مقتل جندي لبناني في الشمال.. والجيش يصد محاولة للاستيلاء على أحد مواقعه شرقا
استمرار عمليات الدهم لمراكز تجمع النازحين السوريين
بيروت: بولا أسطيح
فتحت يوم أمس جبهة جديدة لضرب الجيش اللبناني من خلال استهداف عناصره على الطرقات أثناء انتقالهم إلى مراكز عملهم، وتزامنت العملية التي نفذها مجهولون في منطقة عكار الشمالية وأدت إلى مقتل جندي وجرح آخر مع صد وحدات الجيش منتصف الليل محاولة تسلل «مجموعة إرهابية» إلى أحد مراكزه في منطقة عرسال شرق البلاد.
وأعلنت قيادة الجيش أن «مجهولين يستقلان دراجة نارية في بلدة الريحانية في عكار شمالا، أطلقا النار من سلاح حربي باتجاه عسكريين من الجيش كانا يتجهان إلى مركز عملهما، مما أدى إلى استشهاد أحدهما وجرح الآخر»، وأشارت إلى أنه بوشر التحري عن مطلقي النار وملاحقتهما في الأماكن المشتبه في لجوئهما إليها.
ونفذ الجيش على الأثر انتشارا واسعا وسيّر دوريات مؤللة، وأقام حواجز ثابتة له في عدد من المناطق القريبة من موقع الحادثة، ووسع عمليات مداهماته التي طالت تجمعات ومراكز إيواء لنازحين سوريين في بلدة البيرة ومدينة جبيل في الشمال. وأفيد بتوقيف سوريين «للاشتباه في ارتباطهم بتنظيمات إرهابية».
وقطع عدد من أهالي قرى عكار الطريق الرئيسة التي تربط المنطقة بالعاصمة بيروت، مستنكرين الجريمة ومطالبين بكشف الجناة ومعاقبتهم وأكدوا تضامنهم مع الجيش.
وعد نائب رئيس الأركان للعمليات السابق في الجيش اللبناني، اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، أن «هدف الإرهابيين من استهداف الجنود أثناء انتقالهم إلى مراكز عملهم هو (ضرب معنوياتهم)»، مشددا على أن لا إمكانية على الإطلاق لدعوة العسكريين للتنقل بزي مدني باعتبار أن ذلك «يحقق هدف الإرهاب بضرب معنوياتهم وهيبة المؤسسة العسكرية».
واستبعد شحيتلي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تطول عملية إلقاء القبض على المسلحين الذين استهدفوا العنصرين في عكار، عادا أجهزة الدولة قوية كفاية وقادرة على ملاحقة الفاعلين لعدم تكرار عمليات مماثلة. وقال: «الجيش قادر على أن يتصدى لكل المعارك المفتوحة مع الإرهابيين على أكثر من جبهة والمطلوب أن تأخذ قوى الأمن الداخلي دورها من خلال رفع جهوزيتها لتولي الأمن في الداخل اللبناني، مما يريح الجيش ويجعله يركز على التصدي للإرهاب وضبط الحدود». ونبه شحيتلي إلى إمكانية «اندلاع مواجهة مع الإرهابيين في المنطقة الممتدة ما بين راشيا وطريق الجامعة العربية شرقا، خاصة إذا ما سهلت إسرائيل مرورهم ولوجود خلايا إرهابية نائمة في المنطقة».
وكان الجيش خاض مواجهات عنيفة مع عناصر تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» مطلع أغسطس (آب) الماضي في بلدة عرسال شرق البلاد، مما أدى إلى مقتل عدد من عناصره وأسر عدد آخر.
وأعلن الجيش أمس، أن وحداته المنتشرة في منطقة وادي حميد – عرسال شرقا، تصدت لـ«مجموعة إرهابية مسلحة حاولت التسلل إلى أحد المراكز العسكرية»، وقال بيان للجيش إنه جرى الاشتباك معها بالأسلحة المناسبة، «مما أجبر العناصر الإرهابية على الانسحاب والفرار باتجاه الجرود». وأضاف: «كما تعرض مركز تابع للجيش في محلة المصيدة – عرسال لإطلاق نار من داخل مخيم للنازحين السوريين القريب من المركز، وقد ردت قوى الجيش على النار بالمثل، وتعمل على تعقب مطلقي النار لتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص».
وسقط صاروخان بين بلدتي بريتال وحورتعلا شرق البلاد مصدرهما السلسلة الشرقية، الأول وقع في أراض زراعية والثاني بين المنازل من دون الإفادة عن وقوع إصابات. وقد تكررت عمليات إطلاق الصواريخ من مواقع يسيطر عليها مسلحو المعارضة السورية باتجاه قرى وبلدات محسوبة على «حزب الله» ردا على مشاركته في المعارك في الداخل السوري إلى جانب قوات النظام.