Site icon IMLebanon

إما… وإما!!

ترانا ونحن نتلقى هذا الدفق الذي لا ينقطع من “التخيير” بين المعادلات الضاغطة المتعاقبة بين تلبية الشروط المتصلة بملفي عرسال وجرودها والتعيينات الامنية والعسكرية وبينهما دوما ملف الرئاسة او كذا وكذا من احتمالات ميدانية وانقلابية وفراغية لا نعود نميز بين ما كان من زمن الوصاية السورية وزمن الجنوح نحو وصاية الشركاء المستقوين بهذا النمط التهويلي. بالامس كانت اصوات شديدة الشفافية والصراحة تقول ما معناه اما يقوم الجيش بتطهير جرود عرسال واما ستطهر ببنادق المقاومة. ثم اردفت اما ينتخب العماد ميشال عون واما الفراغ الى ما شاء الله. بمثل ذلك أيضاً يطرح موضوع تعيين قائد الجيش على نحو مذهل في استسهال تناول هذا الموقع بمثل ما يستسهل تناول اي وظيفة او موقع من دون اقامة ادنى اعتبار للحساسية الخطرة لتميز هذا الموقع العسكري خصوصا في الظروف المصيرية الحالية.

لسنا هنا في هلع على الحكومة التي سواء عطلت او بقيت عاملة بالحد الادنى لم يعد مصيرها اهم من مصيرنا جميعا ومصير لبنان برمته باعتبار ان اي تقويض لها سيرتد ربما باكثر مما يعتقد كثيرون على المعطلين انفسهم. ما يعنينا هو الى اين سيؤدي بنا نمط فرض معادلات الانصياع تحت وطأة التهويل وهل تراهم يدركون “هواة النوع” هذا الى اين يذهبون بنا وبهم في نهاية المطاف ؟

لقد غلبت ناحية ثابتة على الكثير من شهادات الشهود السياسيين امام المحكمة الخاصة بلبنان لجهة ترداد وتكرار الواقعة الاشهر في الظروف التي سبقت اغتيال الرئيس رفيق الحريري والمتعلقة بتلقي الرئيس الحريري ذاك التهديد الصارخ من الرئيس السوري بشار الاسد “بتكسير لبنان على رؤوسكم”. لن نذهب الى ما لا نريد تصديقه في مقارنة ذاك التهديد ببعض ما يسقط على رؤوسنا في هذه المتاهة. ومع ذلك افلا يثير هذا النمط من التفزيع الداخلي، وعلى السنة الشركاء وما يثيره من ردود فعل شديدة الحدة، بعضا من التماهي في استحضار معادلات التخيير بين المستحيلات او على الاقل حشر المؤسسات والقوى السياسية والناس في خانة التحسب لكل مخيف من خلال هذا النمط ؟

لقد راهن اللبنانيون على نضج كاف لدى جميع المقتدرين والنافذين اسوة بغير المالكين سوى اصوات التعبير على الابحار بسلام الحد الادنى وباستقرار الحد الادنى منذ اندلاع نيران الجحيم اللاهب في المنطقة وتحديدا في سوريا. ولعلنا لا نغالي ان تخوفنا ليس من شرارة الفتنة المذهبية التي لا تزال خطوط حمر تحول دون اشتعالها مقدار تخوفنا من صعود معادلات الفرض بالقوة القاهرة تحت طائل التهويل. فهل استحضار معادلات مشؤومة بات وحده سبيل المهولين ؟ ام تراهم لا يعترفون بان الاخطاء القاتلة لا يحتكرها من يخالفهم فقط؟