباك من الحي وصولاً حتى جوار مقر قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب في البراكسات. بدوره، سلطان، القريب من العميد محمود عيسى (اللينو)، المسؤول السابق لقوات الكفاح المسلح التابعة لـ «فتح»، استنفر عناصره المقيمين في الحي. وتبادل الطرفان إطلاق النار بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، في وقت كان فيه الإسلامي بلال بدر يوعز بالإعلان عبر مكبرات الصوت في بعض المساجد بتأهب عناصره ضد جماعة «اللينو». إلّا أن الاشتباك أدى إلى مقتل محمود سميح عثمان وجرح سبعة آخرين من قوات الأمن الوطني. في المقابل، جرح شخصان من الإسلاميين بينهم عبد فضة. لكنّ الرصاص الذي امتد إلى الشارع الفوقاني، أدى إلى مقتل المواطن المدني مهدي حسنة.

المؤشر الأخطر

هو تمدّد الاشتباك الى البراكسات التي تعدّ خارج حدود المخيم

ومع ساعات العصر، خفت حدة الاشتباك، إلى أن توقفت كلياً قبيل المساء بعد سلسلة اتصالات قامت بها مرجعيات فلسطينية ولبنانية، في مقابل دور لعبته «عصبة الأنصار» التي نزل عدد من مسلحيها المقنعين إلى الشارع الفوقاني للفصل بين طرفي الاشتباك.

يحمل الاشتباك الكثير من الدلالات بالنسبة إلى أنصار «اللينو»، خصوصاً أن الاشتباك وقع في منطقة يسيطر عليها الأخير، والذي يمهد لإطلاق ما يسمى «التيار الإصلاحي» ضمن حركة فتح، وقد شارف اللينو على الإعلان عنه رسمياً بعد شهر رمضان. وشاركت في الاشتباك عناصر تتبع لـ«اللينو» يقودها القيادي طلال الأردني. ورأت مصادر مقرّبة من «اللينو» أن الخلاف «يعدّ استدراجاً لتوريطه في اشتباك لا ينتهي لمصلحته ويؤدي إلى سيطرة الإسلاميين على حي طيطبا كما سيطروا على الطيرة والطوارئ وجزء من حطين». ولكن مصادر إسلامية فلسطينية تقول إن «اللينو استغل ما يجري لإظهار وجوده على الأرض، وإنه لا يزال الورقة الأقوى في حركة فتح، وإنه الوحيد الذي يستطيع مواجهة الإسلاميين».

في هذا الإطار، سجل انتقال 50 عنصراً من حي الطوارئ من بقايا جند الشام وفتح الإسلام باتجاه الحي قبيل تجدد الاشتباك ومرورهم من أمام نقاط تابعة للقوة الأمنية المشتركة. لكن المؤشر الأخطر هو تمدد الاشتباك حتى مقر أبو عرب في البراكسات التي تعد خارج حدود المخيم.

الاشتباك أعقب أسابيع من التهويل الإعلامي والشائعات التي ملأت المخيم من انفجار أمني مرتقب. وتحدثت مصادر عن دور لبعض القوى في تحريض الشباب المسلم على ما يسمى «التيار الإصلاحي» «الذي يستعد لضربهم استناداً إلى العلاقة الدموية بينهم وبين اللينو في السنوات الماضية»، بحسب مقربين من «اللينو». وقام «أبو عبد اللينو» بجولة على مرجعيات فلسطينية ولبنانية لوضعها في أجواء الإطلاق الرسمي للتيار المدعوم من القيادي الفتحاوي محمد دحلان، خصوصاً بعدما قيل عن نية الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعيين نائب له لم تعرف هويته بعد.