سلام تلقى اتصالا من هولاند:اداء بعض السياسيين غير ناضج
الرئيس الفرنسي يتصل برئيس الحكومة مؤكدا الدعم وانتخاب رئيس
سلام ينتقد الاداء غير الناضج للسياسيين
والحراك الحواري في ملعب الافرقاء اللبنانيين
كتب عبد الامير بيضون:
فتح قرار الحكومة الغاء الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ71 للاستقلال، بفعل الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، الباب واسعاً أمام تحرك ضاغط من قطاعات «المجتمع المدني» و«الجسم النقابي» من أجل انهاء الشغور الرئاسي، فنظمت تظاهرة حاشدة حملت الاعلام اللبنانية الى القصر الجمهوري في بعبدا، شارك فيها رجال دين من كل الطوائف والمذاهب، كما أقامت منظمات شبابية احتفالاً في ساحة الشهداء، وسط بيروت، حيث ركز الخطباء على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد…».
هذا، وفي وقت تتجه الانظار من جديد الى الاطلالة المتوقعة للرئيس سعد الحريري، الخميس المقبل، من على شاشة الـL.B.C، والوقوف على مآل الدعوة الى الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» – وذلك بعد اعلان السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري ان «ربط الحوار اللبناني بمواقف المملكة في غير مكانه…» – في حين ان العمل على انجاز توافق ينهي الشغور في السدة الرئاسية، كان رئيس الحكومة تمام سلام يتلقى رسالة تهنئة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة عيد الاستقلال، أكد فيها «حرص بلاده على العمل لمصلحة وحدة لبنان واستقلاله وسيادته…» داعياً الى انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن… آملاً في تعزيز العلاقات ولافتاً الى «وضع المبادرة الفرنسية – السعودية موضع التنفيذ لناحية تعزيز قدرات الجيش ما سيسمح له باداء مهامه اداء أفعل في مجال مكافحة الارهاب».
سلام: الاداء السياسي غير ناضج
من جانبه فقد شدد الرئيس سلام في حديث اذاعي على «عدم الاستسلام في مواجهة التحديات…» لافتاً الى أنه «لا يمكن اعفاء أحد مما وصلت اليه الأمور في لبنان، ولكن المسؤولية تقع على القيادات…».
وإذ رأى سلام، ان «الوضع في البلد متماسك حتى الآن لعوامل عدة…» إلا أنه لم يكتم تخوفه من ان الاداء السياسي غير الناضج وغير المسؤول لبعض القيادات يجعل البلد في حال جمود ومراوحة من دون امكان التوصل الى حلول سياسية للخروج من المأزق».
وأشار الى ان «بلداً مثل لبنان لا يمكن ان يستمر متعافيا ما لم تكن هناك تسويات بين أهله، وعلى الجميع العمل باتجاه التسوية التي تحفظ مكانة الجميع، ولكن ليس على حساب الآخر، ربما مرحلياً الظروف الخارجية غير مؤاتية لمساعدتنا على هذه التسوية…» لافتاً الى ان «ما هو متوافر خارجياً اليوم في اتجاه لبنان محصور، فقط بمنعه من الانهيار والحؤول دون تفككه لان لبنان يتأثر بالخارج…».
الحوار من مستلزمات التوافق
ورداً على سؤال عن اعتبار بعض الأطراف ان التسوية يجب ان تقوم بين الأقوياء، ومن هم الأكثر تمثيلاً في الرئاسات الثلاث، وإلا فليأتِ الرؤساء الثلاثة توافقيين، قال سلام: «هذه توصيفات للهروب من مواجهة الحقيقة، وهي أنه لا يمكن التوصل الى نتائج إلا من خلال التوافق…» سائلاً «لماذا الا نخضع موضوع انتخاب رئيس للجمهورية للتوافق…» لافتاً الى ان «للتوافق مستلزمات أبرزها الحوار والانفتاح والاعتراف بالآخر…».
وعن دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، أكد سلام أنه «ومن موقعه مستعد ان أكون أيضاً عاملاً مساعداً ومؤازراً له…».
الرئيس من الخارج معيب
وفي مناسبة الاستقلال نظمت مدرسة الجمهور نشاطاً طالبياً حضره الرئيس العماد ميشال سليمان، تخللته عروض طالبية لتكريم العلم اللبناني والمؤسسة العسكرية. وكانت للرئيس سليمان كلمة أكد فيها للطلاب: «ان ايمانهم بلبنان يقوي الدولة اللبنانية» ومعترفا بأننا «لم نقم بواجبنا في شكل كاف لحماية استقلال لبنان، لكن كل الدول التي حكمته حكمت الارض والجغرافيا من دون ان تحكم المواطن اللبناني…» ورأى ان «الاستقلال من دون ديموقراطية لا يتحقق، والديموقراطية لا تتحقق إلا من قبل الاحرار…» ليخلص الى القول إنه «من المعيب ان نقول أنه لا يأتي رئيس جمهورية على لبنان إلا بعد ان يرضى رؤساء الدول الشقيقة، فهذا حقاً معيب يحق الاحرار والوطنيين»
تمنيات عونية
من جهته أعرب رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون عن «حزنه لأنهم حذفوا الاحتفال بالاستقلال لأسباب غير موجبة»، مؤكداً ان «مصير لبنان لا يتحدد في 23 أيلول، وهو كان وطناً قبل 23 أيلول وسيبقى… ورئيس الجمهورية لا يخلق وطناً وشعباً سواء انتخب في 23 أيلول أم لم ينتخب، والشعب هو الذي يخلق الوطن والجمهورية ويمارس السيادة، ونحن كشعب موجودون لا تتغير علينا الظروف». متمنياً ان «يكون لدينا في السنة المقبلة رئيس لنعيد عيد الاستقلال…»
الجميل: لماذا لا نلتقي كقادة مسيحيين؟
من جانبه، وفي الذكرى الـ78 لتأسيس حزب الكتائب، أطلق الرئيس أمين الجميل «نداءً» خماسي الابعاد لاستعادة الاستقلال، ولانتخاب رئيس للجمهورية، لتحديث ميثاق الشراكة، ولبناء دولة قوية… والأهم اننا نملك وحدنا قرار تحقيق هذه الانجازات….
