وزير الدفاع اللبناني يختتم زيارته إلى طهران و«14 آذار» تتوجه لرفض الهبة الإيرانية
ظريف قال إن حكومته جاهزة للتعاون أمنيا واستخباراتيا مع لبنان
بيروت: بولا أسطيح
أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن استعداد إيران لأي تعاون سياسي وأمني واستخباراتي مع لبنان لمواجهة «الجماعات المتطرفة والإرهابية»، مؤكدا وقوف طهران إلى جانب «مقاومة الشعب والجيش اللبناني کما في السابق».
وعد ظريف خلال استقباله مساعد رئيس الوزراء وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل بطهران أن «العالم اجمع أدرك اليوم بأن تجاهل خطر الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا طيلة الأعوام الـ3 الماضية کان خطأ استراتيجيا کبيرا وتمثلت أثمانه في التدهور الأمني وتدفق النازحين»، مشددا على أهمية «الوحدة والتضامن والتوافق الوطني بين کافة المجموعات والطوائف اللبنانية للحيلولة دون نفوذ الجماعات الإرهابية ومواجهة التطرف»، آملا بأن يستطيع «الشعب والمجموعات السياسية في لبنان اختيار رئيس بلادهم عن طريق الحوار والتوافق على أتم السرعة».
وأعرب مقبل، بحسب وكالة «إرنا» الإيرانية، عن شكر بلاده لمساعدات إيران إلى الجيش قائلا إنه «من المؤكد أن هذه المساعدات ستلعب دورا ملحوظا في تعزيز صمودنا أمام الجماعات التكفيرية والإرهابية». وأضاف: «لبنان اليوم يواجه مشكلتين رئيستين هما تحمل العبء الاقتصادي والأمني الناتج عن تدفق اللاجئين السوريين وخطر نفوذ الإرهاب وانتشاره في الداخل اللبناني إضافة إلى المشكل الدائم المتمثل بالعدو الصهيوني».
وكان مقبل اختتم أمس زيارة إلى إيران استمرت 3 أيام التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين وأبرزهم الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني. وشكلت الهبة الإيرانية التي أعلن عنها شمخاني للجيش مطلع الشهر الحالي محور لقاءات مقبل الذي من المنتظر أن يقدم تقريرا حول هذه الهبة إلى مجلس الوزراء لدرسها وأخذ القرار المناسب في شأنها.
ويُتوقع أن تعلن قوى 14 آذار عبر وزرائها في الحكومة، وبحسب مصادر نيابية من هذه القوى، رفضها للهبة الإيرانية للجيش اللبناني من منطلق أن القبول بها سيعرض لبنان للعقوبات بإطار القرارين 1740 و1929 الصادرين عن مجلس الأمن واللذين يمنعان طهران من التداول بالبضائع ذات الطبيعة العسكرية والأموال خارج نطاق إيران.
ونبّه الدكتور شفيق المصري الخبير في القانونين الدولي والدستوري إلى أن «قبول لبنان للهبة الإيرانية يُشكل نوعا من خرق لقرارات مجلس الأمن الصادرة تحت الفصل السابع ما يعرضه للعقوبات الدولية»، عادا أن «الموضوع يتخطى السجالات السياسية المحلية وبالتالي يتطلب تعاطيا جديا معه».
وقال المصري لـ«الشرق الأوسط»: «يُنتظر من الحكومة أن تسعى للاستفادة من الهبة بأمور ذات طابع مدني لا تحرج لبنان لا قانونيا وسياسيا وبالوقت عينه لا يصدر عنها قرار برفض الهبة».
وتعد قوى 8 آذار أن «حجة العقوبات على إيران ساقطة، لأن إيران لا تريد مالا مقابل السلاح، وهي لا تتاجر، بل تقدم هبة».
وشدّد النائب في تيار «المستقبل» أحمد فتفت على أن موضوع قبول الهبة الإيرانية أو عدمه بيد الحكومة اللبنانية: «فإذا كانت تتعارض مع القرارات الدولية ومصلحة لبنان وبالتالي تتسبب لنا بمشكلة مع المجتمع الدولي وتؤذينا بدل أن تفيدنا فالأفضل عدم القبول بها وإذا كان العكس فلا مشكلة بالسير بها». وعد فتفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنّه «لو كان الإيرانيون جادون بمسألة تسليح الجيش لكانوا طلبوا من حزب الله أن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية».
وكانت مصادر لبنانية مطلعة على المفاوضات الحاصلة بموضوع الهبة كشفت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» أن «الأميركيين تمنوا على مسؤولين لبنانيين التقوهم ألا يتسرع لبنان بقبول الهبة بانتظار استكمال باقي الهبات، فإذا بقي بحاجة لمزيد من العتاد يعاد النظر بالعرض الإيراني». وقالت المصادر «الأميركيون لم يعلنوا رفضهم الهبة بل دفعوا باتجاه تأجيلها».
وتردد أن إيران مستعدة لتقديم عدد من صواريخ تاو مع القواذف المخصصة لها ومناظير ليلية ومدافع هاون عيار 120 ملم وأخرى 60 ملم مع ذخائرها، وذخائر دبابات ت 55 وت 62 وذخائر مدافع 155ملم ورشاشات دوشكا مع ذخائرها. وكان زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري أعلن أخيرا من الإليزيه عن وصول معدات للجيش اللبناني قريبا بإطار هبة الـ3 مليارات دولار أميركي التي كانت قدمتها المملكة العربية السعودية لتسليح الجيش اللبناني عبر فرنسا، تبعها هبة إضافية بمليار دولار لمساعدة الجيش بالتصدي للمجموعات المسلحة على الحدود اللبنانية الشرقية.