IMLebanon

التحالف الدولي يطلق حربا مفتوحة ضد «داعش» والإرهاب في سوريا

التحالف الدولي يطلق حربا مفتوحة ضد «داعش» والإرهاب في سوريا

الأمير سلمان: الطيارون السعوديون المشاركون في الهجمات أدوا واجبهم باحترافية >مشاركة عربية وغياب أوروبي

بيروت: نذير رضا

دشنت قوات التحالف الدولي – العربي لمحاربة الإرهاب، ضرباتها العسكرية في سوريا، أمس، باستهداف نحو 50 موقعا لتنظيمات «داعش» و«جبهة النصرة» وسائر الفصائل التي تضم مقاتلين كانوا ينتمون إلى تنظيم القاعدة، أسفرت عن مقتل 130 عنصرا على الأقل من تلك التنظيمات المتشددة، وهو ما عده مراقبون بأنه «أقوى ضربة متزامنة للمجموعات المتشددة في سوريا، منذ بدء الأزمة السورية».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، أن الجيش الأميركي و«شركاء» شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع «داعش» في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات من دون طيار، إضافة إلى إطلاق 47 صاروخ «توماهوك» من سفن أميركية موجودة في البحر الأحمر ومنطقة الخليج. وأوضحت في بيان، أن «الضربات دمرت أو ألحقت أضرارا بعدة أهداف لـ«داعش»، بينها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية». واستهدفت الغارات مواقع التنظيم في معقله في الرقة، إلى جانب أهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق) والبوكمال (شرق)، حيث دمرت الأهداف أو ألحق الأذى فيها.

وتعد هذه العملية التدخل الأجنبي الأول منذ اندلاع النزاع منذ أكثر من 3 سنوات في سوريا، حيث يسيطر تنظيم «داعش» على ثلث الجغرافيا السورية، تحاذي مناطق حدودية مع العراق ومناطق أخرى حدودية مع تركيا في شمال وشرق البلاد. وفي حين أكد جهاديون استهداف موقع لجيش المهاجرين والأنصار في ريف حلب الغربي، قالت مصادر سورية معارضة لـ«الشرق الأوسط»، إن مقار لتنظيم «أحرار الشام» تعرضت أيضا للقصف في المنطقة، إلى جانب مقار لـ«جبهة النصرة» في شمال سوريا. وكانت تلك الفصائل المتشددة، شنت هجمات على مواقع لفصائل معتدلة في الجيش السوري الحر في يونيو (حزيران) الماضي في ريف إدلب الغربي، واستولت على مناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرة «جبهة ثوار سوريا».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن التحالف الدولي شن أكثر من 40 غارة وضربات جوية ضد مواقع «داعش» أسفرت عن وقوع 400 مقاتل على الأقل بين قتيل وجريح، مشيرا إلى وقوع بعض المدنيين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارات والضربات الصاروخية «استهدفت مقار وتمركزات مجمل الفصائل السورية المرتبطة بتنظيم (القاعدة) ومتفرعاته»، موضحا أن الغارات التي ضربت مقرات في محافظات دير الزور والحسكة والرقة وحلب وإدلب «استهدفت تمركزات «داعش» و«النصرة» و«أحرار الشام» و«حركة المجاهدين» و«جيش المجاهدين والأنصار»، مؤكدا أن 120 قتيلا في صفوفها على الأقل سقطوا جراء الضربات، بينهم 70 قتيلا في صفوف «داعش» بينهم 15 سوريا، وجرى توثيقهم بالصور والأسماء، إضافة إلى 50 مقاتلا من «جبهة النصرة».

وقال عبد الرحمن، إن «داعش» الذي لم يعترف بخسائره «فتح الحدود مع العراق بشكل مباشر لنقل جرحاه إلى مشارف ميدانية في مناطق حدودية مع سوريا موجودة تحت الأرض»، مشيرا إلى أن «أقصى ضرباته تلقاها في حاجز الفروسية والطبقة في الرقة، حيث قتل أكثر من 20 مقاتلا».

وقالت مصادر ميدانية سوريا في الرقة، إن صواريخ استهدفت مبنى المحافظة ومبنى عسكريا يقيم فيه قياديون للتنظيم في مدينة الرقة، مؤكدا استهداف معسكر الطلائع ومبنى الفروسية.

بدورهم، أكد ناشطون أن الضربات استهدفت منطقة تل أبيض، وعين عيسى والطبقة، وهي مدن كبيرة في محافظة الرقة، لكنهم أشاروا إلى أن قيادات «داعش» اختفت عن الأنظار، إذ «أخلت تلك القيادات مراكزها الحساسة ومواقعها القيادية في الرقة، في حين اختفى القياديون»، مرجحين أنهم تحركوا باتجاه مواقع مجهولة.