واعتبر الجميل ان «التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية لم يعد موقفاً سياسياً تكتيكياً لتعزيز موقع فريق على فريق، او تعزيز موقع مرشح على مرشح آخر، بل أصبح موقفاً استراتيجياً لتغيير الواقع اللبناني والجمهورية اللبنانية… وهي مغامرة لا أحد يستطيع ضبطها لا بالقوة ولا بالقانون ولا بالدستور ولا بالحوار…» مستخلصاً عبرة ان «لا أحد سيربح في لبنان، لا القوي ولا المستقوي، لا حامل السلاح ولا غيره، لا المسيحي ولا المسلم…» سائلا» «لماذا لا نلتقي في جلسة حوار واحدة لنتفق على قرار واحد هو انتخاب رئيس الجمهورية؟ ولم لا نلتقي أولاً كقادة مسيحيين…»؟!
الحريري: انتخاب الرئيس أولوية
وفي احتفال اقامه قطاع الرياضة في «منسقية جبل لبنان الجنوبي» في «تيار المستقبل»، أكد أمين عام التيار احمد الحريري ان «انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد يجب ان يكون أولوية الأولويات…» ورأى ان «من أقصى سعد الحريري أقصى نفسه، سعد الحريري يحكم كل يوم ومن أقصاه يحاكم كل يوم…».
الوجع بعدم انتخاب رئيس
بدوره رأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن، في احتفال أحيته «جمعية باسل الاسد الثقافية – الاجتماعية» في بعلبك، بذكرى الاستقلال «ان لبنان يتعرض لضغوط وتحديات أمنية تضغط عليه، والوجع بعدم انتخاب رئيس»… ونحن لدينا مرشح ندعمه ونؤيده، ولم يحصل انتخاب لأن القوى السياسية لم تتفق على مرشح واحد حتى الآن يستطيع تأمين النصاب القانوني…» املاً «في ان نتوصل الى اتفاق نتمكن فيه من انتخاب رئيس للجمهورية…».
«القوات» مبادرة عون مشروطة
وخارج هذا السياق العام، فقد حضر الاداء الحكومي على لسان عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا الذي شبه الوضع اليوم بما كان عليه أيام الانتداب الفرنسي… ورأى ان «حكومتنا الحالية، التي اخترعت بدعة عند تشكيلها من أجل حل مشكلة صلاحيات الرئيس في اصدار المراسيم، عبر توقيع الجميع داخل الحكومة على المراسيم». وقال: «ما لم نفهمه هو تحول هذه الحكومة الى «مجلس ادارة» لكل عضو الحق في تعطيل قرارات مجلس الوزراء، اذا لم يكن مستفيداً منها».
وعن مبادرة الجنرال عون الأخيرة، قال زهرا: «اذا استطاعوا ان يقنعوا باقي الكتل النيابية بحصر الترشيحات بمرشحين اثنين نحن مستعدون للمعركة اليوم قبل الغد…».
الحراك المدني رفضاً للفراغ والغاء الاحتفال
إلى ذلك، وتحت عنوان «لغيتو الاحتفال، بس نحنا الاستقلال»، فقد نظمت جمعية «فرح العطاء» والمدارس الرسمية والخاصة في لبنان، وبدعوة من نقابة المحامين في بيروت، مسيرة حاشدة لهيئات المجتمع المدني، من مستديرة الصياد (في الحازمية) الى مدخل القصر الجمهوري في بعبدا، تحولت تحركات أخذت الغاء الاحتفال بالاستقلال مناسبة لتشدد على انتخاب رئيس للجمهورية…
فقد القى نقيب المحامين جورج جريج كلمة حضّ فيها على «لبننة انتخاب رئاسة الجمهورية وتنفيذ اوامر الدستور…» وقال: «لا يحق لنا ان نلوذ بالصمت، كما لا يحق لنا ان نعتمد الثرثرة الغوغائية… من حقنا ان تكون لنا جمهورية محترمة، من حقنا ان تقوم دولة قادرة، وان ينهض رئيس للبلاد…» رافضاً «ان يقف لبنان في الصف بانتظار دوره على أجندة الدول او ان يرحل الى غرفة الانتظار او ان يتسكع على عتبة الباب العالي، بانتظار كلمة السر…» مؤكداً ان «الشريعة الأولى الآن (هي) انتخاب رئيس للجمهورية… وما يحصل هو القضاء بالتقسيط على موجودات الدولة، ونوع من اهدار دم الجمهورية وهذا لن يكون» لافتاً الى ان «الشغور بعد مضي سبعة اشهر تحول الى فراغ، صرنا على تماس مباشر مع المخاطر الكيانية الوجودية، والآتي أعظم…» متسائلاً: «هل ننتظر وصاية جديدة، احتلالاً جديداً، وضع يد جديداً، وساطة جديدة، طائفاً جديداً، دوحة جديدة…»؟.