IMLebanon

مصادر قريبة من «حزب الله» لـ («الشرق الأوسط»): نصر الله رفض لقاء دي ميستورا

مصادر قريبة من «حزب الله» لـ («الشرق الأوسط»): نصر الله رفض لقاء دي ميستورا

الحزب يرى في «الانفتاح الدولي» عليه اعترافا برؤيته لـ«الحل السياسي» في سوريا

بيروت: بولا أسطيح

يعد «حزب الله» طلب المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا لقاء أمين عام الحزب، حسن نصر الله، بمثابة «انتصار» له وإقرار دولي بحجمه ودوره في لبنان والمنطقة، بعدما تجنب المبعوثان الأمميان السابقان إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وكوفي أنان لقاء قياديين في الحزب. ويقرأ الحزب في اللقاء الذي جمع دي ميستورا بنائب نصر الله الشيخ نعيم قاسم، الخميس الماضي «تطورا كبيرا» في الموقف الدولي إزاء الأزمة السورية، علما بأنّه يدرك تماما أن دي ميستورا طرق أبوابه لكونه شريكا أساسيا في المعارك في الداخل السوري وبالتالي سيكون شريكا في أي حل سياسي مقبل.

وتدرج دول على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومجلس التعاون الخليجي «حزب الله» على لوائحها الخاصة بالإرهاب. كما قررت دول الاتحاد الأوروبي في يوليو (تموز) 2013 التمييز بين الجناحين العسكري والسياسي لـ«حزب الله»، مدرجة الأول على لائحتها للمنظمات الإرهابية، فيما تواصل سفيرة الاتحاد في بيروت أنجيلينا ايخهورست لقاءاتها مع مسؤولين في الحزب باعتبارهم جزءا من الجناح السياسي.

وأشارت مصادر في قوى 8 آذار مطلعة على أجواء «حزب الله»، إلى أن دي ميستورا طلب لقاء نصر الله «لكن (حزب الله) لم يكن ولن يكون مستعدا للاستجابة لطلب مماثل، لذلك وافق على لقاء يجمع المبعوث الدولي مع أرفع مسؤول في الحزب يتاح لدى ميستورا لقاؤه وهو الشيخ نعيم قاسم».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «مجرد تلاقي الرؤية الدولية مع رؤية (حزب الله) للأزمة السورية، والتي كان الحزب سباقا بطرحها منذ أكثر من 3 سنوات، لجهة أن الحل هناك لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، هو بمثابة انتصار للحزب ولمحور المقاومة في المنطقة وإقرار بفشل السياسة الدولية». ونبّهت المصادر إلى إمكانية أن يكون المجتمع الدولي ومن خلال حركة دي ميستورا الأخيرة «قرر التعاطي مع الميدانين السوري واللبناني على أنّهما ميدان واحد، وهنا تكمن خطورة ما هو مقبل على لبنان».

وكان حزب الله أعلن عام 2012 مشاركته بالمعارك الدائرة في سوريا إلى جانب قوات النظام وبالتحديد في القرى الحدودية، للدفاع عمّن قال إنّهم «لبنانيون يعيشون في قرى متداخلة بين البلدين ولمنع وصول المد التكفيري إلى لبنان». وتدهورت الأوضاع الأمنية في الداخل اللبناني بعيد قرار الحزب المشاركة بالحرب السورية، فانفجرت أكثر من سيارة مفخخة في مناطق محسوبة عليه في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي بلدات شيعية في البقاع شرقي لبنان.

وصدّ «حزب الله» خلال الأشهر الماضية أكثر من هجوم لعناصر تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش» عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية، وكان آخرها مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي حين حاول عناصر «النصرة» احتلال مراكز عسكرية للحزب في جرد بلدة بريتال شرقا.

وردّ المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري «إينجما» رياض قهوجي طلب دي ميستورا الاجتماع بمسؤولين بـ«حزب الله» لكونه «اللاعب الأساسي في الميدان السوري ويسيطر على جبهات القلمون وحمص ويلعب أدوارا قتالية مهمة في حلب وغيرها». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بات معروفا أنّه لولا تدخل (حزب الله) العسكري في سوريا لما كانت الأحوال هناك على ما هي عليه، فقد أنقذ النظام السوري ولا يزال يساعده على الاستمرار، وبالتالي هو طرف مؤثر بالقرار السياسي في دمشق وأي جهة تريد أن تتعاطى بجدية مع الملف السوري لا يمكنها أن تتجاهل (حزب الله)».

وتوقع قهوجي أن يكون المجتمع الدولي «بات أكثر جدية في التعاطي مع الملف السوري مما كان في السابق بعد تفشي ظاهرة (داعش) وخطرها والإدراك المتزايد لمدى ارتباط مصير التنظيم بمصير النظام»، رافضا الحديث عن نصر حققه الحزب بإرغام المجتمع الدولي على التحاور معه باعتبار أن «سوء حسابات المجتمع الدولي وسوء تعاطيه مع الأزمة أضعفاه وأجبراه على التعاطي مع (حزب الله) وغيره من الجهات التي تعدها بعض الدول منظمات إرهابية، بمسعى للدفع بالمسار السياسي في سوريا إلى الأمام».