IMLebanon

عشرات الشاحنات اللبنانية عالقة جراء معارك سورية.. وطريقها للخليج مهدد

عشرات الشاحنات اللبنانية عالقة جراء معارك سورية.. وطريقها للخليج مهدد

وزير الزراعة اللبناني لـ («الشرق الأوسط»): تنتظرنا أزمة اقتصادية جديدة

بيروت: بولا أسطيح

تتهدد المعارك الدائرة عند الحدود الأردنية – السورية، بين النظام السوري ومعارضيه، شريانا حيويا يربط لبنان بدول الخليج العربي اقتصاديا. وتخوف وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب من أزمة جديدة سوف تضرب هذا القطاع بعد اقتراب المعارك من معبر النصيب الذي يربط سوريا بالأردن، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «وجعا كبيرا ينتظرنا».

وتفاقمت في اليومين الماضيين أزمة تصدير البضائع اللبنانية وبالتحديد المنتجات الزراعية إلى الدول العربية بالتزامن مع احتدام المعارك على الحدود السورية – الأردنية على تخوم المعبر الوحيد الذي كان لا يزال متاحا للشاحنات بعد أكثر من 3 سنوات ونصف السنة على اندلاع الأزمة في سوريا، وهو معبر نصيب.

وأعلن 13 فصيلا من كتائب المعارضة السورية في الجبهة الجنوبية قبل أقل من أسبوع عن إطلاق معركة «أهل العزم» للسيطرة على 3 نقاط أساسية هي حاجز جسر أم الميادن الطبية وحاجز المعصرة وحاجز الكازيات، وكلها نقاط واقعة على أتوستراد دمشق – عمان الدولي وتبعد كيلومترات قليلة عن المعبر الحدودي.

وأدّت المعارك المحتدمة هناك إلى قطع الطريق أمام مئات الشاحنات اللبنانية والسورية التي كانت تحمّل بمعظمها إنتاجا زراعيا لبنانيا فعلقت ما بين 200 و250 شاحنة، بحسب رئيس تجمّع المزارعين في البقاع إبراهيم ترشيشي على بُعد نحو كيلومتر واحد من المعبر.

وأوضح ترشيشي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أحد سائقي الشاحنات وهو سوري الجنسية توفي جراء المعارك فيما احترقت 3 شاحنات كانت تحمل فواكه وخضار»، لافتا إلى أن سائقي عدد من الشاحنات نجحوا بالوصول إلى الحدود الأردنية بجهود بذلها وزير الزراعة أكرم شهيب.

من جانبه، أوضح شهيب لـ«الشرق الأوسط» أنه بادر إلى التواصل مع السلطات الأردنية التي أمنت وصول السائقين اللبنانيين إلى أراضيها، بعد أن علقوا بين ناري القوات السورية والمعارضة. وأشار إلى أنه «لم يعد هناك من طرقات آمنة نحو الأردن حيث يصدر كل الإنتاج اللبناني الزراعي والصناعي إلى دول الخليج العربي». وأوضح أن «السلطات اللبنانية كانت نجحت في وقت سابق بتأمين عبور التفاح اللبناني إلى مصر وليبيا بحرا، وهي تفاوض روسيا لفتح أسواقها للإنتاج اللبناني، لكن إقفال الطريق البري سيصيب لبنان بأزمة جديدة نحن في غنى عنها، تضاف إلى الأزمات الكثيرة التي خلقها الصراع القائم في سوريا للبنان».

وأمل ترشيشي أن تكون المعركة قصيرة وتعود الحركة على المعبر السوري – الأردني إلى طبيعتها باعتباره شريانا حيويا للقطاع الزراعي في لبنان، وقال: «ما بين 70 و100 شاحنة تتجه يوميا من لبنان إلى الأردن عبر هذا المعبر محملة بنحو 3000 طن من المنتجات الزراعية». ويشكل معبر نصيب بوابة لبنان لتصدير البضائع لكل الدول العربية وبالتالي استمرار المعارك طويلا قد يكون له انعكاسات خطيرة جدا على القطاع الزراعي اللبناني.

واستبعد ترشيشي أن تمنع المعارضة السورية في حال استولت على المعبر الحركة عليه، مشددا على أنّه «لا مصلحة لأي طرف بذلك كونه باب رزق للبنانيين والسوريين على حد سواء»، وأضاف: «كما أن لا مصلحة للأردن على الإطلاق بتعطيل المعبر وخاصة وأنّه الوحيد المتاح أمام الشاحنات».

ومنعت مديرية الجمارك اللبنانية الشاحنات اللبنانية المتجهة إلى سوريا والأردن في اليومين الماضيين من عبور نقطة المصنع عند الحدود اللبنانية – السورية في البقاع شرق البلاد إلى حين تبلور صورة الوضع الميداني على الحدود السورية الأردنية. وأوضح ترشيشي أن رحلة الشاحنات من الحدود اللبنانية إلى تلك الأردنية تستغرق عادة 24 ساعة إلا أنها وبعد توتر الأوضاع الأمنية باتت تطول أحيانا لـ3 أيام.

ونقلت وكالة «بترا» الأردنية عن مصدر حكومي لبناني قوله إن «السلطات اللبنانية تلقت تأكيدات أن لا إصابات بين اللبنانيين في صفوف سائقي الشاحنات على الحدود السورية الأردنية وأن قافلة الشاحنات اللبنانية في طريق العودة إلى لبنان».

وكان الهدف البعيد المدى لكتائب المعارضة السيطرة على معبر نصيب، الذي لا تزال قوات النظام تتحصن فيه، بعدما كان الجيش السوري الحر المعارض سيطر قبل أكثر من 6 أشهر على المعبر القديم «إلا أن تمادي الطيران الحربي السوري بقصف المدنيين في القرى المحيطة للمعبر، دفع الفصائل المقاتلة لخوض معركة السيطرة على المعبر بشكل مبكر»، هذا ما أكده عضو المجلس العسكري في الجيش الحر أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «أهداف معركة (أهل العزم) تحققت وبالتحديد السيطرة على منطقة أم الميادن والمعصرة وانسحبت قوات النظام إلى معبر نصيب».

وأضاف العاصمي: «النظام ارتكب مجزرة في قرية نصيب صباح اليوم (أمس) ما أدّى لمقتل عائلة بأكملها وهي ردة فعل على سيطرة المعارضة على المنطقة الجنوبية بشكل شبه تام، وخصوصا لخسارته حاجز أم الميادن، وبذلك يكون استعجل المعركة للسيطرة على معبر نصيب».

واعتبر أبو عاصمي أن «المعركة لن تكون سهلة فالمعبر هو الشريان الأساسي والأخير له مع الأردن». وأضاف: «الطريق حاليا مقطوع أمام الشاحنات القادمة من لبنان أو من أنحاء سوريا نظرا لاحتدام المعارك، لكننا سنسعى بفترة لاحقة إذا حصل وقف إطلاق نار أو إذا نجحنا بالسيطرة على المعبر لتسهيل حركة الشاحنات وتسيير مصالح المواطنين أن كان اللبنانيين أو السوريين أو الأردنيين والأتراك على حد سواء».