أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان من لا ينتخب رئيسا للجمهورية يشبه «داعش»، معلنا انه لا يقبل بان يكون «العمل السياسي عمل حطابين، لكنني لا اقبل بتحطيبي او تلويني». وجدد رفضه للمؤتمر التأسيسي ولصيغة المثالثة .
كلام الراعي جاء في عشاء التجمع المسيحي- اللبناني الاوسترالي وحضره ممثلون عن كل الطوائف اللبنانية، حيث حدّد البطريرك زوايا اربعاً يحتاجها لبنان للحفاظ على وجوده، هي الدستور والميثاق والصيغة والجيش اللبناني، قائلا «اكبر اذلال هو قطع الرأس، أتى «داعش» من ندّد به المسلمون والمسيحيون والبشرية كلها، لقطع رؤوس الناس، وان من لا ينتخب رئيسا للجمهورية كأنه بتر الرأس عن الجسم اللبناني، أليس هذا جريمة؟، لا والف لا لعدم انتخاب رئيس، ولا لعدم تأمين النصاب، والف لا لعدم التئام المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية الليلة قبل غد».
فراغ الرئاسة
اضاف «نحن عضو اساسي ومؤسس في الجامعة العربية، ومن دون رئيس يكون كرسي الرئاسة فارغا، فمن لديه شرف وكرامة يقبل هذا الواقع»، وقال «لا نقبل ان يكون العمل السياسي عمل حطابين، احترم الجميع، ولكنني لا اقبل بتحطيبي او تلويني، وسبق ان اعلنت هذا الامر فانا لوني لبنان»، مشيرا الى اهمية الحفاظ على جناحي لبنان المسلم والمسيحي.
وواصل البطريرك الراعي زيارته الراعوية الى ابرشية اوستراليا، فزار أول مدينة بيلبن في منطقة ريتشمون حيث وضع الحجر الأساس لبناء مركز لمعالجة المدمنين على المخدرات والكحول التابع للابرشية.
ومن بيلبن انتقل الراعي والوفد المرافق الى رعية مار جرجس في تورنلي، حيث كان في استقباله الرؤساء العامون وحشد من الكهنة ومن ابناء الرعية يتقدمهم عدد من النواب.
وأمس ترأس الراعي القداس الالهي في كنيسة مار شربل في بانشبول، بعد ازاحة الستارة عن تمثال ضخم للقديس شربل في باحة كنيسة الدير للنحات نايف علوان.
احترام مفهوم الدولة
ووجه الراعي نداء إلى الجماعة السياسية والسلطة العامة في لبنان، دعاها لاحترام مفهوم الدولة وغايتها، وذلك باحترام الدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية. وقال :ندعو المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية اليوم قبل الغد، كما يأمره الدستور. واحتراما للدستور والميثاق الوطني الذي هو روحه، على المجلس النيابي، بل كان عليه منذ 25 آذار الماضي، إنتخاب الرئيس المسيحي، الوحيد في كل الشرق الاوسط، على رأس الدولة الذي يضمن العيش المشترك المسيحي – الإسلامي في لبنان، ويحافظ على الصيغة الميثاقية التي تميز لبنان وتجعله نموذجا في محيطه العربي. فالرئيس هو ضامن وحدة الشعب، وحامي الدستور والميثاق، ومعزز صيغة المشاركة في الحكم والإدارة بالمساواة والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ضمن نظام ديموقراطي يستمد سلطته من الشعب، ويقر بجميع الحريات العامة وبشرعة حقوق الإنسان. وعلى هذا الأساس لا يحق للسلطة السياسية في لبنان ولمجلس النواب تحديدا الإمعان في مخالفة الدستور وانتهاك الميثاق الوطني والصيغة اللبنانية، ونحذر من المساس بها عن طريق مؤتمر تأسيسي أو لبدعة نظام مثالثة».