دهم صباح أمس عناصر من شعبة المعلومات في الأمن العام في الجنوب منطقة الشرحبيل في صيدا بحثاً عن مطلوبين، وأوقفوا الفلسطينيين ع. م. ومحمد م. وأحالوهما للتحقيق، علماً أنّ مهمة البحث عن مطلوبين آخرين متوارين لم تنتهِ، وهم قد يكونون على علاقة بالشبكات التي يفكّكها الأمن العام والتي قد تكون لها ارتباطاتٌ إرهابية وجرمية.
وفي السياق، كشف قيادي فلسطيني لـ«الجمهورية» عن تخوّفه من المرحلة المقبلة، لافتاً الى أنّها ستكون مليئة بالمفآجات الأمنية على صعيد المطلوبين خصوصاً المصري «أبو خطاب» وشادي المولوي اللذين طلبتهما جهات أمنية لبنانية من قيادات فلسطينية في المخيم وخارجه لخطورة ترابط الأهداف التي كشفها لدى مخابرات الجيش الموقوفون المرتبطون بخلية «داعش» ورأسها المدبر «أبو خطاب» المتواري في المخيم والذي يُعتبر المولوي «بنكاً» له مليئاً بالمعلومات التي زوّده بها لتنفيذ عمليات إرهابية في لبنان».
وقال القيادي إنّ «الحلّ الوحيد هو الإجماع السياسي الفلسطيني وهو ما نفتقده في قضية المطلوبين واتّخاذ قرار بشأن تسليم «أبو خطاب» والمولوي وغيرهما، والقيادة الموحَّدة قادرة على اجتراح المعجزات وإنّ الوضع ليس سليماً ولا يبشّر بالخير، إنما التفاهمات بين حركتي «حماس» و«فتح» في القاهرة يجب أن تنعكس على المخيمات وعين الحلوة في المقدّمة».
بدورها، قالت مصادر أمنيّة لـ«الجمهورية» إنّ «أبو خطاب» موجود في حيّ الطوارئ بحماية الإرهابي هيثم الشعبي، وإنه التقى ليلاً (ليل أمس) بالمولوي في حضور الشعبي وإرهابيين آخرين يرفضون تسليمه»، مؤكدةً أنّ إجراءات الجيش في محيط المخيّم مستمرة لمنع هروب «أبو خطاب» أو المولوي اللذين يُجريان محاولات مع آخرين لهذه الغاية، وهناك تنسيقٌ مع القوة المشترَكة الفلسطينية بقيادة العقيد بسام السعد والأمن الوطني الفلسطيني بقيادة اللواء صبحي أبو عرب.
وقد نفى أبو عرب لـ«الجمهورية» أن يكون قد تبلّغ من أيّ جهاز أمني لبناني أيّ خبر يتعلّق بـ«أبو خطاب»، لكنه أكّد «أننا متجاوبون الى أقصى حدّ مع الدولة وما تطلبه منا».
وللغاية، إنعقد لقاءٌ موسّع بين القوى الإسلامية برئاسة أمين سرّها الشيخ جمال خطاب وممثلين عمّا يُسمى «تجمّع الشباب المسلم»، في مسجد «النور»، حيث اتّفق المشاركون على دقة المرحلة، وانه لا بدّ من التعاطي الإيجابي لحماية المخيم وعدم السماح للعبث بأمنه داخلياً، وكذلك من غير المسموح لأحد أن يتّخذ المخيم وأهله رهينةً للعبث بالأمن في لبنان.
وكشفت مصادر من الاجتماع لـ«الجمهورية» أنّ موقف رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال الخطاب كان رمادياً وهو الذي قال إنّ المصريين في المخيم قلّة وأماكنهم معروفة، لكننا لا نعرف مكانَ «أبو خطاب»، مشيرةً الى أنّ مَن يعرف مكانه هو الخطاب تحديداً و«عصبة الأنصار الإسلامية» وهما الوحيدان القادران على تسليمه إن أرادوا الى الدولة واعتقاله بطريقة مشابهة لطريقة اعتقال وتسليم خالد السيد الى الأمن العام، لكنهما يرفضان ذلك، ويقولان مرة إنه إسمٌ مستعار ومرة أخرى إنه غير موجود في المخيم أو خرج منه بهدف التعمية على الحقيقة، علماً أنه موجود فيه وفي مكان يخضع لأمن العصبة ولإشراف الإسلاميين.