IMLebanon

«معارك لبنانية» على خلفية «الأمن الغذائي»

«معارك لبنانية» على خلفية «الأمن الغذائي»

بعد إعلان وزير الصحة لوائح بأسماء مطاعم مخالفة بعضها معروف بسمعته الجيدة

بيروت: كارولين عاكوم

اندلعت في لبنان «حروب» على أكثر من صعيد، على خلفية «الأمن الغذائي»، بعد إعلان وزير الصحة وائل أبو فاعور، وبالأسماء، عن بعض المحلات التي وجد بين منتجاتها أصنافا مخالفة لسلامة الغذاء في إطار «حملة إصلاحية». إذ تسبّب هذا الأمر في نشوب معارك كلامية «مناطقية» و«سياسية»، وما اعتبره البعض «تضاربا في الصلاحيات» بين الوزراء المعنيين، لا سيما أبو فاعور ووزيري الاقتصاد آلان حكيم والسياحة ميشال فرعون.

وكان وزير الصحة قد أطلق قبل يومين «قنبلة غذائية» بتسميته المطاعم المخالفة في عدد من المناطق اللبنانية بعضها معروف بسمعته الجيدة، وأضاف إليها يوم أمس لائحة جديدة واعدا بإعلان المزيد من الأسماء خلال الأيام المقبلة. وأكّد كذلك أن مطاعم من الفئة الأولى سيطالها تقرير النظافة، كما أنّ «المؤشرات الأولى لكثير من المطاعم في العاصمة بيروت مقلقة».

خطوة أبو فاعور «الغذائية» التي اعتبرت «سابقة» في لبنان وحوّلته بنظر البعض إلى «الوزير الملك» استدعت حملات إعلامية وشعبية لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت عبرها لائحة المحلات المخالفة. وان كانت معظم هذه الحملات مرحبّة، فإن بعضها الآخر وجد فيها ثغرات، مطالبا بالمزيد من الدقة وتحذير المحلات المعنية قبل التشهير بها، فيما لقي الوزير الدعم الأهم من رئيس الحكومة تمام سلام والنائب وليد جنبلاط، الذي ينتمي أبو فاعور إلى كتلته النيابية.

وفي حين غرد جنبلاط عبر «تويتر» قائلا «إنها معركة حماية المواطن، وكل الدعم لأبو فاعور في مواجهة الفساد وكارتل المطاعم»، أثنى سلام على الجهود التي يبذلها، وأكد دعمه له، وطلب منه التشدد في مراقبة نوعية الغذاء واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة في حق كل من يعرض صحة المواطنين للخطر. كذلك تحوّلت «الحرب الغذائية» إلى «حرب مناطقية سياسية»، وكان على رأسها وزير الرياضة السابق فيصل كرامي، ابن مدينة طرابلس، من خلال الردّ على فاعور بنشره صورة له وهو يتناول فطور «الكنافة» في محل حلويات «الحلاب» في طرابلس بعدما كان اسم المحل الطرابلسي أدرج على لائحة الأسماء المخالفة للشروط الغذائية، وهو الأمر الذي استدعى ردا من فاعور بالقول «لا أنتظر من كرامي سوى أكل القشطة».

وكان لـ«معركة التضارب بالصلاحيات» بين الوزراء المعنيين بهذه القضية حضورها الأهم. إذ رأى وزير الاقتصاد آلان حكيم أن على وزير الصحة أن يعالج الموضوع عبر تسطير محاضر ضبط أو اللجوء إلى القضاء والنيابة العامة من دون إعلان أسماء المؤسسات أمام الإعلام لكي لا يشهّر بها.

من جهته، اعتبر وزير السياحة ميشال فرعون أن «المعلومات التي كشفها أبو فاعور في ملف سلامة الغذاء بحاجة إلى مزيد من التدقيق والدراسة»، وقال إن «مؤتمر وزير الصحة الصحافي يضرب السياحة». وشدد على أن «أكثر من تسعين في المائة من المطاعم في لبنان سليمة ومطابقة للمعايير الصحية». ولأن المثل القائل «شرّ البلية ما يضحك»، وكعادة اللبنانيين، كانت حملة أبو فاعور سببا في اندلاع حملة مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلق الشباب العنان لنكاتهم المستهزئة من أحوالهم وأوضاعهم. لكن الأهم كانت الدعوات لتجنّب تناول المأكولات الجاهزة والاعتماد على المأكولات المنزلية، فكتب يوسف قائلا «مجدّرة أمي ولا كافيار المطاعم»، بينما قالت ليال «فلتحيا اللوبية بزيت». وفي صباح اليوم التالي لإعلان أبو فاعور عن اللائحة، كتب عماد يقول «اليوم كل اللبنانيين رايحين ع الشغل حاملين حقائب الطعام».

وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده أمس لإعلان لائحة جديدة بالمطاعم المخالفة، ردّ أبو فاعور على «تصدّي وزير الاقتصاد آلان حكيم لإنجازات وزارات الصحّة»، لافتا إلى أنه كان أوّل من دعا إلى التنسيق بين الوزارات، لكن لم يحصل بينها سوى اجتماع واحد.