وقال عبد الرحمن، إن العملية في يومها الأول «تعد أقوى ضربة متزامنة تتلقاها المجموعات المتشددة في سوريا منذ بدء الأزمة»، مؤكدا أن الغارات «استهدفت كل الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة أو تتبنى أفكاره»، وهي «مجموعات جهادية منتشرة على كامل أنحاء سوريا». وإذ أكد أن الضربة المفاجئة نفذت من غير التنسيق مع أحد، لا المعارضة ولا النظام ولا الأكراد، أوضح أن قوات التحالف «تجمع معلومات استخبارية عن كل الفصائل المتشددة في سوريا منذ مدة» لم يحددها، مشيرا إلى أن الضربات في يومها الأول «استهدفت جزءا صغيرا من بنك الأهداف بحوزة قوات التحالف العربي – الدولي». وقال: «المعلومات جمعت عبر مصادر ميدانية وناشطين ومعارضين، وعبر منظمات حقوقية وأخرى غير سورية موجودة في الأراضي السورية»، نافيا أن تكون الأهداف تشمل «شمال سوريا فحسب»، مؤكدا أنه يتضمن «أهدافا في ريف دمشق والقلمون وجنوب سوريا ووسطها».

وأكد المرصد السوري أن أكثر من 50 قتيلا من النصرة سقطوا في ريف المهندسين في حلب، معظمهم من المقاتلين الأجانب، إضافة إلى مقاتلين سقطوا في استهداف مقراتهم في ريف إدلب الغربي. وقال إن 8 مدنيين قتلوا في القصف على منطقة كفر دريان الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي حلب وإدلب، هم من الجنسية السورية، بينهم طفلة وشقيقتها، وسيدة وطفلها.

وشنت قوات التحالف، غارات على مواقع «جبهة النصرة» في المنطقة الفاصلة بين محافظتي إدلب وحلب (شمال سوريا). واستهدفت 3 صواريخ مقر الجبهة في بلدة كفر دريان في إدلب، أسفرت عن مقتل 10 مقاتلين من الجبهة على الأقل في المنطقة، بالإضافة إلى «مدنيين»، بحسب ما زعم التنظيم في مواقع جهادية في الإنترنت. وادعت المواقع الجهادية سقوط 30 مدنيا بين قتيل وجريح نقلوا إلى المستشفى الميداني، على الرغم من تأكيد المرصد أن الضحايا المدنيين لا يعدون بالعشرات. كما استهدفت مقار للجبهة الواقعة على أطراف معرة النعمان، ظهر أمس، بغارة جوية، من غير أن تعرف ما إذا كانت قوات التحالف شنتها أم الطيران السوري النظامي.

وأقر التنظيم المتشدد بمقتل أبرز قناصيه الذي يتصدر، بحسب مقربين من الجبهة، المرتبة السادسة على مستوى القناصين في العالم، ويدعى أبو يوسف التركي، إضافة إلى مقتل محسن الفاضلي، وهو قيادي سابق في تنظيم القاعدة، وقيادي بارز حاليا في جبهة النصرة.

هذا، ونفذت القوات الأميركية ضربات ضد مجموعة متطرفة أخرى توجد في حلب (شمال) هي مجموعة خرسان التي تضم عناصر سابقين من القاعدة. أرجعت واشنطن، سبب الضربة «لإحباط الهجوم الوشيك ضد الولايات المتحدة ومصالح غربية الذي كانت تخطط له» المجموعة. وانضمت عناصر «مجموعة خراسان» إلى تنظيم «جبهة النصرة» (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا)، في حين ينفي ناشطون في إدلب معرفتهم بهذا الفصيل المتشدد.

وأكد الجنرال ويليام مايفيل، مدير العمليات لهيئة الأركان المشتركة، أمس، أن الضربات استهدفت مجموعة «خراسان». وأوضح أن «التقارير الاستخباراتية أشارت إلى أن المجموعة كانت في المراحل الأخيرة من التخطيط لتنفيذ هجمات كبيرة ضد أهداف غربية وربما أراضي الولايات المتحدة». وقال إن أكثر من 40 صاروخ توماهوك أطلقت، وإن «أغلبية الضربات بهذه الصواريخ كانت ضد (خراسان)».

وفي غضون ذلك، أخلى قسم من سكان الرقة، التي تعرضت لـ20 غارة، منازلهم، كإجراء احترازي، ونزحوا باتجاه مناطق كردية أو مناطق حدودية مع تركيا، في حين أخلى تنظيم «داعش» مقاره في مدينة مبنج بريف حلب الشمالي الشرقي، وفرض حظرا للتجوال في مدينة الباب بالريف الشمالي الشرقي لحلب.

، حيث رصد تناقص في عدد مقاتليه وآلياته. وفي دير الزور التي تعرضت فيها مقار «داعش» لـ22 غارة، أخلى مواطنون مدنيون منازلهم في المناطق المحيطة بمقرات ومراكز وحواجز التنظيم في البوكمال وريفها. وتكرر المشهد في الحسكة التي تلقت مقار التنظيم فيها 3 غارات استهدفت معقل «داعش» في الشدادي وبلدة الهول بريف الحسكة جنوب شرقي سوريا.