في مناسبة الذكرى 71 لاستقلال لبنان، اعتبر الرئيس سعد الحريري ان «الشعور بالمرارة لهذا العام، كما في مستهل الدورة الرئاسية الماضية، يصبح مضاعفا، بسبب غياب رأس للدولة يمثل رمزيتها الوطنية والدستورية ويعبّر عن روح الصيغة التي قامت عليها دولة الاستقلال، وبسبب الحرقة التي تعيشها امهات وزوجات وآباء واولاد العسكريين المخطوفين، ويتردد صداها في بيوت اللبنانيين جميعا».
وقال في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي «تجمع القيادات واصحاب الرأي على ان يوم الثاني والعشرين من تشرين الثاني لهذا العام، هو يوم حزين مشوب بالقلق على الحاضر والمستقبل، خلافا لمعظم ايام الاستقلال التي مرّت منذ العام 1943. صحيح ان العديد من المآسي والحروب تعاقبت على ايام الاستقلال، وحجبت عن اللبنانيين فرحة الاحتفال بعيدهم الوطني، وإقامة العروض العسكرية في العاصمة وتنظيم الاستقبال التقليدي في القصر الجمهوري، ولكن الشعور بالمرارة لهذا العام، كما في مستهل الدورة الرئاسية الماضية، يصبح مضاعفا، بسبب غياب رأس للدولة يمثل رمزيتها الوطنية والدستورية ويعبر عن روح الصيغة التي قامت عليها دولة الاستقلال، وبسبب الحرقة التي تعيشها أمهات وزوجات وآباء وأولاد العسكريين المخطوفين، ويتردد صداها في بيوت اللبنانيين جميعا».
اضاف «امر مُشين ومُريب، ان يحل عيد الاستقلال وليس بيننا رئيس للجمهورية، يعطيه الدستور حصراً شرف القسم للمحافظة على استقلال الوطن وسلامة اراضيه. وما الاستقلال، إذا لم يكن ترجمة لمفاهيم السيادة والحرية والعدالة وتداول السلطة، بل اي معنى يبقى من الاستقلال إذا كانت الغاية من الحياة السياسية استبدال سلطة الانتداب بسلطة الفراغ في المؤسسات الدستورية»، واشار الى ان «الإصرار على الدوران في حلقة الشغور وإبقاء رئاسة الجمهورية رهينة متغيرات خارجية، هو إصرار على بقاء لبنان في دوّامة الانقسام والضياع، واكبر إساءة توجه لتلك النخبة من رجال لبنان، التي صنعت الاستقلال وجعلته قاعدة لولادة الميثاق الوطني وتأكيد صيغة العيش المشترك».
وتابع «عيد الاستقلال مناسبة لتجديد الدعوة إلى خارطة الطريق التي تحمي لبنان من العواصف المحيطة، والمبادرة من دون ادنى تأخير لإجراء مشاورات للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، يضع في اولوياته إحياء الحوار الوطني وتعطيل الغام الفتنة، وفكّ الاشتباك الأمني والعسكري مع الحرب السورية.هذه الخارطة تشكّل القاعدة المتينة للاستقرار المطلوب، والبيئة الحاضنة للجيش ودوره في ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب واسترداد العسكريين المخطوفين، وجسر العبور إلى دولة الاستقلال التي كانت وستبقى محط انظار جميع اللبنانيين».
وختم الرئيس الحريري «خلاف ذلك، نواصل سياسة الهروب إلى الأمام ونتحصّن وراء العناد السياسي وطرح الحلول المستحيلة، لنبرر لأنفسنا كسر قواعد الإجماع الوطني واستسهال التفرد بالقرارات المصيرية وحشر البلاد في المربعات الصغرى للحرائق الإقليمية».
ومن جهة ثانية، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري، في بيان، انه «لمناسبة التغييرات الأخيرة في الفاتيكان، والتي تم بموجبها تعيين المونسينيور دومينيك مامبرتي رئيساً لمحكمة التوقيع الرسولي، والمونسينيور ول غالاغر مكانه في أمانة السر للعلاقات مع الدول (وزير خارجية)، بعث الرئيس سعد الحريري برسالتي تهنئة الى كل منهما، متمنياً ان يبقى لبنان، الذي أولاه الفاتيكان باستمرار إهتماماً خاصاً مع الباباوات المتعاقبين، موضع إهتمامهما هما أيضاً في منصبيهما الجديدين.