استوقفني التصريح الذي أدلى به المعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله» الحاج حسين الخليل، بعد لقائه في الرابية النائب ميشال عون، وهو يشدّد على أنّ العلاقة بين الحزب و«التيار الوطني الحر»، انتقلت من علاقة تفاهم الى علاقة وجود تكاملي، ليضيف قائلاً «إنّ الحزب و«التيار» أصبحا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى..»؟!
ذكرتني هذه الأقوال بيوم انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان في العام 2007 بعد الأحداث الشهيرة يوم احتل «حزب الله» بيروت، ومجيء وفد جامعة الدول العربية الى لبنان، الذي دعا القيادات اللبنانية للذهاب الى الدوحة… يومها اتصل الجنرال عون باللجنة العربية التي نفت أن يكون لديها أي جواب، وأنّ مسؤوليتها محصورة بالدعوة فقط… فاتصل الجنرال المتقاعد عون بحليفه «حزب الله»، وطلب التحدّث مع الأمين العام السيّد حسن نصرالله، فأجابه المعاون السياسي بأنّ السيّد ليس على السمع… وبعد ساعة اتصل الخليل بالجنرال وأبلغه بأنّ السيّد «قد وعد»، فقال له الجنرال إنّ السيّد وعده بتأييده في معركة رئاسة الجمهورية، فكرّر المعاون القول: «إنّ السيّد قد وعد..».
كرّر المعاون السياسي القول إنّ التعاون بين «الحزب» و«التيار» كامل، والمفارقة أنّ الحزب مع التمديد لمجلس النواب بينما «التيار» رفض النزول الى المجلس.. ولم يكتفِ بذلك، بل تقدّم أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان بالطعن أمام المجلس الدستوري… فأجاب الخليل «إنّ هذه من الصغائر العابرة..».
لقد كرّم السيّد نصرالله الجنرال السابق، عندما قال ليلة العاشر من محرّم (عاشوراء) «عندما يكون لدي شخصية مثل شخصية الجنرال عون، على مستوى الزعامة الوطنية يمثل قمّة الزعامة الوطنية، رجل صاحب قرار ليست لديه أجندة خارجية على مستوى الزعامة المسيحية، زعيم أكبر كتلة مسيحية، ويكاد يكون الزعيم الأوحد في لبنان، وفي منطقة الشرق الأوسط للمسيحيين، بشكل طبيعي، إذا أردت التفاهم على إنسان يتبوّأ هذا المقعد الرئاسي يجب أن يكون رجلاً مثل الجنرال عون… وهذه نقطة على السطر…».
هناك مثل يقول «عندما تريد أن تذبح الخروف فعليك أن تضربه ابر مياه لكي يوزن أكثر…»؟! بمعنى أنّ كل هذا «النفخ» بالجنرال ليس إلاّ لكي يستغني عنه عندما يحين الوقت… وهنا نسأل السيّد، انّه لو جاءت الأوامر العليا من «ولاية الفقيه» بالإستغناء عن الجنرال، فماذا كان سيفعل، وكيف سيقول للجنرال إنّه استغنى عنه؟!
أمّا الحديث عن زعامة الجنرال عون المسيحية، فنحن لو عدنا الى الانتخابات الأخيرة لوجدنا أنّ زعامته تراجعت، وعلى سبيل التذكير نورد ما يلي:
– لقد سقط في الاشرفية جميع مرشّحي الجنرال في الانتخابات الأخيرة.
– وسقط جميع مرشّحيه في دائرة زحلة – البقاع الأوسط.
– وسقط مرشّحوه في البترون.. ومن بينهم صهره الوزير «غير شكل» جبران باسيل، الذي سقط للمرّة الثانية فكافأه الجنرال بتعيينه وزيراً في كل الحكومات، وعلى ما يظهر «الى أبد الآبدين».
والدوائر التي نجح فيها «التيار» كانت هي الدوائر التي يوجد فيها كثافة أصوات شيعية..
أمّا الانتخابات الطالبية في الجامعات وانتخابات النقابات المهنية، فقد دلّت على مدى تراجع شعبية «التيار» وسجلت سقوطاً ذريعاً، على نحو ما حدث في الـL.A.U، وفي انتخابات نقابة المحامين في طرابلس؟!.
عوني الكعكي